عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 06-08-2008, 12:37 PM
الشافعى الصغير الشافعى الصغير غير متواجد حالياً
لا تهاجم الناجح وتمتدح الضعيف .. لا تنتقد المجتهد الذي يعمل وتربت علي كتف الكسول
 




افتراضي

يقرأون «هاري بوتر».. ويفضلون الأدباء الشبان

كتب سماح عبدالعاطي

كيف يفكر جيل ٨١.. وماذا يقرأ.. وما هي اهتماماته.. هذه الأسئلة طرحناها علي أمناء مكتبات ثقافية وأصحاب دور نشر.. وكانت هذه إجاباتهم:
تصف هند واصف، مدير مكتبة ديوان بالزمالك عقلية معظم الشباب من رواد المكتبة «بالسطحية» وذات اهتمامات خيالية بعيدة تماماً عن الواقع، من خلال، رصدها الدقيق ومعايشتها لهم بحكم وظيفتها، معبرة عن أسفها الشديد باهتمامات جيل الشباب الذي يفضل «هاري بوتر»
و«ملك الخواتم» والقصص البوليسية علي الأدب والفكر والتراث، واستطردت أن مثل هذه النوعية من الكتب التي يقبل عليها الشباب ساهمت في تشكيل وعيه وأبعدته عن واقعه المعاش وأحالته إلي عالم أشبه بـ«الغيبوبة» مفضلين الانفصال عن الواقع لحساب عالمهم الخيالي الموازي.
وتضيف: هذا لا يمنع وجود الكثير من الشباب الذي يقبل بنهم شديد علي قراءة الكتب في مجالات الفن والفكر والإبداع، خاصة الفلسفة، التي يحاول الشباب عن طريقها فهم ما يحدث حولهم وبداخلهم، والعثور علي إجابات عن أسئلة حائرة في عقولهم، التي لم تعد تستوعب كل ما يحدث.
مضيفة أن قراءات الشباب فيما بعد الجامعة متنوعة للغاية فهناك من يبحث عن كتب يستطيع أن ينمي من خلالها قدراته ويبني شخصيته ويحسن مهاراته، وهناك من يبحث عن المعرفة الحقيقية. مبدية دهشتها من جهل الكثير من الشباب بالعديد من البديهيات، واصفة تلك الحالة بأنها محاولة للهروب من الواقع وبحثاً عن الفكر المختلف في تفسير ذلك الواقع.
وتشيد هند إلي ظاهرة جديدة لاحظتها مؤخراً وهي أن الشباب أنفسهم يجازفون ويكتبون ولا يخافون الفشل أو الخجل من آرائهم مضيفة «كنا في عرض رواية واحدة أو عمل يظهر لنقول من خلاله إن الشباب موجود ولم ننتظر وقتاً طويلاً حتي ظهرت أسماء مثل أحمد حداد وميسون صقر، للذين أثبتا وجودهما ولاقت كتبهما إقبالاً كبيراً من الشباب،
خاصة بعد أن وجدوا مَنْ يخاطبهم بلغتهم التي يفهمونها. مفسرة إحجام الشباب عن القراءة في السنوات الماضية بمسألة العرض والطلب، فالطلب دائماً كان موجوداً دون أن يكون هناك عرض علي المستوي المطلوب والملائم لجيل الشباب الذي ما أن وجد ضالته حتي أقبل علي القراءة.

لكن محمد هاشم، صاحب دار ميريت للنشر، يؤكد إقبال الشباب مؤخراً علي القراءة بصورة لافتة، حيث يتكالبون علي قراءة أعمال الأدباء الشبان أمثال ياسر إبراهيم ومحمد صلاح العزب وأحمد خالد توفيق وحمدي أبوجليل وبلال فضل، إضافة إلي كتب الشعر التي لا يزال أحمد فؤاد نجم يتصدر مبيعاتها، في ظاهرة وصفها بأنها محيرة وعصية علي الفهم،
وأعرب هاشم عن سعادته من محاولة الشباب اختراق مجال الكتابة، فعلي حد تعبيره أن ذلك لم يكن موجوداً قبل ٦ سنوات مثلاً أما الآن فالشباب يكتب بـ«قلب ميت وجامد» واصفاً كتاباتهم بأنها تجد صدي واسعاً وتجد من يبحث عنها ويتابعها،
مشيراً إلي أن هناك محاولات كثيرة من شباب حديث السن أكثر وعياً، خاصة في زمن ثورة الاتصالات وانتشار الإنترنت رغم عدم امتلاكهم موقفاً سياسياً علي عكس كتابات الأجيال السابقة، الذين كانوا يحملون فكراً ولديهم مواقف سياسية في كل الاتجاهات.
يضيف هاشم أن عدداً كبيراً من الشباب حالياً لا يهمهم الموقف السياسي بقدر ما يشغلهم البحث عن الذات وخلق دور يعبرون من خلاله عن أنفسهم من خلال عدة قراءات تختلف من شاب لآخر.
ويرصد مدير إحدي كبريات دور النشر، طلب عدم ذكر اسمه، أن أكثر الكتب مبيعاً لديه هي الروايات العاطفية، خاصة المترجمة، وسلسلة هاري بوتر وكتب الخيال العلمي، إضافة إلي كتب الفلسفة والشعر الحديث، لافتاً إلي تراجع شديد في الإقبال علي الكتب الدينية والتراثية والفكرية.
تركنا دور النشر ورصدنا ظاهرة جديدة، بدأتها سلسلة «مقاهي» شهيرة، وهي أن تستعين في بعض فروعها بمكتبة متنوعة المجالات، وتسمح لروادها بالإطلاع علي هذه الكتب طوال فترة تواجدهم بالمقهي.

يقول تامر إبراهيم، مساعد مدير فرع المقهي بالزمالك، إن الفكرة جاءت للمسؤولين عن المقهي انطلاقاً من المبدأ الذي يقوم عليه المقهي والمتلخص في عبارة «تصميم غربي وضيافة شرقية»،
وهي الضيافة التي تنشد راحة العميل بداية من استقباله ونهاية بتلبية كل طلباته ومن بينها توفير الكتب التي يصف معظمها بأنه يغلب عليها الطابع «الغربي» والخيالي، فأكثرها روايات عاطفية وقصص خيال علمي وكتب أطفال وتتنوع ما بين اللغتين العربية والإنجليزية.
يضيف تامر إن عمال المقهي اعتادوا مشاهدة انهماك الشباب في مطالعة هذه الكتب لأكثر من ١٠ ساعات كاملة يومياً، مشيراً إلي أن معظمهم يطلب توفير كتب بعينها «ويوصي» عليها، خاصة كتب الشعر الأجنبية والعربية.
ومن المقهي الشهير إلي سور الأزبكية، إحدي قلاع الثقافة في مصر، يجيب ناصر طه، صاحب إحدي مكتبات السور، عن سؤال «ماذا يقرأ الشباب» فيقول إن معظمهم يقبل علي قراءة كتب المغامرات، مثل مغامرات رجل المستحيل» و«المكتب رقم ١٩» وروايات «عبير» بالنسبة للفتيات في حين يبحث البعض عن الأدب المترجم مثل رواية «شفرة دانفشي»،
مشيراً إلي أن هناك بعض الأعمال تشهد إقبالاً شديداً من جانب الشباب مثل رواية «ربع جرام» و«عمارة يعقوبيان» وكتب مثل «عشان ما تنضربش علي قفاك» الذي ألفه ضابط شرطة وسحبه الأمن من السوق بعد رواجه بين الشباب.

 

رد مع اقتباس