عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-18-2011, 10:31 PM
صاحب السيف المعوج صاحب السيف المعوج غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




Tamayoz ما دام جسدك لا ينافقك ، فلماذا الوهم؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف خلق العالمين وعلى آله الطيبين وبعد :


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته







لا يتخيل عاقل إمكانية بقائه بلا طعام أو شراب لفترة طويلة؛ مُكتفياً بنيته في الأكل والشراب يوماً ما!!
متوهماً أن بإمكانه خداع جسده بهذه النية وحدها؛ دون أن يَظهر عليه آثارُ الإرهاقِ أو الهزال، أو حتى سُقوطُه مغشياً عليه ضعفاً وخوراً!!


فحاجة الجسد للغذاء ضرورية وإلا فقد الإنسان حياته، ولا يَختلفُ على ذلك عاقلان.


ليبقى السؤال عن حاجة الروح لغذائها، وما يترتب على تقصيرنا في تلبية تلك الحاجة من
الشعوربالقلق والضيق والاكتئاب والخوف والفزع والضياع وغبش الرؤية
لما يجب علينا فعله لتغيير حياتنا ومشاعرنا إلى الأفضل!!


إننا بتقصيرنا في تغذية أرواحنا نصل إلى حالة من الخواء القاتل!!
الذي يتسبب في الموت البطيئ لسعادتنا وأفراحنا وشعورنا بالهدوء والراحة!!


فلا بالقرب من الله نسعد بالطمأنينة!!

ولا بالابتعاد عن منغصات النفس نمنحها الشعور بالأمن والأمان!!


ليبقى السؤال : ما دامت أجسادنا لا تنافقنا، وتُشعرنا بحاجتها الفورية للغذاء،
وإلا فإن العاقبة هي ضياع الحياة برمتها، وتعرضها للهلاك!!


فلماذا يتوهم أحدُنا أن بإمكانه الاستمرار على التزامه بمبادئه!!وثباته على أمر دينه!!
ومواصلة طريق الدعوة إلى ربه!!وجدارته باحتلال منزلة القدوة في أعين الناس!!
وهو مقصر في تلبية حاجة روحه من ذاك الغذاء!!!!!!

فهل يُنال الإيمان بالتمني؟!أم يُمكن الاستقامة على أمر الله بالوهم؟!

وهل نية المؤمن تُسوِّغُ له تقصيره وتباطؤه في السعي لعمل آخرته؟!!

إن الحبل الموصول الذي تأمل أن يَبلُغَ بك إلى رضوان ربك؛ كي تنجو من عرصات يوم الفزع الأكبر؛
ليبدأ من عمل دنياك خلال أيام حياتك!!

تنسج خيوطه رطوبةُ لسانك بذكر الله!!

يتمدد بتنهيدات صدرك في الثلث الأخير من الليل!!

يتواصل ببرك بوالديك!!

تزداد صلابته بخفض جناحك لإخوانك!!

تُحكَمُ عقدَهُ بالصدقة وفعل الخيرات وتفريج الكربات!!

لتكون روحك مفعمة بالحياة والطمأنينة بذكر الله!!

فترسم أنوار الإيمان خطوطها على وجهك كتباشير الصباح!!

تهدي الحيارى في ظلمة ليل بهيم!!لطخته المعاصي بظلماتها وسوادها!!

فينطقُ لسانُكَ. . لتنطلقَ كلماتُك كسهامٍ من أعماق القلب؛ لتُصيبَ القلوب في مقتلها؛ معلنة إذعانها لداعي الله!!

في حين يَنطُقُ غيرُك فلا تتجاوز كلماته الآذان!!لأنها خرجت هزيلةً مريضةً!!

قد افتقدت الحياة بذكر الله، بانطلاقها من أرواح مريضة، لم تعرف حقيقة القرب من الله!!

إن غذاء أجسادنا لينتهي أثره؛ بمجرد مُخالطة ترابِ القبور ليُبلي آثار أجسادِنا!!

أما غذاء أرواحنا فيمتد أثره، نعيماً في قبورنا!!

وثباتاً يوم لقائنا لربنا!!

ونعيماً بإذن الله في جنان ربنا!!

فإذا كانت أجسادنا لا تنافقنا في ترك حقها من غذائها!!

فلماذا ننافق أنفسنا حين نتوهم إمكانية مواصلة طريقنا إلى ربنا
دون غذاء أرواحنا؟!



أخوكم في الله
صاحب السيف المعوج

</em>
رد مع اقتباس