عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 09-07-2013, 02:43 AM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متواجد حالياً
كن كالنحلة تقع على الطيب ولا تضع إلا طيب
 




افتراضي




كأنك لو تريد أن تشرح خطاب الرسول صلى الله عليه وسلم لابن عباس[ إذا سألت فاسأل الله] لو أردت أن تشرحه،اشرحه باسم الوهاب لماذا؟لأنك تطلب منه أن يهب لك العطايا لأنه هو الوهاب،وهذه العطايا التي تسأل الله تعالى أن يعطيك إياها، لابد أن تعلم يقينا ولو كانت هذه إبرة التي تطلبها ،لابد أن تعلم يقينا أن الأمة كلها لواجتمعت أن ينفعوك بهذه التافهة بنظرك، لن ينفعوك إلا بأمر قد كتبه الله لك،يعني إذا وهبك الله تعالى هذه الموهبة ،أتتك لو اجتمعوا على ردها،و العكس بالعكس،إذا اجتمعوا على إعطائك شيء لم يهبك الله لك إياه،لن يصلك،ولا تتصور أن هذا على الصغير فقط هذا على الصغير والكبير.

الآن في آية (ص )أتت في سياق الدعاء موطن سليمان، وفي (آل عمران) أتت في سياق الدعاء، وفي (ص )الموطن الأول أتت في سياق الخبر عن الله تعالى، أما في سياق الدعاء المرتين أتت منفردة فقط الوهاب، وأما في سياق الخبر عن الله أتت مقترنة بالعزيز .

الآن أتت آية ص 9
{أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِالْوَهَّابِ } في سياق الإنكار على الكفار الذين ما حالهم ؟ استنكروا نبوة النبي صلى الله عليه وسلم،استنكروا أن يخص النبي من دونهم بالرسالة ،هذا الاستنكار ما سببه؟ الحسد،لأن أنتم الآن أتاكم نبي المفروض
ماذا تفعلون معه؟ ترو صدقه من كذبه ،ثم عندما تبين لكم الصدق اعلموا أنه سبيل لنجاتكم، فانتفعوا به على أنه سبيل للنجاة ، ما الذي جعلهم يستنكرون ويستبعدون؟ الحسد ، الآن كيف رد الله تعالى عليهم؟
{
أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ } الآن العزيز الوهاب قامت مقام ماذا؟ الآن هم قوم استنكروا أن النبي صلى الله عليه وسلم يخص من دونهم بالوحي والرسالة، رد عليهم أن أنتم ليس عندكم خزائن رحمته سبحانه وتعالى، الذي وصفه سبحانه وتعالى أنه عزيز ووهاب،
الآن السؤال لماذاعزيز و وهاب؟يعني لو تريدين أن تشرحيها من أجل أن تؤيدي هذا المعنى ماذا ستقولين؟ يعني أنتم الآن اعتراضكم اعتراض على أمرين، اعتراض على وصفه الوهاب فهو الذي يهب لما يشاء ما يشاء،وهذا الكلام يقال لكل واحد في قلبه حسدعلى نعمة غيره ، يعني أنت لو في قلبك مشاعر أنك ترى في قلبك أن فلان لا يستحق وفلان ليس أهلا لهذه النعمة ،وهذا طبعا يبدأ من عند الناس يعني بعضهم ببعض إلى أن يصل إلى ولي الأمر، وهو يقول هؤلاء لماذا يملكون وكيف ينجحون؟، وكيف يستطيعوا أن يسيطروا على الحكم،ثم يأتي بكلام معناه أن هؤلاء لا يستحقوا أن يبقوا أماكنهم، طبعا لابد أن تأتي الدعوة بدعوة الإصلاح لابد، يعني لا يوجد أحد سوف يأتي ويقول لماذا هؤلاء يمسكون الملك إلا من وراء دعوة الإصلاح، يعني يقنع نفسه أنه يريد أن يصلح، وهو في الحقيقة حاسد لأن الملك بالذات موهبة ، والذي يؤيد هذا المعنى (تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء) فأنت تجد النفوس لم تتعالج ولم تتربى بأسماء الله تعالى، فتجده ينازع كل صاحب نعمة ،يعني تدخلين بيت ناس ويكون هذا الرجل غني من الأغنياء، وتدخلين تبحثين عن زوجته وبعد ذلك تتأملين فيها طول الجلسة يعني على ماذا أخذك ،وهو لديه هذا الملك كله ماذا فيك زيادة علينا ، هذه مشاعر موجودة ،هذه منازعة لاسمه الوهاب،ثم عندما تأتي مثل هذه المواقف و أنت تسمعينها تقول هذا الكلام، قولي لها انظري: الله تعالى عزيز إذا أراد أمرا نفذ مهما بذلت أنت جهدك في مدافعته ومنعه، وهوالوهاب يهب لمن يشاء ما يشاء،فإذا كان هو العزيز وهو الوهاب فيهب لمن يشاء ولا أحد قادرعلى رد منته سبحانه وتعالى وهبته على هؤلاء،يعني الآن في موطنين كان دعاء اوطلبا باسمه الوهاب، فمعناه أن من سلوكك وقت ما تطلب شيء سواء كان يتصل بالدين مثل آلعمران8{رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ }، أو يتصل بالدنيا مثل آية ص (أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِالْوَهَّابِ)،سواء كان مرادك يتصل بالدين أو بالدنيا

1-استعمل اسم الوهاب في الدعاء والطلب واترك عنك طلب الناس.

