الموضوع: دعوة الرسل
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-27-2008, 11:06 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




Islam دعوة الرسل

 




دعوة الرسل
د:ناصر العقل


عـقيـدة التـوحـيد في دعـوة الرسل عـامة



إذا تأملنا قصص المرسلين التي وردت في القرآن الكريم ، وما حدث لهم مع أممهم ، نجد أنهم اتفقوا جميعاً على دعوة واحدة ، هي الدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له ، واجتناب الشرك ، وإن اختلفت شرائعهم .

بل إن مسألة الدعوة إلى التوحيد والتحذير من الشرك ووسائله هي القضية الأولى التي جاء ذكرها في القرآن الكريم بين الرسل وأممهم ، قال الله - تعالى - مُخبراً عما أرسل به جميع الرسل :
{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ } [ سورة الأنبياء ، الآية : 25 ] .
وقال - تعالى - : { وَلَقَدْ بَعَثـنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ }
[ سورة النحل ، الآية : 36 ] .
وقال - تعالى - : { يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاتَّقُونِ } [ النحل ، الآية : 2 ] .

وإذن : فجميع الرسل كان أول وأهم ما دعوا إليه هو التوحيد ، توحيد الله بالعبادة وتقواه وطاعته وطاعة رسله . وكما ذكر الله عنهم ذلك على سبيل التعميم ، فقد ذكر عن بعضهم على التفصيل :
فـنوح - عليه السلام - قال لقومه : { يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ } [ الأعراف ، الآية : 59 ] .
وكذلك هـود - عليه السلام - قال لقومه : { يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ } [ الأعراف ، الآية : 65 ] .
وكذلك شعيب - عليه السلام - قال لقومه : { يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ }
[ سورة الأعراف ، الآية : 85 ] .
وإبراهيم- عليه السلام - قال لقومه : { اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتّـَقُوهُ } [ سورة العنكبوت ، الآية : 16 ] .
فالدعوة إلى التوحيد ، والتحذير من الشرك ، وصحة العقيدة وسلامتها هما الأصل الأول في دعوة المسلمين ، من لدن نوح إلى محمد - عليهم السلام - وهذا هو الغاية الأولى التي بها تصلح كل شئون الدنيا والدين ، فإذا صحت العقيدة أذعن الناس لله وحده وأطاعوا رسله واستقاموا على شرعه على هدى وبصيرة ، ومن ثم يصلح كل شيئ من أمورهم الدينية والدنيوية .
وهذا لا يعني أن الرسل لم يهتموا بإصلاح المفاسد الأخرى ، ولا أنهم لم يدعوا إلى الفضائل الأخرى ، بل جاءوا بشرائع ومناهج تسير عليها الأمم وتصلح شئون حياتها الدنيا ، وأمروا بالمعروف والإصلاح والعدل، ونهوا عن المنكر والفساد والظلم ، وأمروا بكل خير وفضيلة ، ونهوا عن كل شر ورذيلة تفصيلاً وإجمالاً .

لكن أعظم الفضائل توحيد الله - تعالى - وتقواه ، وأعظم المفاسد الشرك بالله ، وهو الظلم العظيم . فكان ذلك أعظم وأول ما أرسل الله به الرسل .

وهكذا كل دعوة لا تقوم على هذا الأساس - في أي زمان ومكان - فإنها دعوة قاصرة وناقصة ، ويخشى أن يكون نصيبها إما الفشل ، وإما الانحراف عن الصراط المستقيم ، أو هما معاً ، لأن هذا أصل عظيم من أصول الدين متى غفلت عنه الأمم وقعت في كارثة الشرك والابتداع . نسأل الله السلامة والعافية من ذلك .
رد مع اقتباس