الموضوع: الاستعــــاذة
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-13-2009, 11:38 AM
عبد الملك بن عطية عبد الملك بن عطية غير متواجد حالياً
* المراقب العام *
 




افتراضي الاستعــــاذة

 


الاستعاذة

قال ابن كثير : والمشهور الذي عليه الجمهور أن الاستعاذة لدفع الوسواس فيها، إنما تكون قبل التلاوة، ومعنى الآية عندهم: { فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } [النحل: 98] أي: إذا أردت القراءة كقوله: { إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ } الآية [المائدة: 6] أي: إذا أردتم القيام. والدليل على ذلك الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك . ا.هـ . فروى أحمد عن أبي سعيد الخدريّ، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل فاستفتح صلاته وكبَّر قال: " سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك " . ويقول: " لا إله إلا الله " ثلاثًا، ثم يقول: " أعوذ بالله السميع العليم، من الشيطان الرجيم، من هَمْزه ونَفْخِه ونَفْثه " .

قال ابن كثير : وجمهور العلماء على أن الاستعاذة مستحبة ليست بمتحتمة يأثم تاركها . ا.هـ . واستدل القائلون بالوجوب بالأمر بالاستعاذة في آية النحل ، وأجاب الجمهور بما جاء في حديث المسيء صلاته ، وبأن الأمر " صرفه عن الوجوب إجماع السّلف على سنّيّته " "الموسوعة الفقهية" (4/6) . جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (6/383) : " الاستعاذة سنة ، فلا يضر تركها في الصلاة عمدًا أو نسيانا " ا.هـ .

قال تعالى : " خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) " ..

قال الشنقيطي : بين في هذه الآية الكريمة ما ينبغى أن يعامل به الجهلة من شياطين الإنس والجن . فبين أن شيطان الإنس يعامل باللين ، وأخذ العفو ، والإعراض عن جهله وإساءته . وأن شيطان الجن لا منجى منه إلا بالاستعاذة بالله منه . قال في الأول : { خُذِ العفو وَأْمُرْ بالعرف وَأَعْرِضْ عَنِ الجاهلين } وقال في الثاني : { وَإِماَّ يَنَزَغَنَّكَ مِنَ الشيطان نَزْغٌ فاستعذ بالله إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } ، وبين هذا الذي ذكرنا في موضعين آخرين .
أحدهما : في سورة { قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُونَ } قال فيه في شيطان الإنس : { ادفع بالتي هِيَ أَحْسَنُ السيئة نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ } [ المؤمنون : 96 ] وقال في الآخر : { وَقُلْ رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشياطين وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ } [ المؤمنون : 97-98 ] .
والثاني : في حم « السجدة » قال فيه في شيطان الإنس : { ادفع بالتي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الذي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيم } [ فصلت : 34 ] وزاد هنا أن ذلك لا يعطاه كل الناس ، بل لا يعطيه الله إلا لذي الحظ الكبير والبخت العظيم عنده فقال : { وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الذين صَبَرُواْ وَمَا يُلَقَّاهَآ إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } [ فصلت : 35 ] ثم قال في شيطان الجن : { وإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشيطان نَزْغٌ فاستعذ بالله إِنَّهُ هُوَ السميع العليم } [ فصلت : 36 ] . ا.هـ " أضواء البيان ( الأعراف – 200 ) " .

والشيطان في لغة العرب مشتق من شَطَن إذا بعد، فهو بعيد بطبعه عن طباع البشر، وبعيد بفسقه عن كل خير . والرّجيم: فعيل بمعنى مفعول، أي: إنه مرجوم مطرود عن الخير كله .

من صيغ الاستعاذة :
1- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .
2- أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم .
3- يزيد على الصيغة الثانية من همزه ونفخه ونفثه .
ومعنى الهمز : الخنق ، والنفخ : الكبر ، والنفث : الشِّعر .

تلخيص
• الصواب أن الاستعاذة تكون قبل التلاوة كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم .
• الجمهور على أن الاستعاذة قبل التلاوة مستحبـــة .
• دلت الآيات على أن شيطان الإنس يعامل باللين ، وأخذ العفو ، والإعراض عن جهله وإساءته . وأن شيطان الجن لا منجى منه إلا بالاستعاذة بالله منه .
• الشيطان : مشتق من شطن إذا بعد . الرجيم : فعيل بمعنى مفعول ؛ أي مرجوم .
رد مع اقتباس