عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 09-07-2013, 03:36 AM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متواجد حالياً
كن كالنحلة تقع على الطيب ولا تضع إلا طيب
 




افتراضي


من معاني اسم الوهاب: أنه يجود بالنوال قبل السؤال،وهذا مطابقة لاسم المنان ،
لأن من معنى المنان أنه سبحانه وتعالى يجود بالعطاء قبل السؤال ،يجود بالنوال قبل السؤال،من حين وضعت النطفة في الرحم، فنعمه وهباته للجنين في بطن أمه دارة يربيه أحسن تربية > الآن سيلتقي اسم الوهاب مع اسم الرب،فإذاوضعته أمه عطف عليه والديه، يعني أنتم تخيلوا دائما نتكلم عن مشاعر الأمومة على أنها مسألة لابد منها، ونستعجب من القوم الذين ليس في قلوبهم مشاعر أمومة ،لكن فكِّر من أين لك هذه المشاعر؟ إنما هي هبة من الله تعالى لكي تستطيع أن تتعايش مع حاجات مثل هذا ،وإذا نزعنا مشاعر الأمومة،ماذا تجد؟ تجد هذا ثقلا عليك، مع مشاعر الأمومة تجد الطفل نعمة عليك، تستمتع بحاله مهما كانت حاله ،ومن أجل ذلك تجدين الذي يبتلى بطفل معاق من رحمة الله تعالى أنه يقع في قلوب الآباء والأمهات رحمة زائدة ومحبة زائدة لهؤلاء، فأنت من الخارج تجدين في نفسك حزن عليهم، وهم من الداخل يجدون في قلوبهم قوة محبة لهؤلاء، فسبحان من ابتلى ووهب مع هذه البلية ما يخففها، حتى أن يعني كثير من الناس الجُهَّال عندما تعرف أن فلانة عندها معاق أو كذا، فما تستحي أن تُصَّرح لها بأنه ربما أحسن أن يموت ،فما تعرف ماذا تفعل بالأم وقت هذا، لأن الله تعالى عندما وضع هذا الطفل المعاق في حياة هؤلاء وضع معه قوة المحبة، ولو لواحد من الطرفين يعني الأم أو الأب تجاه الطفل ،فأنت لابد أن تتصور أن الله تعالى وهبك تفاصيل القدرة على معايشة الحياة، ولذلك نجد أن النساء أقوى في المعايشة في الحياة من الرجال،لأن الله تعالى وهبهُنَّ قدرة على التعايش أضعاف ما وهب الرجل، فهي الآن تكون في بيت أهلها متعودة على حياة معينة، ثم تنتقل إلى بيت زوجها ،ثم تُعايش طباع مختلفة وتفكير مختلف ،إذا تُركت سالمة من المؤثرات الخارجية تستطيع أن تتقبل كل الأوضاع،
وهذه الموهبة من الله تعالى، فالله تعالى جعل في النساء القدرة على التشكل سريعا مع أوضاعهن ،أنت عندما الله تعالى يهبك هذه الهبة انتفع بها ،لأنها تساعدك على الرضا بالقضاء والقدر، تساعد المرأة على الرضا بالقضاء والقدر، لذلك نحن نجد أن استقرار الأسرة مبني على قوة قدرة المرأة على التعايش، وهذه الموهبة وهبها الله تعالى للمرأة، فلتكن شاكرة حامدة سائلة الله تعالى أن ينفعها بها .

فإذاوضعته أمه عطف عليه والديه ورباه بنعمه حتى يبلغ أشده يتقلب في نعم الله تعالى ومواهبه مدة حياته، وإذا كانت حياته على الإيمان والتقوى فهذه أشرف هبة،

