عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 09-07-2008, 06:55 AM
ابو عبيد الله ابو عبيد الله غير متواجد حالياً
الفقير إلى ربه
 




افتراضي

قيام الفاروق عمر رضي الله عنه

القانتون المخبتون لــربهـم الناطقون بأصدق الأقـوال
يحيون ليلهم بطاعة ربهــم بتلاوة ، وتضرع، وسؤال
وعيونهم تجري بفيض دموعهم مثل انهمال الـوابل الهطَّال
في الليل رهبان، وعند جهادهم لعدوهـم من أشجع الأبطال
و إذا بدا علم الرِّهان رأيتهـم يتسابقون بصالح الأعمـال
بوجوههم أثر السجود لربهـم وبها أشعة نـوره المتلالي
مهما سطر القلم وخطّ المداد ، ومهما أوتينا من لسان وفصاحةٍ فلن نوفِّيَ أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حقهم وصدق الله تعالى إذ يقول : ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ﴾ … (التوبة: من الآية100) .

قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( والذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحدٍ ذهباً ما أنفق مدَّ أحدهم ولا نصيفه ) . رواه البخاري ومسلم

وقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم : ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )

أخرجه الحاكم في المستدرك والترمذي في سننه وصححه الألباني في صحيح الجامع

وقال عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ( إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته ، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ) .

نعم ، كانوا خير هذه الأمة، أبرها قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً ، فكم فيهم من أوَّاهٍ تالي … بل كلهم أواه متهجد تالي … كل فرد منهم نسيج وحده في التهجد والعبادة … وما المتهجد فيمن بعدهم إلا كاللاعب .

وهاهو عمر بن الخطاب فاروق الإسلام آية وحده في العبادة والتنسك

قال الحسن: " تزوج عثمان بن أبي العاص امرأة من نساء عمر بن الخطاب، فقال: والله ما نكحتها رغبةً في مال ولا ولد، ولكني أحببت أن تخبرني عن ليل عمر فسألتها، فقلت: كيف كانت صلاة عمر بالليل ؟! قالت كان يصلى العشاء ثم يأمرنا أن نضع عند رأسه تَوراً فيه ماء فيتعارَّ (يتقلب) من الليل فيضع يده في الماء فيمسح وجهه ويديه ثم يذكر الله عز وجل حتى يُغفى، ثم يتعارَّ حتى تأتي الساعة التي يقوم فيها.

وقال لمعاوية بن خديج وقد دخل عليه في وقت الظهيرة فظنه قائلاً[أي نائماً]: قال: بئس ما قلت، أو بئس ما ظننت، لئن نمت بالنهار لأضيعن الرعية، ولئن نمت بالليل لأضيعن نفسي فكيف بالنوم مع هذين يا معاوية ؟!

ولذا كان ينعس وهو قاعد فقيل له: ألا تنام يا أمير المؤمنين ؟! فيقول: كيف أنام ؟! إن نمت الليل ضيعت حظي مع الله.

لله درك يا فاروق الإسلام خفقات برأسك فقط ولا تركن إلى الفراش.

يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله: " وكان يصلى بالناس العشاء ثم يدخل بيته فلا يزال يصلى إلى الفجر ".

وقال أسلم مولى عمر رضي الله عنه: " قدم المدينة رِفقة من تجار، فنزلوا المصلى فقال عمر لعبد الرحمن بن عوف: هل لك أن نحرسهم الليلة ؟ قال: نعم، فباتا يحرسانهم ويصليان "

وعن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب كان يصلي من الليل ما شاء الله حتى إذا كان من آخر الليل أيقظ أهله للصلاة يقول لهم: " الصلاة الصلاة " ثم يتلو هذه الآية: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ﴾(طـه:132).

وورد عن عمر رضى الله عنه أنه قال: " لولا ثلاث لما أحببت البقاء، لولا أن أحمل على جياد الخيل في سبيل الله، ومكابدة الليل ومجالسة أقوام ينتقون أطيب الكلام كما ينتقى أطايب التمر ".

رضى الله عنك يا فاروق الإسلام ……… كان في وجهه خطان أسودان مثل الشراك من البكاء وكان يمر بالآية من ورده فيبكى حتى يسقط ويبقى في البيت حتى يُعَاد للمرض.

نعم …… فمن يجارى أبا حفص وسيرتَه … أو من يحاول للفاروق تشبيها

" صدقت أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها لما قالت: إذا شئتم أن يطيب المجلس فعليكم بذكر عمر بن الخطاب "

ولما توفي عمر رضى الله عنه قال على بن أبي طالب رضى الله عنه: " ما خَلَّفتُ أحداً أحبُّ أن ألقى الله بمثل عمله منك يا عمر ".

وبعدُ يا داعية الإسلام:

إن من جَدَّ وجد وليس من سهر كمن رقد.

وهاهي أعلام القيام منشورة، ورايات الصلاة والصيام مرفوعة، فاقصُد ساحاتها، واغش باحاتها

هيا يا أخي ... أغلق باب الراحة، وافتح باب الجهد

أغلق باب النوم، وافتح باب السهر

هيا إلى صحبة الساهرين مع النجوم، الآنفين من الهجود

وليكن نشيدك:

صبراً على لأوائها والموعد الله.

يتبع ان شاء ربى
رد مع اقتباس