عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 05-12-2008, 09:33 PM
عبد الملك بن عطية عبد الملك بن عطية غير متواجد حالياً
* المراقب العام *
 




افتراضي

السؤال : كيف يطلب الله تعالى من بني إسراْئيل أن يذبحوا البقرة ومن ثم يقول ( وذبحوها وما كادوا يفعلون


الجواب : هم ذبحوها فعلا ، ويدل عليه قوله تعالى : "فذبحوها" وأما قوله "وما كادوا يفعلون" فليس نفيا للفعل ، ولكنه يدل على أنهم ذبحوها بعد لأي وتعنت.
وأتحفك أيها السائل بفائدة لغوية ، وهي ما ذكره العلماء في "كاد" حيث قالوا : إن إثباتها نفي ، ونفيها إثبات. فإذا قلت : "كدت أصل إليك" فمعناه : أنك لم تصل. وإذا قلت : "ما كدت أصل إليك ، فالمعنى أنك وصلت. وقد ألغز بهذه اللفظة أبو العلاء فقال:
نحوي هذا العصر ما هي لفظة *** جرت في لساني جرهم وثمود
إذا استعملت في صورة المجد أثبتت*** وإن أثبتت قامت مقام جحود
وقد أجاب ابن مالك فقال:
نعم هي كاد المرء أن يرد الحمى*** فتأتي بإثبات لنفي ورود
وفي عكسها ما كاد أن يرد الحمى*** فخذ نظمها فالعلم غير بعيد
وأجاب الشهاب الحجازي بقوله:
لقد كاد هذا اللغز يصدئ فكرتي *** وما كدت منه أشتفي بورود
فهذا جواب يرتضيه أولوا النهى*** وممتنع عن فهم كل بليد


( شرح الأشموني للألفية (1/368) إتحاف السادة المتقين (8/52)

رد مع اقتباس