وإذا توفاه الله تعالى على ذلك، نال من المواهب أضعاف أضعاف ما كان عليه في الدنيا، منما أعده الله تعالى لعباده المؤمنين المتقين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطرعلى قلب بشر ،إذا حياتك كلها إلى مماتك عبارة عن مواهب،فإذا تأملت واعتنيت بنفسك ورئيت أن الله تعالى وهب لك، ستجد أن نفسك أصبحت عبدا شكَّارا ،لماذا؟ لأنك ستجد في تفاصيل حياتك آثار هبة الله تعالى لك، والله تعالى يهب العطاء في الدنيا على سبيل الابتلاء، ويهب العطاء في الآخرة على سبيل الأجر و الجزاء ، هذا مفهوم جديد الآن، المواهب والعطايا في الدنيا،كيف تفهمها؟العطايا في الدنيا ابتلاءات اختبار، وهذه أول قاعدة تتعامل بها مع الحياة، أن تفهم أن الله تعالى كرر في كتابه في أكثر من ثلاث مواطن أن الدنيا دار ابتلاء واختبار
(لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) كما في أوائل سورة الملك (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ) يعني كل الحياة خلقها الله تعالى اختبارا لك، من أن تبلغ إلى أن تموت وأنت الله تعالى يختبرك ، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث [كلٌ ميسر لما خلق له ]
ما معنى هذا الحديث ؟معناه أن تكون أنت في الحياة، لك طريق إلى الجنة ،ما هو هذا الطريق ؟ ما يسره الله تعالى لك من أحوال ، معنى ذلك كل الناس سيدخلوا الجنة نقول لا) هذا الذي يسره الله تعالى لك من أحوال عبارة عن مواهب وهبك إياها ،
يختبرك فيها إذا انتفعت بها ونجحت كانت طريقك إلى الجنة ، وإذا جمعت بين عمل صالح وآخر سيء كانت لك منزلة في الجنة لكن أقل ، وإذا ما جمعت في هذا الطريق إلا السئ كان المصيرالمعروف ،مامعنى هذا الكلام؟ معناه أنك أنت مثلا ابتليت بزوج وأبناء أو ظيفة معلم مثلا،هذه صورة حياتك التي يسرت أن تسير فيها هذه كلها عبارة عن اختبارات،وهبك الله تعالى عوامل النجاح فيها، وعلمك أن لو فعلت كذا من الإحسان يكون مكانك كذا ،يعني الآن المرأة والرجل زوجان، خلاص واضح جدا أن هذا الآن بابك إلى الجنة،ماموقفك؟ انتفعي به، أولادك هؤلاء لو كانوا بنات ثلاث أو اثنان كفاية لأن يكونوا حجاب من النار، ولوكانوا أولاد هؤلاء ،أنت المسؤولة [كلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته] إذا في كل ثنايا الحياة التي يسرت لك،أنت ماحالك؟ مبتلى تختبر ، عندما ابتليت واختبرت ،وهبك الله تعالى أدوات الاختبار .

شخص آخرلنفترض أنه وظيفته رعايته للأيتام مثلا ،هذه الوظيفة الآن رعاية الأيتام سواء رعاية الأيتام يعني مثلا في العائلة ترك لها أيتاما ،أورعايةالأيتام يعني مثل المؤسسات الآن الموجودة ،خلاص الله تعالى قدر لها في النهاية كان عملهاهنا ،هؤلاء الأيتام هو ما سُخِّر لك من أجل دخول الجنة،معاملتك معهم وانتفاعك بهم سبب لرفعتك عند الله تعالى، إذا الأيتام لأهل الأيتام موهبة، والزوج لذات الزوج موهبة، وعدم وجود الزوج للتي ليس لها زوج موهبة، خلاص كل هذا عبارة عن خريطة حياتك ،كلها مواهب، متى تستفيد منها ؟ عندما تنفعك في الوصول إلى الله تعالى،إذاالله تعالى وهاب وهبك ما ييسر لك دخول الجنة، بقي عليك أن تنتفع بالموهبة ،وأهم انتفاعك في الموهبة أن تستقيم في الموهبة على ما يحب الله تعالى ويرضى، الآن لوأسألك عن بصرك- سمعك- لسانك- هذه كلها مواهب، شعورنا أننا نختبر فيها،بمعنى أن الله تعالى يرى ما حالنا في استعمال بصرنا سمعنا وألسنتنا، ما حالنا في هذه المواهب ؟ من جهتين: من جهة الشُّكر على وجودها بنسبة النعمة إليه سبحانه وتعالى وإذا امتثلت بها من أمر ،ومن جهة أخرى الانتفاع بها فيما يوصلك إلى الله تعالى، فأصبحت الحياة من أولها إلى آخرها عبارةعن مواهب،



يتبع إن شاء الله
التوقيع


تجميع مواضيع أمنا/ هجرة إلى الله "أم شهاب هالة يحيى" رحمها الله, وألحقنا بها على خير.
www.youtube.com/embed/3u1dFjzMU_U?rel=0

رد مع اقتباس