عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-03-2008, 12:02 PM
أم عبد الرحمن السلفية أم عبد الرحمن السلفية غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي ..:: حقيقة الدنيا ::..

 



فالدنيا في الحقيقة:لا تذم و إنما يتوجه الذم إلى فعل العبد فيها و هي قنطرة أو معبر إلى الجنة أو إلى النار و لكن لما غلبت عليها الشهوات و الحظوظ و الغفلة و الإعراض عن الله و الدار الآخرة فصار هذا الغالب على أهلها و ما فيها و هو الغالب على اسمها صار لها اسم الذم عند الإطلاق و إلا فهي مبنى الآخرة و مزرعتها و منها زاد الجنة و فيها اكتسبت النفوس الإيمان و معرفة الله و محبته و ذكره ابتغاء مرضاته و خير عيش ناله أهل الجنة في الجنة إنما كان بما زرعوه فيها و كفى بها مدحا و فضلا لأولياء الله فيها من قرة العيون و سرور القلوب و بهجة النفوس و لذة الأرواح و النعيم الذي لا يشبهه نعيم بذكره و معرفته و محبته و عباته و التوكل عليه و الإنابة إليه و الأنس به و الفرح بقربه و التذلل له و لذة مناجاته و الإقبال عليه و الإشتغال به عمن سواه و فيها كلامه ووحيه و هداه و روحه الذي ألقاه من أمره فأخبر به من شاء من عباده.

و لهذ فضل ابن عقيل و غيره هذا على نعيم الجنة و قالوا:هذا حق الله عليهم و ذاك حظهم و نعيمهم و حقه أفضل من حقهم قالوا:و الإيمان و الطاعة أفضل من جزائه.


و التحقيق:أنه لا يصح التفضيل بين أمرين في دارين مختلفتين و لو أمكن اجتماعهما في دار واحدة لأمكن طلب التفضيل و الإيمان و الطاعة في هذه الدار أفضل ما فيها و دخول الجنة و النظر إلى وجه الله جل جلاله و سماع كلامه و الفوز برضاه أفضل ما في الآخرة فهذا أفضل ما في هذه الدار و هذا أفضل ما في الدار الأخرى و لا يصح أن يقال:*فأي الامرين أفضل؟* فهذا أفضل الأسباب و هذا أفضل الغايات و بالله التوفيق

___________________________

عدة الصابرين و ذخيرة الشاكرين
للإمام ابن قيم الجوزية


رد مع اقتباس