الموضوع: ألام أمتنا
عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 03-03-2007, 01:37 AM
الوليد المصري الوليد المصري غير متواجد حالياً
مراقب عام
 




افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


نعود مرة اخرى باذن الله مع ألام امتنا و هذه المرة نذكر قصة دولة الموحدين




و دولة الموحدين ليست كدولة المرابطين بمعنى أن نشأتها لم يكن سببها حربا مع الكفار بل كانت حربا لاصلاح العقيدة



و لذا لن تكون ذات أحداث كثيرة مثل دولة المرابطين و لكن نبدأ من اواخر زمان دولة المرابطين

الدولة لم تعد كما كانت

فلم يعد الأحفاد يحملون نفس ما كان يحمله الأجداد

و لم يعد خلفاء البطل يوسف بن تاشفين بنفس الصلاح و لم يعد الناس بنفس الكيفية بل صار الأن الأمر على غير هذا

ضرب الفساد في البلاد و بدئت ظواهر تظهر للانشقاق مرة اخرى !

و الأصل الذي نشأت عليه الدولة

و نتيجة للبعد عن الدين بدأت تظهر العقائد الفاسدة حتى ظهر محمد بن تومرت

و محمد بن تومرت أو المهدي بن تومرت كان نتاجا طبيعيا للحياة الفاسدة و للبعد عن الدين الذي بدأ يسود هذا الزمان

فنشأ على فساد في العقيدة فكانت عقيدته خليطا من الجهمية و الاعتزال

و ادعى أنه المهدى المنتظر !



الموحدون هم أتباع محمد بن تومرت الذي ادعى المهدية والذين استطاعوا إسقاط دولة المرابطين بعدما دب الضعف في جسدها الكبير ,

وقد سموا أنفسهم بالموحدين لاعتقادهم أنهم هم المؤمنين حقاً الذي يوحدون الله عز وجل التوحيد الصحيح وأن ما سواهم هو مشبه وضال ومبتدع وعقيدتهم هي خليط من الاعتزال والجهمية ونفي الصفات مع فشو البدع المنكرة عندهم لذلك فقد كانوا أضل الناس في باب العقائد


ولكنهم ركبوا أسباب النجاح والتمكين والقوة فكان لهم ما سعوا له لحكمة يعلمها الله عز وجل وحده
.

لم يكن أهل الأندلس وهم على عقيدة السلف الصالح ليتقبلوا هذه العقيدة المخترعة بسهولة فمكث الموحدون معظم وقتهم بالأندلس في قتال أتباع المرابطين وإرغام المخالفين لهم على قبول عقيدتهم المخترعة

ولكنهم مع ذلك انتصروا على الصليبيين في معركة الآراك التي أعادت للأذهان ذكرى الزلاقة وذلك سنة 591هـ .


ولكن أصحاب العقيدة الفاسدة مهما علت رايتهم وقويت شوكتهم فإن زوالهم سريع وهلاكهم قريب


لذلك انتصر الصليبيون عليهم في معركة كانت قاصمة الظهر لهم وهي معركة العقاب سنة 609هـ


وانتهارت قواعد الموحدين الواحدة تلو الأخرى سريعاً وانفرط العقد بالمغرب والأندلس واقتتل أمراء الدولة فيما بينهم واستعانوا بالصليبيين على بعضهم البعض حتى بلغ الحال ببعضهم لأن يرتد عن الإسلام ويتنصر من أجل الدنيا الفانية .

و هذه كانت باختصار شديد قصة دولة الموحدين التي نشأت على عقيدة فاسدة فكان لا بد لها من الانهيار

و لكن ماذا بعد سقوط دولة الموحدين ؟

كانت أخر دول الأندلس على الاطلاق و الحديث عنها يذرف الدموع و يدمي القلوب و هي قصة دولة بني الأحمر اخر دول الأندلس قاطبة

فما كانت قصتهم ؟

و كيف سقطت الأندلس ؟

و ماذا كان بعد ذلك ؟

و ما قصة محاكم التفتيش ؟

لم يبق في تلك القصة سوى رسالتين فحسب او ثلاثة على الأكثر

و الرسالة القادمة سمها ان شئت الغروب

او سمها موت الأسد العجوز

او سمها ما شئت فكلها معان واحدة لقصة واحدة لا تحمل لنا الا الأسى

و سنحكي عن قصة أشد المذابح دموية في تاريخ العالم كله على الاطلاق

و سنحكي عن أبشع وسائل التعذيب التي عرفناها في حياتنا كلها

و سنحكي عن كيف انهم

إن ييظهروا علينا لا يرقبون في مؤمنا اإلا و لا ذمة

و كيف انهم هدموا و دمروا

و كيف حل بأبائنا و اجدادنا

و كيف حل باخواننا

و يلي ذلك شرح قصيدة في رثاء أشبيلية لأبو البقاء الرندي

و الله المستعان

رب احكم بالحق , و ربنا الرحمن المستعان على ما تصفون
رد مع اقتباس