عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 09-07-2008, 07:13 AM
ابو عبيد الله ابو عبيد الله غير متواجد حالياً
الفقير إلى ربه
 




افتراضي

قيام عبد الله بن مسعود رضى الله عنه
الإمام الحبر الفقيه أبو عبد الرحمن الهذلي المكي المهاجرى البدرى، من السابقين الأولين والنجباء العالمين، قال عن نفسه : ما نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت وفيما نزلت.
وقال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: [ من سرَّه أن يقرأ القرآن رطباً كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد ] رواه أحمد وغيره
ولما ضحكت الصحابة من دقة ساقيه وقد رأوه وهو يصعد شجرة، قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: [ لهما في الميزان يوم القيامة أثقل من أحد ] رواه أحمد في المسند
كان هذا العابد الطاهر إذا هدأت العيون قام فيُسمع له دوى كدوى النحل وقال رضي الله عنه: " لا ألفين أحدكم جيفة ليل قُطرُبَ نهار "
وقال أيضاً " فضل صلاة الليل على صلاة النهار كفضل صدقة السر على صدقة العلانية " وكيف لا يكون ابن مسعود من القوامين بالليل؟ وهو الذي متعه الله بالقرآن، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يسمع منه القرآن، وهو القائل رضى الله عنه: " ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس يفطرون، وبحزنه إذا الناس يفرحون وببكائه إذا الناس يضحكون، وبخشوعه إذا الناس يختالون "
فهذا هو وصف حامل القرآن الصادق المحب، له مع الليل أحوال وأحوال، لسان حاله يقول:

ألا يا عين ويحك أسعديني بطول الدمع في ظلم الليالي
لعلك في القيامة أن تفوزي بخير الدهر في تلك العلالي
أما أهل زماننا فقد توعَّر عليهم الطريق، وقل السالكون، وهُجرت الأعمال، وقَلَّ الراغبون فيها، وقَلَّ الحق، ودَرَسَ هذا الأمر فلا نراه إلا في لسان كل بَطَّال ينطق بالحكمة، ويفارق الأعمال، قد افترش الرخصة، وتمهد للتأويل، واعتلَّ بزلل العاصين، وسكنت القلوب إلى روح الدنيا، وانقطعت عن روح ملكوت السماوات، وإنا لله وإنا إليه راجعون.



يتبع ان شاء ربى
رد مع اقتباس