الموضوع: الملحمة الكبرى
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-30-2013, 11:18 PM
هنوود هنوود غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

المقال الثالث : كيف تكون الملحمة الكبرى ؟عن يسير بن جابر؛ قال:هاجت ريح حمراء بالكوفة، فجاء رجل ليس له هجّيرى( أي ليس له قول )) إلا: يا عبد الله بن مسعود! جاءت الساعة. قال: فقعد، وكان متكئاً- فقال: «إن الساعة لا تقوم حتى لا يُقْسَم ميراث، ولا يُفْرَح بغنيمة
(ثم قال بيده هكذا - ونحاها نحو الشأم – فقال) :عدو يجمعون لأهل الإسلام، ويجمع لهم أهل الإسلام»، قلت: الروم تعني؟ قال: «نعم، وتكون عند ذاكم القتال رَدَّة شديدة، فيشترط المسلمون شُرْطَةَ(طائفة من الجيش تتقدم للقتال)للموت لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل، فيفيء هؤلاء وهؤلاء، كل غير غالب، وتفنى الشرطة. ثم يشترط المسلمون شرطة للموت، لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل، فيفيء هؤلاء وهؤلاء، كل غير غالب، وتفنى الشرطة. ثم يشترط المسلمون شرطة للموت، لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يمسوا، فيفيء هؤلاء وهؤلاء، كل غير غالب، وتفنى الشرطة. فإذا كان يوم الرابع، نهد إليهم بقية أهل الإسلام، فيجعل الله الدبرة( الهزيمة)عليهم، فيقتلون مقتلة - إما قال لا يُرى مثلها، وإما قال: لم يُرَ مثلها - حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم، فما يخلفهم حتى يخر ميتاً، فيتعاد بنو الأب: كانوا مائة؛ فلا يجدونه بقي منهم إلا الرجل الواحد، فبأي غنيمة يفرح؟ أو أي ميراث يقاسم؟ فبينما هم كذلك إذ سمعوا ببأس؛ هو: أكبر من ذلك، فجاءهم الصريخ: إن الدجال قد خلفهم في ذراريهم، فيرفضون ما في أيديهم، ويقبلون، فيبعثون عشرة فوارس طليعة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني لأعرف أسماءهم، وأسماء آبائهم، وألوان خيولهم؛ هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ - أو من خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ» [أخرجه مسلم (2899)]

وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال:
«لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق-أو بدابق(موضع قرب حلب)-؛ فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ؛ فإذا تصافوا؛ قالت الروم:خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم، فيقول المسلمون:لا والله! لا نخلي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم؛ فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبداً(لا يوفقون إلى توبة ولا يلهمونها)، ويقتل ثلثهم: أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث، لا يفتنون أبداً فيفتتحون قسطنطينية، فبينما هم يقتسمون الغنائم، قد علَّقوا سيوفهم بالزيتون؛ إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خلفكم في أهليكم، فيخرجون، وذلك باطل، فإذا جاءوا الشام خرج، فبينما هم يعدون للقتال يُسوون الصفوف؛ إذ أقيمت الصلاة، فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم، فَأَمَّهم، فإذا رآه عدو الله ذاب؛ كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لانذاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده، فيريهم دمه في حربته»[أخرجه مسلم (2897)]من خلال ذلك يُمكن ترتيب أحداث الملحمة الكبرى كما يأتي -والله أعلم-:(1) يحدث (الصلح الآمن =الهدنة) بين المسلمين وبين الروم؛ وهم: النصارى في (أوروبا وأمريكا)، ونقاتل نحن وهم عدواً من ورائنا أو من ورائهم، وفيه:هل هذه المعركة هي هرمجدون؟!
وهذا التحالف بين المسلمين والروم ضد العدو المشترك ليس هو معركة هرمجدون الوارد ذكرها في أسفار اهل الكتاب من وجوه:1- أن هرمجدون اصطلاح صليبي يهودي ليس له نصيب من الصحة، ولم يرد ما يؤيده في السنة الصحيحة.
2- أن هرمجدون في نظر أصحابها تحالف عالمي ضد قوى الشر ممثلة في زعهم: في المسلمين والوثنين.
3- أن هرمجدون في نظر أصحابها يكون فيها النصر للنصارى على المسلمين.
وهذا كله مما يؤكد: أن هذا التحالف العالمي بين المسلمين والروم ليس هو هرمجدون المزعومة ولا صلة له بها؛ لأن هرمجدون في ذاتها خديعة عالمية كبرى.
4- هل هذا التحالف بين المسلمين والروم سيكون ضد إيران وروسيا والصين؟!
تروِّج كثير من مراكز الدراسات المشبوهة: أن هذا التحالف العالمي سيكون بين المسلمين وحلف الناتو من جهة ضد إيران وروسيا والصين وكوريا!!

