[أم كريم]

الموقف السليم الذي تقفه المسلمة مع

من زلت بها القدم ..

التثبت ثم الستر .. وعدم التشهير .. : والتثبت: منهج عظيم دعا إليه القرآن، حيث قال –سبحانه:-
{ يَا أَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا } [1].
وكثير من المصائب التي حدثت أسبابها: العجلة وعدم التثبت.

ثم إن ثبت أن وقعت أحد منالمشاركات في المنتديات في الإعجاب برجل .. أو التحدث معه أو التعلق به – والعياذ بالله - فالأصل أنه لا يجوز التشهيربالمسلم أو المسلمة بل الإسلام رتب الثواب الجزيل لمن ستر مسلما ففي الحديث الذي فيالصحيحين

©"ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة" ¨[2]وفي هذا المعنى أحاديثكثيرة
رويَ عن بعض السَّلف أنَّه قال :
أدركتُ قوماً لم يكن لهم عيوبٌ ،فذكروا عيوبَ الناس ، فذكر الناسُ لهم عيوباً ، وأدركتُ أقواماً كانت لهم عيوبٌ ،فكفُّوا عن عُيوب الناس ، فنُسِيَت عيوبهم iوالناس هنا على نوعين:أحدهما : من كان مستوراً لا يُعرف بشيءٍ مِنَ المعاصي ، فإذا وقعتمنه هفوةٌ ، أو زلَّةٌ ، فإنَّه لا يجوزُ كشفها ، ولا هتكُها ، ولا التَّحدُّث بها، لأنَّ ذلك غيبةٌ محرَّمة ، وهذا هو الذي وردت فيه النُّصوصُ ، وفي ذلك قد قالالله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَآمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ }[3]
والمراد : إشاعةُالفَاحِشَةِ على المؤمن المستتر فيما وقع منه ، أو اتُّهِمَ به وهو بريء منه ، كمافي قصَّة الإفك .
والثاني : من كان مشتهراً بالمعاصي ، معلناً بها لا يُباليبما ارتكبَ منها ، ولا بما قيل له فهذا هو الفاجرُ المُعلِنُ ، وليس له غيبة ، كمانصَّ عدد من كبار العلماء ، ومثلُ هذا لا بأس بالبحث عن أمره ، لِتُقامَ عليهالحدودُ ، واستدلَّ بقولِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم –
© واغدُ يا أُنيس علىامرأةِ هذا ، فإنِ اعترفت ، فارجُمها¨[4]وهنا أقول : إن تحديد مصلحةالستر من عدمها ترجع إلى أهل العلم العارفين بالكتاب والسنة، وليس إلى آحاد الناسالذين يبنون أمورهم في الغالب على التشهي وحب الانتقام..

ومن خلال ما تقدم ..
يظهر أنه يجب الرجوعإلى أهل العلم والعقل:
قال - سبحانه-:
{ إِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأمْنِأَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِيالأمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ}[5]
و في هذا دليللقاعدة أدبية وهي أنه إذا حصل بحث في أمر من الأمور ينبغي أن يولَّى مَنْ هو أهللذلك ويجعل إلى أهله، ولا يتقدم بين أيديهم، فإنه أقرب إلى الصواب وأحرى للسلامة منالخطأ...كما قال الشيخ السعديّ رجمه الله.
و يتبين هنا جرم من يرسل رسائل خاصة تتكلم في هذا ،وتجرح هذا، وترمي هذا...ويلٌ له يوم القيامة إن لم يتب ويتحلل صاحبه،..وهذا عملقبيح جدا..وقد قلت سابقا أننا أتينا من جهة:
إما الجهل أو عدمالتربية الإيمانية.والله المستعان

.. أما إن كانت ..الأخت التي زلت بها القدم تائبة ..
فعتاب التائب .. خطأ لا يليق ...والأحاديث فيهذا كثيرة..
ومنها ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحة قال:
بَاب الصَّلَاةُكَفَّارَةٌ عن بن مَسْعُودٍ ...
© أَنَّ رَجُلًا أَصَابَمن امْرَأَةٍ قُبْلَةً فَأَتَى النبي صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ فَأَنْزَلَالله وأقم الصَّلَاةَ طَرَفَيْ النَّهَارِ وَزُلَفًا من اللَّيْلِ إِنَّالْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ فقال الرَّجُلُ يا رَسُولَ اللَّهِ أَلِيهذا قال لِجَمِيعِ أُمَّتِي كُلِّهِمْ¨[6]

