عرض مشاركة واحدة
  #28  
قديم 03-17-2010, 09:23 AM
*أم مريم* *أم مريم* غير متواجد حالياً
مهتمة بقسم القرآن الكريم وفروعه .
 




افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

تسجيل حضور للدرس الثالث

وإجابة السؤال بحول من الله وقوته

**
سؤال هذه المحاضرة

نقول الله سبحانه لايظلم فهذا كمال ولكن الجدار ايضا لايظلم فهل هذاكمال؟وما الفرق؟
****

هناك فائدة جليلة تخص النفي عن الله أو الإثبات لصفات الله عز وجل

ليس في صفات الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى نفي -مطلق- عدمي، وإنما النفي يأتي لإثبات كمال وجودي" فلا نصف الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- بالنفي المطلق، ولا يُمدح الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- بالنفي المجرد؛ لأنه عدم.

فعند الحديث عن الظلم كما جاء في القرآن الكريم
( ولا يظلم ربك أحدا) سورة الكهف
{إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها }( النساء 40) ،
وقال عز وجل :{وما ربك بظلام للعبيد }(فصلت 46)

لإثبات كمال عدله وقسطه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، فلا يظلم أحداً لأنه المتفرد بكمال العدل والقسط والغنى أي: غني عن أن يظلم أحداً من خلقه، وهذا أيضاً يتضمن كمال علمه فإنه يعلم ذنوب العبيد جميعاً، فلا يخفى عليه منها شيء، ويعلم حسناتهم، فلا يخفى عليه منها شيء، وهو في غنى مطلق عنهم، فَلِم يظلمهم؟!

كذلك ورد في الحديث القدسي الذي اشتمل على كثير من صفات الله عز وجل واثبات افتقار العالمين إليه سبحانه
عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال : ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ، يا عبادي ، كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم ، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته ، فاستطعموني أطعمكم ، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته ، فاستكسوني أكسكم ، يا عبادي ، إنكم تخطئون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا ، فاستغفروني أغفر لكم ، يا عبادي ، إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ، يا عبادي ، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر ، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيرا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ) .

( سبحانه وتعالى )

أما الجدار فعند تطبيق هذه القاعدة عليه فهو لا يظلم ولكنه أيضاً لا يمكن اثبات صفة العدل عليه فهو جماد لا يضر ولا ينفع ولا يعلم ولا يرى ولا يسمع
ولا يعلم ولا يجهل ونفي الظلم عن الجدار نفي مطلق وهو عدم

وليس لله شبيه ولا ند

سبحانه وتعالى ليس كمثله شيئا

والله تعالى أعلى وأعلم
التوقيع



اللهم جاز معلمتنا الخير عنا خيرا واسكنها الفردوس الأعلى من الجنة يارب

رد مع اقتباس