عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 07-01-2013, 12:32 AM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متواجد حالياً
كن كالنحلة تقع على الطيب ولا تضع إلا طيب
 




افتراضي

مال دخل علي في حياتي، بيت، منصب، درجة علمية... هذا يلفت نظري، يبقى قلبي متعلقًا بالاستمتاع به، أشعر أني لما ملكته كل مشاكلي حُلّت!
كل هذه تفكيرات باطلة، كل لذائد الدنيا زائلة، آلامها قبل لذاتها!
ماذا أفعل؟
تصور هذا الشخص، أو المال، أو البيت، أو الدرجة العلمية... بلاء، لا يجب زواله، لكن من أول الأمر تعامل معه على أن الله ابتلاك بهذا المال، فتوسّل إلى الله أن يبقيه سببًا لصلاحك، لا تركن له، لا تشعر أنه موجود إذًا حلت مشاكلك! لا تتصور أنه ملجؤك ومدّخلك وهو الركن الشديد .. بل تصور أنك لكل شيء فاقد، وأن الله بمنّته وكرمه ينفعك بهؤلاء.
لما نفعك به في صحبة أو جلسة أو لقاء... ليس شرطًا أن يكون في كل لقاء سببًا لصلاحك، لا تصفهم بالنفع الدائم، ولا تصفهم بأنهم سبب للراحة الدائمة!، هذا الموقف كان فيه سبب الراحة، لعلم، انشراح الصدر (رزق من الله)، الموقف الثاني لن يكون فيه الراحة إلا إذا توسّلت إلى الله أن يجري لك انشراح الصدر، قد يجري على يديهم أو على غيرهم..

أعلم يقينًا أن هذه المفاهيم صعبة وتحتاج إلى مناقشة عدة مرات حتى تتفكك مفاهيمها..
في الحقيقة أن هذا المفهوم مهما كرّرنا فيه نشعر أن المفاهيم جديدة، لكن المطلوب الآن في هذا اللقاء ليس مجرّد المعرفة، المطلوب من هذا الكلام شدة التصوّر له.

نحتاج أن تفكّر في أن المفروض والحقيقة أن يكون أُنسك بالله، وهؤلاء الموجودون عبارة عن أشياء جعلها الله سببا للأنس، ابتليت بها، لا يميل قلبك لها أُنسًا! استأنس بها على قدر ما يعطيك الله فيها أُنسًا، وإذا نقص شيء منها من الأنس لا بأس، فأُنْسك الحقيقي بالله.
كلما نضجت اضمحل في قلبك الأنس بشيء غير الله، إلى أن تُقبض أرواحنا ولا أُنس إلا به -نسأل الله من فضله- فيدخل قبره مستأنسًا!
وهذا هو الهمّ، الهمّ: أني ماذا سأفعل لما أكون وحدي؟! بماذا سآنس إذا اعتدت على عدم الأنس بالله؟!

ونسأل الله تعالى أن يتفضّل علينا بالفهم والعلم عنه أن يشرح صدورنا وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن يجعل قلوبنا مستأنسة به سبحانه وتعالى، وأن تبلغ قلوبنا معرفة الطريق للأنس به سبحانه وتعالى.
انتهى اللقاء، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
التوقيع


تجميع مواضيع أمنا/ هجرة إلى الله "أم شهاب هالة يحيى" رحمها الله, وألحقنا بها على خير.
www.youtube.com/embed/3u1dFjzMU_U?rel=0

رد مع اقتباس