وقال الإمام مسلمفي صحيحه :عن عبد اللَّهِ قال ...
©جاء رَجُلٌ إلىالنبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رَسُولَ اللَّهِ إني عَالَجْتُ امْرَأَةً فيأَقْصَى الْمَدِينَةِ وَإِنِّي أَصَبْتُ منها ما دُونَ أَنْ أَمَسَّهَا فَأَنَا هذافَاقْضِ فِيَّ ما شِئْتَ فقال له عُمَرُ لقد سَتَرَكَ الله لو سَتَرْتَ نَفْسَكَقال فلم يَرُدَّ النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فَقَامَ الرَّجُلُ فَانْطَلَقَفَأَتْبَعَهُ النبي صلى الله عليه وسلم رَجُلًا دَعَاهُ وَتَلَا عليه هذه الْآيَةَوأقم الصَّلَاةَ طَرَفَيْ النَّهَارِ وَزُلَفًا من اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِيُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذلك ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ فقال رَجُلٌ من الْقَوْمِ يانَبِيَّ اللَّهِ هذا له خَاصَّةً قال بَلْ لِلنَّاسِ كَافَّةً[7]¨وقالأيضا:عن أبو أُمَامَةَ قال ...
© بَيْنَمَا رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فيالْمَسْجِدِ وَنَحْنُ قُعُودٌ معه إِذْ جاء رَجُلٌ فقال يا رَسُولَ اللَّهِ إنيأَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ على فَسَكَتَ عنه رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلمثُمَّ أَعَادَ فقال يا رَسُولَ اللَّهِ إني أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ علىفَسَكَتَ عنه وَأُقِيمَتْ الصَّلَاةُ فلما أنصرف نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليهوسلم قال أبو أُمَامَةَ فَاتَّبَعَ الرَّجُلُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلمحين انْصَرَفَ وأتبعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْظُرُ ما يَرُدُّ علىالرَّجُلِ فَلَحِقَ الرَّجُلُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال يا رَسُولَاللَّهِ إني أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ على قال أبو أُمَامَةَ فقال له رسولاللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَرَأَيْتَ حين خَرَجْتَ من بَيْتِكَ أَلَيْسَ قدتَوَضَّأْتَ فَأَحْسَنْتَ الْوُضُوءَ قال بَلَى يا رَسُولَ اللَّهِ قال ثُمَّشَهِدْتَ الصَّلَاةَ مَعَنَا فقال نعم يا رَسُولَ اللَّهِ قال فقال له رسول اللَّهِصلى الله عليه وسلم فإن اللَّهَ قد غَفَرَ لك حَدَّكَ أو قالذَنْبَكَ¨[8]
وعلينا أن نكثر من الطاعات و العبادة.. فإن الحسنات يذهبن السيئات ..يقول ابن تيميةرحمه الله: من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية..

.. إشراقة ..

وهنا أذكر تجربة أرى أنها من نعم الله علينا –والفضل لله أولا وأخيرا-وذلك في منتدى "صناعة الحديث"..هذا المنتدى البسيط-يا معاشر الأخوة-:
- خرّج كثيرا ممن تحفظ للمنظومة البيقونية..وبعضهن لم تكن تحلم في حفظها أبدا...والعدد قابل للزيادة...إن شاء الله تعالى.
- حقق أمنيات لطالبات العلم..بشرح علمي لمتن حديثي..يقمن به..يراجعن عشرات الكتب..ويحررن عشرات المسائل..ولك أن تتصور هذه الطالبة..بعد فترة من الزمن..كيف سينفع الله بها..وكل ذلك بإشراف ومتابعة دقيقة من الأخ المشرف وغيره.وفي ضمن ذلك تقييم دقيق منهجي.. وعلمي للشارحات.
- ألف الأعضاء مطويات انتشرت ولله الحمد في مواقع كثيرة..ومنها موقع
"صيد الفوائد"..
- جردت طالبات العلم عددا من الكتب...لخصن عددا من المراجع..وكل ذلك مثبت في
"مكتبة موقع صناعة الحديث "..
- هذا المنتدى حلَّ إشكالات علمية لطالبات علم -بل ومتخصصات في الدراسات العليا- ربما لا يجدن من يجيب عن هذه الإشكالات بسهولة..
- وأمور أخرى أرى أنها غابت عن ذهني مثل: التذكير بفضل المناسبات والأيام..الدلالة على الخير..تنزيل الفوائد المتنوعة..وغير ذلك كثير!
كل هذا في أقل من شهرين بل وربما شهر!!
وكل هذا في تعقيب مختلط منضبط متابع من قبل المشرف –جزاه الله خيرا-