2- في سورة ص التي أتت في سياق الخبر واقترنت باسم العزيز، كيف تستعمليه؟ عندما تجدي في نفسك أو في نفس غيرك تحرك الحسد على العطايا ،عندما تجدي في مجلس وتجدي الناس ليس عندهم كلام يقولوه فيتكلموا على ولي الأمر،أنت الآن تفهمي جيدا أن هذا ولي الأمر ما أصبح ولي أمر إلا لأن الله تعالى وهب له الملك،فالفعل أصلا لله تعالى، فمهما تحركت فالله تعالى هو العزيز الذي إذا أراد أن يهب أحد شيء وهبه مهما كان اغترار أحد بقوته أنه سيرد موهبة الله تعالى عنه،وقيسي هذا بالناسبة لأحوالنا كلها يعني إبتداءا من أحوالنا الخاصة إلى آخر ما تتصوري أنه موهبة ،لا تتصور أن حسدك وحقدك الذي موجود في القلب ممكن أن يرد عن أحد نعمة، بل هوعزيز وهاب .

افهميه أيضا بالعكس، لو أنت تصورت أنه أنعم عليك بنعمة وبقيت خائف أن تزول، فلا تراقبا لناس، خائف من هذا يحسدك وخائف من هذا يفعل لك كذا ،وهذا ينزع منك كذا ،لا جميعهم لا يستطيعون مادام الذي أعطاك العزيز الوهاب إذا ما ينزعه منك إلا من أعطاك فإذا نزعه أحسن فيه الظن سبحانه وتعالى ،فربما نزعه رحمة بك، طبعاهذا الكلام للدنيا مقصود، من أجل أن لا تنشغل به، و ربما نزع منك هذا الأمر تكفيرا لبعض ذنوبك، وربما نزع منك هذا الأمر من أجل أن تربي نفسك لأن فيك شيء من التعلق الذي خافي علي وقلبك مليان بغير الله وأنت لست شاعر، ثم ترى الناس قلوبهم ترق لله تعالى ويتعلقون ،وأنت قلبك قاسي مهما سمعت من كلام الله تعالى وكلام رسوله،فماذا يفعل الله تعالى بك؟ ينزع منك موهبة وهبها إياك من أجل أن يلين قلبك ويفرغ .

الآن ماذا نريد أن نفهم باختصار،أنه سبحانه وتعالى عزيز إذا وهب أحد شيء لا يمكن لأحد أن ينزعه منك فلا يقع في قلبك خوف من الناس ولا من مكائدهم .

فعندما تنظري للاسم والموطن ،تقرري ماذا تفهمين؟ أن اسم الوهاب يستعمل في طلب العطايا سواء تتصل في الدنيا أو الآخرة، ولا بأس بطلب الدنيا لكن المهم أن لا تطلب الدنيا ثم عندما ما يعطيك الله تعالى تسخط عليه .

إذا اطلب باسم الوهاب الدنيا والآخرة،هذا موطنين (آل عمران ،وص )، موطن آخر في ص وهو الخبر عن الله تعالى ،ماذا تفهممنه؟ إذا وهب الله تعالى أحد شيء لا أحد يستطيع نزعه منه ،لأنه سبحانه وتعالى عزيز أمره نافذ .

نأتي الآن لورود الاسم فعلا،كل المواطن التي ورد فيها فعل تتصل بعطائه سبحانه،قال تعالى {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ }ص30،إذا الموهبة من الله تعالى ما نوعها ؟عندما أقول هذه موهبة من الله نعم العبد، يعني الموهبة من الله تعالى معاملة الله العبد باسمه الوهاب تكون عبارة عن عطايا تنفع الإنسان .

{وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيّاً }مريم53، إذا هذه كلها أتت في سياق الرحمة .


يتبع إن شاء الله
التوقيع


تجميع مواضيع أمنا/ هجرة إلى الله "أم شهاب هالة يحيى" رحمها الله, وألحقنا بها على خير.
www.youtube.com/embed/3u1dFjzMU_U?rel=0


التعديل الأخير تم بواسطة أم عبد الله ; 09-07-2013 الساعة 03:04 AM
رد مع اقتباس