عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 03-13-2010, 09:08 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي




الحمد لله وكفى وصلاةعلى من اصطفى
حياكم الله جميعا وجمعنا على طاعته
هذا هو الدرس الثاني أسأل الله أن ينفع به

قال المصنف:
( اَلْحَمْدُ لِلَّهِ اَلْمَحْمُودِ بِكُلِّ لِسَانٍ )
· الحمد : ذكر أوصاف المحمود الكاملة وأفعاله الحميدة مع المحبة والتعظيم .
· والحمد أيضا هوالثناء بالجميل الإختياري أي الصفات التي إختارها الله سبحانه وتعالى لنفسه
فقول القائل : الحمد لله : أي أنه يخبر بمحاسن المحمود وهو الله محبة وتعظيماً .وهذا هو الفرق بين الحمد والمدح ،
فهما متشابهان في نفس الحروف لكن بترتيب مختلف فالمدح يذكر أوصاف الممدوح لكن لا يلزم ذلك أن يكون معه محبة ، أما الحمد فذكر الأوصاف الجميلة مع المحبة والتعظيم ، ولهذا جاء الحمد في حمد الله عز وجل (الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ) .
فالإنسان قد يمدح الإنسان ، لكن لا يلزم أن يحبه .
وكذلك يخلط البعض بين الحمد والشكرولكن الحمد غير الشكر فالحمد عرفناه أما الشكر فهوالثناء على النعمة المسداة كما أن الحمد يكون باللسان والقلب أما الشكر فيكون بللسان والقلب والجوارح
والحمد يكون على الجميل الاختياري وعلى النعم أما الشكر فيكون على النعم فقط بمعنى أن الحمد يكون بمقابل وبغير مقابل أما الشكر فبمقابل فقط والحمد هو رأس الشكر كما قال النبي (الحمد رأس الشكر ماشكر الله عبد لم يحمده )حديث حسن رواه البيهقي في شعب الايمان وقال الالباني ضعيف
· الحمد لله : فالله يحمد على جميع نعمه وعلى كل شيء ، فهو محمود على ما أمر به وعلى ما نهى عنه وعلى خلقه .
قال تعالى : (وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ)
وكان صلى الله عليه وسلم يقول في الاعتدال من الركوع : ( ربنا ولك الحمد ، ملء السماء ، وملء الأرض ، وملء ما بينهما ، وملء ما شئت من شيء بعد ) .
· وقد أمرنا الله بحمده ، فقال تعالى : (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ) .
· ومما يحمد الله عليه :
- إنزال الكتاب .
قال تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَاً) .
- وعلى إرسال الرسل .
كما قال تعالى : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ) .
- وعلى خلق السماوات والأرض .
كما قال تعالى : (الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ) .
· قال شيخ الإسلام : ” الحمد نوعان :
حمد على إحسانه إلى عباده ، وهو الشكر .
وحمد لما يستحقه بنفسه من نعوت كماله ، وهذا الحمد لا يكون إلا لمن هو بنفسه مستحق للحمد ، وإنما يستحق ذلك من هو متصف بصفات الكمال “
· قال صلى الله عليه وسلم : ( أفضل الذكر لا إله إلا الله ، وأفضل الدعاء الحمد لله ) .
قال بعض العلماء : الحمد لله هي كلمة كل شاكر ، واستدلوا :
بقول أهل الجنة ( الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن ) .
وبقول نوح عليه السلام ( الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين ) .
وبقول أهل الجنة أيضاً ( الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ) .
وبقول إبراهيم عليه السلام ( الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق ) .
وبقول داود وسليمان عليهما السلام ( الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين ) .
· الحمد لله : ( ال ) للاستغراق ، أي جميع المحامد لله تعالى ، فهو المستحق للحمد على الإطلاق .
كما كان صلي الله عليه وسلم يقول : ( ولك الحمد كله ) .
· بدأ بالحمد لله تأسياً بالكتاب العزيز واقتداء بالنبي .
فأول سورة بالقرآن افتتحت بالحمد لله رب العالمين .
وكان النبي يفتتح خطبه بالحمد لله .
قال المصنف :
(اَلْمَحْمُودِ بِكُلِّ لِسَانٍ) .
أي أن الله يحمده سبحانه كل المخلوقات وكل الموجودات ، فكل المخلوقات تحمده وتسبحه .
قال تعالى : (وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ)
وقال تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ) .
وقال تعالى : (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ) .
وقال تعالى : (يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) .
· ومعنى تسبيح الجمادات : لها تسبيح حقيقي قد ألهمها الله إياه .
ولذلك قال تعالى : (وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ)
فقول بعضهم : تسبيح الجمادات دلالتها على صانعها قول ضعيف .
قال المصنف:
( اَلْمَعْبُودِ فِي كُلِّ زَمَانٍ )
· أي أن الله تعالى له العبودية .
والعبادة : هي الذل والخضوع ، وعبودية الله قسمان :
عامة : ومعناها أن كل الخلق مقهورون خاضعون لله سبحانه وتعالى ، يتصرف فيهم كيف يشاء ويحكم فيهم كما يريد .
كما قال تعالى : (إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً) .
وقال تعالى : (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ) .
وهذه العبودية لا يخرج منها أحد ، فهي تشمل جميع الخلق .
خاصة : وهي عبودية الطاعة العامة ( التي يتميز بها المؤمنون عن الكفار ) .
قال تعالى : ( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً ) .
والعبودية هي أشرف الدرجات وقدوصف الله نبيه بالعبودية في أعلى المقامات وأجلها مثل: مقام الاسراء (سبحان الذي أسرى بعبده)
مقام التحدي (وإن كنتم في ريب ممانزلنا على عبدنا فأتوا بسورة..)
مفام الدعوة (لما قام عبد الله يدعوه)
وفي مقامانزال الكتاب (الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب)
وفي مقام الكفاية (أليس الله بكاف عبده)
وفي مقام الوحي(فأوحى إلى عبده ماأوحى)
ويوم القيامة عند الشدائد العظام يقول عيسى عليه السلام للناس اذهبوا الى محمد عبد غفر الله له
نكمل المرة القادمة ان شاء الله
جمعني الله واياكم على طاعته