عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 02-06-2008, 11:01 AM
أم عبد الرحمن السلفية أم عبد الرحمن السلفية غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

ومن علاجها : أن يوازن بين أعظم اللذتين والتمتعين وأدومها : لذة تمتعه بما أصيب به ، ولذة تمتعه بثواب الله لَهُ فَإِنْ ظهر لَهُ الرجحان ، فآثر الراجح فليحمد الله على توفيقه ، وإن آثر المرجوح من كُلّ وجه فليعلم أن مصيبته فِي عقله وقَلْبهُ ودينه ، وأعظم من مصيبته التي أصيب بها فِي دنياه .
شِعْرًا :
وَإِذَا تَصِبْكَ مُصِيبَة فَاصْبِرْ لَهَا
( عَظُمَتُ مُصِيبَةُ مُبْتَلَى لا يَصْبِرُ
(
ومن علاجها : أن يعلم أن الَّذِي ابتلاه بها أحكم الحاكمين ، وأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، وأنه سُبْحَانَهُ لم يرسل إليه البَلاء ليهلكه ولا ليعذبه به ، ولا ليجتاحه ، وإنما افتقده به ليمتحن صبره ورضاه عَنْهُ وإيمانه ، وليسمَعَ تضرعه وابتهاله ، وليراه طريحًا ببابه ، لائذًا بجنابه ، مكسور الْقَلْب بين يديه رافعًا قصص الشكوى إليه .
قَالَ الشَّيْخ عبد القادر : ( يَا بني إن المصيبة ما جاءت لتهلكك ، وإنما جاءت لتمتحن صبرك وإيمانك : يَا بني القدر سبع ، والسبع لا يأكل الميتة ) .
والمقصود : أن المصيبة كير الْعَبْد الَّذِي يسبك به حاصله ، فَإِمَّا أن يخَرَجَ ذهبًا أحمر ، وإما أن يخَرَجَ خبثًا كله .
فَإِنَّ لم ينفعه هَذَا الكير فِي الدُّنْيَا فبين يديه الكير الأعظم . فإذا علم الْعَبْد أن إدخاله كير الدُّنْيَا ومسبكها خَيْر لَهُ من ذَلِكَ الكير والمسبك ، وأنه لابد من أحد الكيرين فليعلم قدر نعمة الله عَلَيْهِ فِي الكير العاجل .
فلولا أنه سُبْحَانَهُ يداوي عباده بأدوية المحن والابتلاء ، لطغوا وبغوا وعتوا ، وَاللهُ سُبْحَانَهُ إِذَا أراد بعبد خيرًا سقاه دواء - من الابتلاء والامتحان - عَلَى قَدْرِ حاله ، يستفرغ به من الأدواء المهلكة ؛ حَتَّى إِذَا هذبه وصفاه أهلَّه لأشرف مرا تب الدُّنْيَا - وهي عبوديته - وأرفع ثواب الآخِرَة ، وَهُوَ رؤيته وقربه .


يتبع
رد مع اقتباس