عرض مشاركة واحدة
  #28  
قديم 09-22-2008, 06:07 AM
ابو عبيد الله ابو عبيد الله غير متواجد حالياً
الفقير إلى ربه
 




افتراضي

قيام عبد الواحد بن زيد

هو شيخ العباد الزاهد القدوة أبو عبيدة البصري.كان رحمه الله يقول لأهله : انتبهوا يا أهل الدار فما هذه دار نوم ، عن قريب يأكلكم الدود.
وحكى عنه محمد بن عبد الله الخزاعي قال : صلى عبد الواحد بن زيد الصبح بوضوء العتمة أربعين سنة .
وكان كثيراً ما يردد قائلاً :

ينام من شاء على غفلةٍ والنوم كالموت فلا تتكل
تنقطع الأعمال فيه كما تنقطع الدنيا عن المنتقل
هذه هي الاستقامة إذاً ـ الاستقامة على ما يحبه الله ويرضاه متمثلاً ومستجيباً لقول الحق تعالى : { فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }[هود:112].
كان عبد الواحد بن زيد يبكي ويقول : فرق النوم بين المصلين ولذتهم في الصلاة.
وليت شعري لو استطاع أن لا ينام لم ينم ولكنها حكمة الله الكونية القدرية، وقد احتوى قلب عبد الواحد بن زيد كثيراً من الحب والشوق ما جعله يتحسر على فوات حظه من ربه ومولاه بسبب النوم، فلله دره من عابد صادق
كان يناجي ربه قائلاً :
" وعزتك لا أعلم لمحبتك فرحاً دون لقائك ، والاشتفاء من النظر إلى جلال وجهك في دار كرامتك ، فيا من أحلَّ الصادقين دار الكرامة ، وأورث البطالين دار الندامة ، اجعلني ومن حضرنى من أفضل أوليائك زلفاً، وأعظمهم منزلة وقربة ، تفضلاً منك علىَّ وعلى إخواني يوم تجزي الصادقين بصدقهم جنات قطوفها دانية متدلية عليهم ثمرها ".
لقد تعلم عبد الواحد بن زيد في مدرسة الحسن البصري، فعرف كيف تكون حلاوة المناجاة، ولذة العبادة، والتذلل للكريم المنان، وعلى أثر من سلف يمشي من خلف، هي شجرة مورقة يخرج نباتها بإذن ربها ، قد سقيت بماء الوحي كتاباً وسنة .
فأثمرت رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه، والأمل في الله كبير أن نرى ثمار هذه الشجرة في زماننا رجالاً ونساءاً صالحين قانتين عابدين لله رب العالمين .
هذا هو طريق النصر في زمن الهزيمة، هذا هو طريق العزة لمن أراد العزة، والعزة لله ورسوله وللمؤمنين .
يتبع ان شاء ربى
رد مع اقتباس