عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 09-07-2008, 07:49 AM
ابو عبيد الله ابو عبيد الله غير متواجد حالياً
الفقير إلى ربه
 




افتراضي

قيام عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
الصحابي الجليل والإمام القدوة شيخ الإسلام أبو عبد الرحمن القرشي العدوى
روى علماً كثيراً عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبيه وكثير من الصحابة رضي الله عنهم.
ولقد كان لابن عمر رضي الله عنه مع الليل وقفات طويلة منذ سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( نعم الرجل لو كان يقوم الليل) .
وأصل الحكاية أن الرجل في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى رؤيا قصَّها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقول ابن عمر رضى الله عنه: وكنت غلاماً عزباً شاباً فكنت أنام في المسجد، فرأيت كأن ملكين أتياني، فذهبا بي إلى النار، فإذا هي مطوية كطي البئر، ولها قرون كقرون البئر، فرأيت فيها ناساً قد عرفتهم، فجعلتُ أقول: أعوذ بالله من النار، فلقينا ملك فقال: لن تراع فذكرتها لحفصة، فقصتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ( نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل ) يقول سالم بن عبد الله بن عمر: فكان بعد لا ينام من الليل إلا قليلاً. [رواه البخاري ومسلم واللفظ له وأحمد في مسنده]
فهذا والله هو الصدق الذي ملأ قلب عبد الله بن عمر رضى الله عنه فكانت كلمات النبي صلى الله عليه وسلم طريقاً يسير عليه، لا يتخطاه ولا يتعداه، عرف الطريق فلزمه، وصدق فيه قول القائل:
من لم يَبِت والحبُّ حَشو فؤاده لم يَدْرِ كيف تَفتَّت الأكباد
يروي أبو غالب مولى خالد بن عبد الله القرشي فيقول: كان ابن عمر ينزل علينا بمكة، وكان يتهجد من الليل، فقال لي ذات ليلة قبل الصبح: يا أبا غالب ألا تقوم فتصلى ولو تقرأ بثلث القرآن؟ فقلت: يا أبا عبد الرحمن قددنا الصبح فكيف أقرأ بثلث القرآن؟ قال: إن سورة الإخلاص { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ }[الإخلاص:1] تعدل ثلث القرآن.
ويحدثنا نافع مولى عبد الله بن عمر رضى الله عنهما فيقول: كان ابن عمر يحي الليل صلاةً ثم يقول: يا نافع أسحرنا؟ فيقول لا، فيعاود ـ أي يعاود للصلاة ـ وإذا قال نعم، يستغفر الله حتى يصبح.
وعن سعيد بن جبير قال: قال ابن عمر رضي الله عنهما حين حضرته الوفاة: "ما آسى على شيء من الدنيا إلا ظمأ الهواجر ومكابدة الليل"
نعم … لا يعرف الشوق إلا من يكابده، ولا الصبابة إلا من يعانيها، رضى الله عن عبد الله بن عمر المتعبد المتهجد نزيل الحصباء والمساجد.




يتبع ان شاء الله
مع اعلام الزهد والورع
رد مع اقتباس