عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 11-10-2011, 11:48 AM
أم حُذيفة السلفية أم حُذيفة السلفية غير متواجد حالياً
اللهم إليكَ المُشتكى ,وأنتَ المُستعان , وبكَ المُستغاث , وعليكَ التُكلان
 




افتراضي

(2)

( العاقلة و الثقة بما عند الله )

روى البخاري عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال : جاء إبراهيم عليه السلام بأم إسماعيل (( هاجر )) وابنها إسماعيل ، وهي ترضعه حتى وضعها عند البيت عند دوحة (( شجرة )) فوق زمزم في أعلى المسجد ، وليس بمكة يومئذ أحد ، وليس بها ماء ، فوضعهما هناك ، ووضع عندهما جرابًا ( كيسًا ) فيه تمر ، وسقاءً فيه ماء ، ثم قفَّى إبراهيم عليه السلام منطلقًا ، فتبعته أم إسماعيل ، فقالت : يا إبراهيم ، أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه أنيس ولا شيء ؟! قالت له ذلك مرارًا وهو لا يلتفت إليها !! فقالت : آللَّه أمرك بهذا ؟ قال : نعم . قالت : إذًا لا يضيعنا .

فهل ضيعها اللَّه ؟ كلا ؛ لقد أكرمها إكرامًا تتحدث به الدهور والأيام والخلق والأنام ؟! فاللَّه لا يضيع أجر المحسنين ولا إيمان المؤمنين .

وهذه أم المؤمنين عائشة رضي اللَّه عنها سألها مسكين وهي صائمة وليس في بيتها إلا رغيف ، فقالت لمولاة لها : أعطيه إياه ، فقالت : ليس لك ما تفطرين عليه ، فقالت : أعطيه إياه، ففعلت ، قالت : فلما أمسينا أهدى لنا أهل بيت أو إنسان ما كان يهدى لنا ، شاة وكفنها ، فدعتني عائشة فقالت : كلي من هذا فهذا خير من قرصك .
قال العلماء : هذا من المال الرابح والفعل الزاكي عند الله تعالى ، يعجل منه ما يشاء ولا ينقص ذلك مما يدخر عنده ، ومن ترك شيئًا لله عوضه الله، وعائشة رضي اللَّه عنها في فعلها هذا من الذين أثنى اللَّه عليهم بأنهم يؤثرون على أنفسهم مع ما هم فيه من الخصاصة ، وأن من فعل ذلك فقد وقي شح نفسه ، وأفلح فلاحًا لا خسارة بعده ، ومعنى شاة وكفنها ؛ فإن العرب أو بعض العرب أو بعض وجوههم كان هذا من طعامهم، يأتون إلى الشاة أو الخروف إذا سلخوه غطوه كله بعجين البر ، وكفنوه به ثم علقوه في التنور فلا يخرج من وَدَكِه شيء إلا في ذلك الكفن ، وذلك من طيب الطعام عندهم.
التوقيع

اللهم أرحم أمي هجرة وأرزقها الفردوس الأعلى
إلى كَم أَنتَ في بَحرِ الخَطايا... تُبارِزُ مَن يَراكَ وَلا تَراهُ ؟
وَسَمتُكَ سمَتُ ذي وَرَعٍ وَدينٍ ... وَفِعلُكَ فِعلُ مُتَّبَعٍ هَواهُ
فَيا مَن باتَ يَخلو بِالمَعاصي ... وَعَينُ اللَهِ شاهِدَةٌ تَراهُ
أَتَطمَعُ أَن تـنالَ العَفوَ مِمَّن ... عَصَيتَ وَأَنتَ لم تَطلُب رِضاهُ ؟!
أَتـَفرَحُ بِـالذُنـوبِ وبالخطايا ... وَتَنساهُ وَلا أَحَدٌ سِواهُ !
فَتُب قَـبلَ المَماتِ وَقــَبلَ يَومٍ ... يُلاقي العَبدُ ما كَسَبَت يَداهُ !

رد مع اقتباس