السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
عُـدنـا مع الجزء الرابع ,, وأسفه على التأخير
:: هل مصباحي مضاء عندكـ ::
كان أبو جندول الطيب أحد القراء المشهورين ، وكانت له صحيفة بها ثلاثمائة من أصدقائه يدعو لهم في كل ليلة ،
وفي ليلة من الليالي تركهم ونام ، فأتاه في المنام من يقول :
يا أبا جندول لِمَ لَمْ تسرج مصابيحك الليلة ؟
فقام وأخذ الصحيفة ودعا لواحد واحد حتى فرغ ..
من منا أبو جندول ؟
فنحن في أشد الاحتياج لهذه المصابيح المضيئة التي تضيء القلوب قبل الدروب ، فالدعاء أسرع وسيلة لتوصيل الحب ،
ولن أنسى أختاً لي كانت دائماً تقول :
إني أرسل لكِ سلامي مع الله – عز وجل - .
فالصبغة المادية التي صبغت العالم يجب أن تزول بالمصابيح المضيئة وبالنظرة الحانية ،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من نظر إلى أخيه نظرة ودٍ غفر الله له ))
رواه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول .
لِمَ لا تكتبين أسماء أخواتك في ورقة وتقسمينهن على الصلوات الخمس ، بحيث لا ينتهي اليوم إلاّ وقد دعوتِ لهنّ جميعاً ،
وتذكري أن الملك يرد عليك ويقول : (( ولكِ مثلها ))
فلا تتهاوني يا أختاه في هذه العبادة التي لا يستطيع الشيطان أن يفسدها عليك،
ولا تجعلي انشغالك عائقاً لك ، فهذا التابعي كان يدعو لثلاثمائة من أصحابه ، أي: مايقرب من ساعة أو يزيد يقوم بهذه العبادة ..
ما الذي يدعوه لهذا إلاّ حبه لهم ، ومعرفة جزيل الثواب المعد له ..
وقد يُسرّ به في الدنيا فتصبح هذه الدعوات مصابيح تضيء له .
فهل مصابيحكِ مضاءة ؟
:: قبل أن تودعيني : أوصيني ::
يقول ابن القيم في الفوائد : (( اجتماع الإخوان قسمان :
اجتماع مؤانسة الطبع وشغل الوقت ، فهذا مضرته أرجح من منفعته ، وأقل ما فيه
أنه يفسد القلب ويضيع الوقت ..
والقسم الثاني : اجتماع على التعاون على أسباب النجاة والتواصي على الحق والصبر ، فهذا أعظم الغنيمة وأنفعها )) ..
لزيارة في الله ثواب عظيم من الله – عزوجل - ، ولذا وجب على كل منا قبل أن تزور أختها أن تنوي أن هذه الزيارة لله ، وليست لشغل الوقت ومؤانسة الطبع ..
فلنتعاون سوياً على أن تكون زياراتنا للتواصي وتفقد الأحوال ، ومعايشة بعضنا بعضاً في أفراحه وأحزانه ، وأن تُختَم كل زيارة بوصية نتواصى بها ،
قال تعالى :
((وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) ))
يتـ مع الجزء الخامس ــبع بإذن الله