عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 06-27-2008, 03:22 PM
أبو الفداء الأندلسي أبو الفداء الأندلسي غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

46- لا تمدوا الباطل بذنوبكم ..!
في كثير من الأحيان نحارب الباطل .. نستبطئ زوالَه .. ولكن في نفس الوقت نغذيه ونقويه علينا .. بذنوبنا ومعاصينا!
كم من طاغية جاثم على صدر ومقدرات الأمة وددنا أن يزول .. وبنفس الوقت نمده بحبل من القوة من عند أنفسنا بسبب معاصينا وذنوبنا، وانحرافنا عن الحق .. يبتلينا الله به بسبب ـ بل بأسباب ـ من عند أنفسنا ..!!
كم من معركة هُزم فيها المسلمون .. وانتصر فيها أعداؤهم .. بسبب بعض الذنوب والمعاصي التي كان قد ارتكبها بعض المسلمين أو الجند .. وكانوا لا يلقون لها بالاً!!
أعجب لأناس ـ هم من أبناء جلدتنا، ويتحدثون بلغتنا ـ يرفعون شعار إزالة دولة يهود .. وتحرير فلسطين كامل فلسطين .. وهم يرتكبون الموبقات والكبائر .. وكثير منهم لا يتورع أن يُظهر الكفر البواح ..!
هؤلاء ـ علموا بذلك أم لم يعلموا ـ يطيلون عمر اليهود في فلسطين .. ويُطيلون أمد دولتهم .. وأمد معاناة أهل فلسطين .. وهم شركاء اليهود في قتل أطفال ونساء فلسطين!
هم سبب رئيسي في تأخير النصر .. وحصول الجلاء!
نصر الله ـ يا قوم! ـ لا يتنزل .. إلا إذا نصرنا الله .. ونصرنا لله يكون بامتثال أوامره .. وبالانتهاء عن نواهيه وزواجره .. أن نأخذ الإسلام كله ـ وليس بعضه ـ بقوة وصدق وجد:) إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم (.
نصر الله يتنزل عندما نصلي الفجر في القدس .. كما نصلي ظهر الجمعة في القدس!
أهل الباطل أوهن من بيت العنكبوت لو كنتم تعلمون .. ومع ذلك فهم أقوياء .. لا لأنهم أقوياء بحق .. بل لأننا نحن الضعفاء .. فقوتهم تأتي من جهة ضعفنا .. وضعفنا يأتي من جهة ذنوبنا ومعاصينا، وتفرقنا في ملل، وأحزاب ما أنزل الله بها من سلطان .. يأتي من جهة شرودنا عن الطاعة، وإقامة الصلاة ..!
احذر يا أخا الإسلام أن تمد الباطل .. أن تمد الطواغيت الظالمين بمدد من القوة والحياة .. أن تمدهم بذلك بذنوبك .. فتكون عوناً لهم على إخوانك وأنت لا تدري!!
واعلم أن ذنبك في الحجاز والشام .. يؤثر على تأخير نصر إخوانك في فلسطين والشيشان!!
* * *
47- ظاهرة سوء الاستدلال ..!
ظاهرة سوء الاستدلال ظاهرة قديمة حديثة .. فمن قبل استدل الخوارج بآيات ونصوص قيلت في الكفار المشركين .. فحملوها على المؤمنين الموحدين!
ومن قبل ـ وإلى يومنا هذا ـ استدل المرجئة بآيات ونصوص قيلت في المؤمنين الموحدين .. فحملوها وأنزلوها على الكافرين المجرمين!
ومن سوء الاستدلال كذلك أن يلجأ الباحث ـ عندما تعوزه الحجة والبينة ولا يجد
الدليل الصحيح على مسألته ـ إلى الإكثار من كلام أهل العلم ونصوصهم .. وإلى تسويد عشرات الصفحات في المسألة البسيطة التي تُبحث في عدة سطور .. حتى يظن القارئ أن هذا الباحث قد أحاط بالمسألة من جميع أطرافها وأبعادها، وقد أقام الحجة على المخالفين بما لا يسع لأحد مخالفته .. وبشيء من التأمل والمتابعة نجد أن هذه النصوص المطولة ـ التي نقلها هذا الباحث من أقوال أهل العلم ـ في واد، ومسألته التي يستدل عليها في وادٍ آخر ..!
وأحياناً نجد أن كثيراً من هذه النصوص المنقولة من كلام أهل العلم هي حجة عليه وعلى ما يريد تقريره وإثباته، وليست له .. وهو لا يدري!!
هذه ظاهرة متفشية في زماننا .. ما أكثر أهلها وأصحابها !!
* * *
48- فيمن يعمل لغيره ..!
من الغباء والحمق أن يكدح المرء طيلة يومه ثم في نهاية النهار يحرم نفسه وأهله وأطفاله مما كان قد اكتسبه من مال وربح، ويعطيه للآخرين .. لأناس هو لا يحبهم، ولا يميل إليهم!
من الغباء والحمق أن يزرع الإنسان .. ليحصد غيره ما يزرع .. ومن دون أن يستفيد شيئاً مما قد زرع!
مثل هذا مثل الإنسان المجاهد، العابد، القائم، الصائم .. الذي يشتم الآخرين، ويغتابهم، ويعتدي على حرماتهم وحقوقهم ..!
