عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-24-2010, 07:59 AM
أم حفصة السلفية أم حفصة السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله تعالى وأسكنها الفردوس الأعلى
 




Download الأصول النافعة الجامعة في الصبر على المصائب

 

الأصول النافعة الجامعة في الصبر على المصائب

الأصل الأول:-
أن ما يصيب المؤمنين من الشرور والمحن والأذى دون ما يصيب الكفار والواقع شاهد
بذلك وكذلك ما يصيب الأبرار في هذه الدنيا دون ما يصيب الفجار والفساق والظلمة بكثير

الأصل الثاني:-
أن ما يصيب المؤمنين في الله تعالى مقرون بالرضا والاحتساب فإن فاتهم الرضا
فمعولهم على الصبر وعلى الاحتساب وذلك يخفف عنهم ثقل البلاء ومؤنته فإنهم
كلما شاهدوا العوض هان عليهم تحمل المشاق والبلاء والكفار لا رضا عندهم
ولا احتساب وإن صبروا فكصبر البهائم وقد نبه تعالى على ذلك بقوله:
(ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون)

الأصل الثالث:-
أن المؤمن إذا أوذي في الله فإنه محمول عنه بحسب طاعته وإخلاصه ووجود حقائق
الإيمان في قلبه حتى يحمل عنه من الأذى ما لو كان شيء منه على غيره لعجز
عن حمله وهذا من دفع الله عن عبده المؤمن فإنه يدفع عنه كثيرا من البلاء

الأصل الرابع:-
أن المحبة كلما تمكنت في القلب ورسخت فيه كان أذى المحب في رضى محبوبه مستحلى
غير مسخوط والمحبون يفتخرون عند أحبابهم بذلك حتى قال قائلهم:
لئن ساءني أن نلتني بمساءة... لقد سرني أني خطرت ببالك

الأصل الخامس:-
أن ما يصيب الكافر والفاجر والمنافق من العز والنصر والجاه مقرون بضده

الأصل السادس:-
أن ابتلاء المؤمن كالدواء له يستخرج منه الأدواء التي لو بقيت فيه أهلكته أو
نقصت ثوابه وأنزلت درجته فيستخرج الابتلاء والامتحان منه تلك الأدواء
ويستعد به لتمام الأجر وعلو المنزلة ومعلوم أن وجود هذا خير للمؤمن من عدمه

الأصل السابع:-
أن ما يصيب المؤمن في هذه الدار من إدالة عدوه عليه وغلبته له وأذاه له في بعض الأحيان:
أمر لازم للطبيعة والنشأة الإنسانية في هذه الدار.

الأصل الثامن:-
أن ابتلاء المؤمنين فيه حكمة عظيمة لا يعلمها على التفضيل إلا الله تعالى،فمنها:
استخراج عبوديتهم وذلهم لله وانكسارهم له وافتقارهم إليه وسؤاله نصرهم على أعدائهم
ولو كانوا دائما منصورين
قاهرين غالبين لبطروا وأشروا ولو كانوا دائما مقهورين مغلوبين منصورا
عليهم عدوهم لما قامت للدين قائمة ولا كانت للحق دولة

الأصل التاسع:-
أنه سبحانه وتعالى إنما خلق السموات والأرض وخلق الموت والحياة وزين
الأرض بما عليها لابتلاء عباده وامتحانهم ليعلم من يريده ويريد ما عنده ممن
يريد الدنيا وزينتها قال تعالى:
( وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا)

الأصل العاشر: -
وهو أن الإنسان مدني بالطبع لابد له أن يعيش مع الناس والناس لهم إرادات وتصورات واعتقادات فيطلبون منه أن يوافقهم عليها فإن لم يوافقهم
آذوه وعذبوه وإن وافقهم حصل له الأذى والعذاب من وجه آخر فلابد له
من الناس ومخالطتهم ولا ينفك عن موافقتهم أو مخالفتهم وفي الموافقة ألم وعذاب
إذا كانت على باطل وفي المخالفة ألم وعذاب إذا لم يوافق أهواءهم واعتقاداتهم
وإراداتهم ولا ريب أن ألم المخالفة لهم في باطلهم أسهل وأيسر من الألم المترتب على موافقتهم

الأصل الحادي عشر:-
أن البلاء الذي يصيب العبد في الله لا يخرج عن أربعة أقسام فإنه إما أن يكون
في نفسه أو في ماله أو في عرضه أو في أهله ومن يحب ، فهذا مجموع ما يبتلى به العبد في الله.(1)

قال بعض السلف :
"الإيمان نصفان:فنصف صبر ونصف شكر"
والحمد لله رب العالمين
___________________
(1)إغاثة اللهفان لابن القيم رحمه الله صفحــ(187-193)ــة ج2.
(2)مدارج السالكين لابن القيم رحمه الله صفحـ(157)ــة ج.2
التوقيع

اسألكم الدعاء لي بالشفاء التام الذي لا يُغادر سقما عاجلآ غير آجلا من حيث لا احتسب
...
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ، فَإِنَّهُ لا يَمْلِكُهَا إِلا أَنْتَ
...
"حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله.انا الي ربنا راغبون"
رد مع اقتباس