عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 07-03-2013, 01:49 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متواجد حالياً
كن كالنحلة تقع على الطيب ولا تضع إلا طيب
 




افتراضي

شياطين الإنس الذين لهم ثلاث أشهر وهم يقولون: (في رمضان سنفعل لك، وسنضيعك ونشتت إيمانك، كل الذي جمعته من إيمان في صلواتك وصيامك فاصبر إلى أن يؤذن المغرب وسنفقدك إيّاه) هذا لمن يعرف أن يترجم، لكن الناس لا يترجمون، يظنون أن المطلوب منهم فقط إلى أذان المغرب! {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[1] المفروض قلبك يبقى معلقا بالهموم الحقيقية، ونحن نقطة ضعفنا الهموم، أهلكتنا الهموم، ولذلك {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ}[2]، وبعضهم حتى يخفف من التكاثر يقول: أنا أعِدُ نفسي بأن أشاهد برنامجا واحدا فقط، مسلسلا واحدا. ثم لا تسأل عن ضياعه بعد ذلك!
الاحتساب معنى عظيم لابد من تحقيقه، يعني تبذل جهودك أن تحقق الإيمان والاحتساب.
ما الاحتساب؟ كلما عملت عملا تحتسب على الله أن يعطيك أجره لما تلقاه، أن يعطيك فضله، لو قيل لك بأن هذا له فضل في القبر وأنه ينوره، وهذا له فضل في الصراط، فتحتسب على الله، وهذا دليل على أنك كثير التفكير في لقائه، وهذا يدل على أنك تحمل الهموم الحقيقية، وهذا يدل على أنك مستعد أو تريد أن تستعد، لست غافلا، ومصيبة الغفلة أن يغفلوا عن مصيرهم.
وقد مَرّ معنا أن من أهم الأمور التي تساعدنا على أن نبقى بعيدين عن الغفلة أن نعطي لكل حدث نعيشه 3 أبعاد:
مثاله: هذا حدث دنيوي، مثلا وقعت في العطش:
1. اسعَ سعيا دنيويا واذهب لكأس الماء، هذا السعي اسمه (بُعد دنيوي) اذهب له.
2. وأنت ذاهب لهذا الماء اطلب من الله أن يرزقك إياه، هذا (بُعد العبادة)، ولما تلقاه قل: بسم الله، ولما تنتهي منه قل: الحمد لله.
3. ثم أمْر مهم يقطع عليك الغفلة، ليس فقط بأن تذهب للدنيا وتذكر الله في هذا الموقف، هناك أمر مهم أيضا، أن ترى من وراء هذا متى أو كيف سأُروى يوم القيامة؟!
الآن وقعت في العطش في الدنيا فوجدت كأس ماء، ويوم القيامة لما يخرج الناس عطشى يريدون أن يسقوا، مَن يسقيهم؟ سيذهب كل قوم إلى حوض نبيهم ويمدّ النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى أمته كأس الماء يشربون، لكن هناك مَن يُرد عنه، فأنت تحمل هَمًا، وتسأل الله أن تكون ممن يسقيه النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة.
فكل موقف تعيشه لابد أن تعطيه بُعدا هناك، وهذا البُعد يجعلك لا تنقطع عن الآخرة ولا الدنيا.
مثلا: الشمس حارة، ابحث لك عن ظل، ولما تجد الظل قل: الحمد لله، وأنت تجد الظل فكّر كيف شمس الآخرة؟! ثم تفهم أن المرء تحت ظل صدقته فتحتسب في صدقتك على الله أن تكون لك يوم القيامة ظلا يحميك، وهذا الأمر غاية في الأهمية لأننا أول ما نذكر الدار الآخرة يظن الناس أن هذا يعني الانقطاع عن الدنيا، طول ما أنت في الدنيا ابق ذاكرا للدار الآخرة.
إذن نريد أن نتفق على اتفاقين للآن:

[1] الأنعام:162.

[2] التكاثر:1.
التوقيع


تجميع مواضيع أمنا/ هجرة إلى الله "أم شهاب هالة يحيى" رحمها الله, وألحقنا بها على خير.
www.youtube.com/embed/3u1dFjzMU_U?rel=0

رد مع اقتباس