فيأتي كل واحد من هؤلاء يوم القيامة للقصاص، وتحصيل حقوقهم ممن كان قد ظلمهم أو اعتدى عليهم في شيء .. فيأخذ هذا من حسناته، وهذا من حسناته .. حتى لا يبقى عنده شيء من الحسنات تتشفع له من عذاب يومئذٍ، فيُقذف به في النار ..!
كما في الحديث عن أبي هريرة أن رسول الله r قال:" أتدرون من المفلس ؟" قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال:" المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيُعطي هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يُقضى ما عليه أُخِذَ من خطاياهم، فطرحت عليه، ثم طرح في النار ".
فلا تزهدن ـ يا عبد الله ـ بحسناتك .. فتوزعها على الآخرين في يوم الحسنة فيه تساوي ملء الأرض ذهباً ..!
* * *
49- نريد أن ندخل الجنة ولكن ..!
ما أوسع ساحة الأماني عند الناس .. وما أقل ساحة العمل والبذل والعطاء ..!
نريد أن ينتصر الإسلام .. أن تعلو كلمته وتقام دولته .. ولكن من دون أن نضحي في سبيل ذلك بجهد يسير مستطاع .. أو حتى بذل دريهمات قليلات ..!
نريد أن نكون مع الأنبياء والصديقين والشهداء في أعلا الجنان .. ونُزوَّج بالحور العين .. ولكن من دون بذل ولا عطاء، ولا جهاد ..!
نريد أن ترفع المعاناة عن المسلمين في العالم .. ولكن من دون أن يقدم أحدنا درهماً في سبيل ذلك ..؟!
عند الحديث عن الأماني والتمنيات فالذي نريده كثير .. وكثير جداً .. وكبير .. وعندما يأتي الحديث عن العمل .. عن التضحية والبذل والعطاء .. عن تكاليف هذا الذي نريده .. تنكمش الأنفس الشح .. ويشح البذل والعطاء .. وتتوارى الوجوه!
الجهاد جيد .. لكن غيرنا الذي ينبغي أن يجاهد ..!
المجاهدون فضلاء .. ولكن لا أريد لولدي أن يجاهد ..!
الشهادة طيبة .. لكن لا نريد أن تراق منا قطرة دماء ..!
قال تعالى:) إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يُقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويُقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم (.
وفي الحديث:" لا صدقة ولا جهاد .. فبما تدخل الجنة " ؟!!
* * *
50- فاعلية الإعلام ..!
للإعلام فاعلية كبيرة .. وأثر بليغ على عقول وتوجه الناس !
ولو استخدم في الباطل .. لا تسأل عن حجم الخراب والفساد الذي يمكن أن يحققه !
فكم من طاغية كافر .. ظهر من خلال الإعلام الفاسد المكثف على أنه بطل دونه في الاستقامةوالعدلأبو بكر، وعمر، وعلي ..!
فكم من جاهل مشبوه .. ظهر من خلال الإعلام والدعاية المكثفة والمسخرة له على أنه عالم مجاهد .. وإمام .. فوق الشبهات أو أن يُشار إليه بنقيصة ..!
فكم من خائنٍ عميل .. ظهر من خلال الإعلام الفاسد المكثف في أعين الناس على أنه
مخلص وشريف، ونزيه ..!
وكم من ظالم مغتصب للحقوق .. معتدٍ على البلاد والعباد .. يُظهره الإعلام الفاسد في أعين الناس أنه هو المظلوم، وأنه صاحب حق وقضية، وأن المظلوم المعتدى عليه هو الظالم الذي ينبغي أن يُعاقب ..!
فكم من حق ظهر في أعين الناس على أنه باطل .. وكم من باطل ظهر في أعين الناس على أنه حق، ومن المسلمات التي لا تقبل النقاش .. كل ذلك بسبب ضغط الإعلام الجاهلي وكثافة الدعايات التي تبثها أبواق الإعلام الباطل والمتنوعة في سبيل ذلك ..!
وفي كثير من الأحيان يستطيع الإعلام الفاسد ـ من خلال الدعايات المكثفة والمتنوعة ـ أن يضع حاجزاً نفسياً كبيراً بين الناس وبين أن يلتفتوا إلى الحق أو يسمعوا إليه .. فضلاً عن أن يُجالسوه أو يتبعوه ..!
وفي كثير من المجتمعات التي يعاني أهلها من الخواء العقدي الإيماني .. والجهل الثقافي .. يكفي لتسيير الناس في اتجاه معين دون سواه ـ يرتضيه الطاغوت ـ أن يُصنع لهم فلم أو فلمان .. أو مسلسل تلفزيوني ونحو ذلك ..!!
فكم من مسلسل تلفزيوني نجد صداه وأثره ـ في اليوم التالي ـ في أحاديث، وأخلاق، وسلوك الناس ..!
فعلى الشباب المسلم .. وهم في طريقهم لطلب العلم .. وفي الدعوة إلى الله .. أن يتفطنوا لذلك .. أن يتفطنوا لهذا المكر الخبيث الذي يُبث في الليل والنهار .. حتى لا يقعوا في الظلم، وفي شباك ومكر الإعلام الباطل ـ وجنوده ـ وهم يعلمون أو لا يعلمون!

يتبع إن شاء الله
رد مع اقتباس