عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 09-19-2008, 06:35 AM
ابو عبيد الله ابو عبيد الله غير متواجد حالياً
الفقير إلى ربه
 




افتراضي

عتبة الغلام

الزاهد الخاشع الخائف عتبة بن أبان البصري .
كان يشَّبه في حزنه بالحسن البصري، ولا غرو فعلى أثر من سلف يمشي من خلف وما عقبى الباقى غير اللحاق بالماضى.
كان عتبة من رهبان الليل وفرسان النهار حتى قال له مخلد بن الحسين : " كأنما ربتك الأنبياء" . سبحان الله رجل تربى على يد خير الناس ، التابعين بعد الصحابة ، ويوصف بأنه تربى تربية الأنبياء نعم صدق عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حينما قال :" إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فاتبعه برسالته ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد صلى الله عليه وسلم فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه فما رأى المسلمون حسناً فهو عند الله حسن وما رأوا سيئاً فهو عند الله سيء.
كان عتبة يقول في سجوده مناجياً ربه :"اللهم احشر عتبة من حواصل الطير وبطون السباع " وما ذاك إلا لحبه للشهاده في سبيل الله كان رحمه الله يستقبل القبلة فلا يزال في فكر وبكاء حتى يصبح.
وورد أن أمه كانت تقول له : لو رفقت بنفسك يا ولدي ؟!.
فيقول لها : دعيني يا أماه ، أتعب في عمر قصير ليوم طويل .
هذه إذاً هي نماذج الإيمان وربائب الإحسان ـ هذا هو تاريخ الأمة الناصع وصفحتها البيضاء التي سطرتها يد الرجولة والفتوة الإيمانية

أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع

كم بيننا والصالحين ، لا نحنُّ إليهم ولا هم يحنون إلينا إلا إن كانت الثريا بالأيدي ترام .
فليبك على نفسه من كان باكياً.
إن الأمة اليوم تحتاج إلى رجال صدق وجبال عزم ، تحتاج من تربى على الصلاة والصيام والذكر والقيام ، فهؤلاء هم الذين عرفوا الله تعالى وَ بُّروا في معاملته وهم الذين يرفع الله بهم المحنة وتزول عنا الغمَّة ـ لقد سئمنا من الشعارات والنداءات والشخوص الكاذبة والمظاهر الفارغة وحان الوقت لأن نجهد في السير خلف ركاب الصالحين الجادين المتيقظين ونردد خلفهم قائلين:
شباب ذلَّلوا سُبُل المــعالي وما عرفوا سوى الإسلام دينا
تعهَّدهم فأنبتهــم نبــاتاً كريماً طاب في الدنيا غَصونا
إذا شهدوا الوغى كانوا كماة يدُّكُّون المعامــل والحصونا
وإن جَنَّ المساءُ فلا تراهـم من الإشفـــاق إلا ساجدينا
كذلك أخرج الإسلام قومي شباباً مخلصاً حـراً أمــينا
وعلمه الكرامةَ كيف تُبنى فيأبى أن يقيَّد أو يـهونــا
يتبع ان شاء ربى مع اعلام الزهد والورع
رد مع اقتباس