** قل بربك : أيهما أفضل هذا المنتدى أو منتدى نسائي بحت لا يدخله إلا النساء..لا تكاد تجد فيه ..إلا (كيف حالك!)، (سمعتِ آخر خبر)،
(وش قصة فلانة..) ...تجلس الواحدة فيه سنة تخرج منه كما دخلت!!..بل وربما تخرج أسوأ؟!
وأعتذر عن ذكر هذه التجربة – والتي ربما يفهم منها البعض الثناء والفخر - ولكن أرى أنّ هذا مناسب لتصور الحال والوضع بوضوح!
ونحن في موقع صناعة الحديث نريد أن نكون متميزين ...ولذا وضعنا منتدى خاصللأخوات محجوب عن جميع الرجال بدون استثناء حتى عن المشرفين...ونحن يوما بعد يومنزداد قناعة بضرورة عدم مشاركة المرأة للرجال في المنتديات....في أي أمر غير العلمالمحض..وآمل من جميع الأخوات في هذا الموقع مراعاة هذا الأمر ..
وهنا استطردفأقول تميز هذا الموقع -موقع صناعة الحديث-
بعدة أمور أبرزها أمران:
-وجودمنتدى خاص للأخوات محجوب عن جميع الرجال بدون استثناء.
-وجود منتدى متميزللصغار ..يربون فيه على تعاليم وآداب الإسلام...بدون مخالفات شرعية وللهالحمد...
ولولا هذان الأمران..لما كان للموقع حاجة..فالمواقع الإسلاميةكثيرة جدا....فأن يزيد موقع إسلامي أو ينقص لا يضير...!!
فالعبرة أيهاالأخوة الكرام..بالكيف لا بالكم...وبأن يخرج العضو وقد حصل العلم النافع المبني علىالكتاب والسنة الصحيحة...وحصل التربية الإيمانية والله الموفق.
قبل الختام .. نقول ..
أجزم جزما يكاد يصل إلى اليقين بأنَّ من وقع منه شيء من هذا..أنه وقع بعفوية تامة، نتاج قلة العلم الشرعي بحكم هذه المسألة، أو لسرعة الرد بدون تفكير أو تمحيص للعبارة..، أو عاطفة قوية غير منضبطة..مع عدم وجود ما يشغل من العلم النافع..
وسبب هذا الجزم واضح وبسيط هو: أنّه لو كان هناك أحد عنده سوء نية لذهب إلى منتديات متخصصة في هذا، مليئة-وللأسف-بنساء عندهنَّ فراغ روحي قاتل..فهنّ يشبعن هذا الفراغ مع هؤلاء..، ولما فكّر بهذه المنتديات العظيمة التي يذكر اسم الله فيها كثيرا، ويقرر فيها العلم الشرعي صباح مساء..ولا يدخلها في الغالب إلاّ الصفوة-نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحدا-.
كما أنبه أننا كلنا بدون استثناء عرضة لمثل هذا..ولكن هذا لا يمنع الجميع من النصيحة والبيان..وكذلك لا يمنع البقية من الرجوع للحق والصواب.. ولا خير فينا إذا لم نقلها..ولا خير فيهم إذا لم يسمعوها!!
وهنا أنهي ما في جعبتي بوصية الأخوة والأخوات بتقوى الله عزوجل في السر والعلن..وأنبه أن جميع ما تقدم " يعم الجنسين..

و لازلت أكرر أن
الانترنت نعمة كبرى للمرأة بشرط أن تحسن التعامل معه..وإما إذا كان مصدر فتنة لها...فالبعد والسلامة...واجب!

[1] سورة الحجرات آية ( 6 )

[2]أخرجه البخاري في " صحيحه " كِتَابُ الْإِكْرَاهِ . بَابُ يَمِينِ الرَّجُلِ لِصَاحِبِهِ : إِنَّهُ أَخُوهُ . إِذَا خَافَ عَلَيْهِ الْقَتْلَ رقم 6951ورقم 2442ومسلم في " صحيحه " كِتَابٌ : الْبِرُّ وَالصِّلَةُ وَالْآدَابُ بَابٌ : تَحْرِيمُ الظُّلْمِ رقم 2580-1


[3] سورة النور آية ( 19 )

[4] خرجه البخاري في " صحيحه " كِتَابٌ : الْوَكَالَةُ . بَابُ الْوَكَالَةِ فِي الْحُدُودِ . رقم 2315

[5] سورة النساء آية ( 83 )

[6]أخرجه البخاري في " صحيحه " كِتَابٌ : مَوَاقِيتُ الصَّلَاةِ . بَابٌ : الصَّلَاةُ كَفَّارَةٌ . رقم 526
كِتَابُ التَفْسِيرِ . بَابُ قَوْلِهِ : وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ . رقم 4687


[7] أخرجه مسلم في " صحيحه " كِتَابٌ : التَّوْبَةُ بَابٌ : قَوْلُهُ تَعَالَى : إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ رقم 2763-4

[8] أخرجه مسلم في " صحيحه " كِتَابٌ : التَّوْبَةُ بَابٌ : قَوْلُهُ تَعَالَى : إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ رقم 2765-1