(2) ويحدث من خلال ذلك: أن يثور رجل من المسلمين، فيقتل رافع الصليب ويكسره، فيتخذ النصارى ذلك ذريعة للغدر.

(3) تبدأ الملاحم بأن يبدأ الروم بإعداد العدد، وجمع المدد، فيأتون تحت ثمانين غاية (راية)؛ أي: ما يقارب (960 ألف جندي).

(4) وينزلون بالأعماق أو بدابق؛ وهما: موضوعان في الشام قرب حلب.

(5) يجتمع أهل الإسلام في الغوطة، بجانب مدينة دمشق.

(6) يأتيهم المدد من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(7) يطلب (الروم = نصارى الغرب) من المسلمين أن يخلوا بينهم وبين الذين (سُبُوا = سَبَوا) من الروم.

(8) يرفض المسلمون هذا العرض؛ لأنهم لا يسلمون إخوانهم لأعدائهم، فالمسلم أخو المسلم، لا يسلمه، ولا يخذله، ولا يظلمه، ولا يحقره.
فينقسم جيش المدينة ثلاثة أقسام:1- قسم ينهزم؛ وهو: الثلث، فلا يلهمون التوبة أبداً.
2- قسم يستشهد؛ وهو: الثلث؛ وهم: أفضل الشهداء عند الله.
3- قسم؛ وهو: الثلث الأخير، يفتح الله على أيديهم لا يفتنون أبداً.

(9) يبدأ القتال على النحو التالي:1- يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل، فيفيء هؤلاء وهؤلاء، كل غير غالب، وتفنى الشرطة (ثلاث أيام).
2- فإذا كان يوم الرابع نهد إليهم بقية أهل الإسلام، فيجعل الله الهزيمة على الروم ، فيقتلون مقتلة عظيمة لم يشهد التاريخ مثلها، حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم ميتاً من نتنهم.

(10) تكون نتيجة الملحمة الكبرى ما يلي:1- هزيمة منكرة ومقتلة عظيمة للنصارى، فتملأ جثثهم الأرض وكذلك زهمهم (نتنهم).
2- فناء معظم جيش المسلمين، بحيث لا يبقى من كل مئة إلا واحداً.
3- فتح قسطنطينية –وهو الفتح الثاني- على يد مسلمة الروم في جيش المسلمين وعددهم سبعون ألفاً.
4- عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: «سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب منها في البحر؟» قالوا: نعم، يا رسول الله. قال: «لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفاً من بني إسحاق، فإذا جاءوها نزلوا، فلم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم، قالوا: لا إله إلا الله والله أكبر، فيسقط أحد جانبيها الذي في البحر، ثم يقولوا الثانية: لا إله إلا الله والله أكبر، فيسقط جانبها الآخر، ثم يقولوا الثالثة: لا إله إلا الله والله أكبر، فيفرج لهم، فيدخلوها؛ فيغنموا، فبينما هم يقتسمون المغانم، إذ جاءهم الصريخ، فقال: إن الدجال قد خرج، فيتركون كل شيء ويرجعون»[أخرجه مسلم (2920)]والله تعالى أعلى وأعلم

هاني حلمي
رد مع اقتباس