عرض مشاركة واحدة
  #43  
قديم 06-06-2013, 11:53 AM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متواجد حالياً
كن كالنحلة تقع على الطيب ولا تضع إلا طيب
 




افتراضي


انظري القصة نفسها تأتي في سورة طه كلام للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأجل ذلك أول حدث أخبر به النبي في قصة طه عن قصة موسى، أي حدث؟ وقت الوحي ، {إِذْ رَأَى نَاراً فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا...} في طه يقول الله عز وجل للنبي صلى الله عليه وسلم {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى } الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم . ثم القصة تترتب ليس ترتيبًا تاريخيًا إنما ترتيب على الحدث الذي يهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من نقطة وحي الله ـ عز وجل ـ إلى موسى ثم يأتي الكلام عن أصل نشأته، لكن نقطة البداية في القصة عن الوحي، ثم يتكلم الله عن نشأته، أما في سورة القصص ليس كذلك أتى من أول القصة ثم لاحظي الكلام عن الاستضعاف انظر في الآية الخامسة {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ}[1] هم بنو إسرائيل في القصة لكن هذه قاعدة عامة يعني الآن الخطاب للمؤمنين في مكة يقال اسمعوا يا أيها المؤمنون قصة فرعون وموسى وانظروا كيف كان (قوم موسى) مستضعفين كما أنتم مستضعفون وانظروا كيف الله ـ عز وجل ـ أراد أن يمنَّ على القوم المستضعفين كما أراد أن يمنَّ عليكم يا مستضعفين، ثم تأتي القصة بتفاصيلها.

لاحظ القصة تتكلم عن منن الله ـ عز وجل ـ على موسى وكيف أن الله منَّ عليه ومنّ على أمّه، كلها بالتفصيل تتكلم عن كيف الله ـ عز وجل ـ إذا أراد أن يمنَّ على قوم مستضعفين يهيئ لهم من يقودهم للخروج من الاستضعاف، إذًا هذه القصة هي نفس القصة قصة موسى، لكن عرضها هنا في القصص غير عرضها في طه، هنا الكلام عن يا أيها المستضعفين أياً كان ضعفكم انظر كيف عندما يريد الله أن يمنَّ على المستضعفين ويخرجهم، ماذا يفعل لهم؟ يهيئ لهم من يقودهم ويهيئ لهم أسبابًا عجيبة.

بدأت سورة القصص في وصف حال موسى وأمه في حالة الضعف الشديد الذي كانوا فيه وكيف كان ممكن أن يُقتل، ومع ذلك كيف نجاه الله ـ عز وجل ـ أعجب نجاة!! كان الله قادرًا على أن يأتي موسى في السنة التي لا قتل فيها لكن لتعرف كيف أن الله يمنَّ على الذين استضعفوا ويخرجهم من مضائق المسائل، وكيف الله ـ عز وجل ـ يدبر للنبي الذي سيكون سببًا لهلاك لقوم فرعون يدبر له أن يكون يتربى في بيت فرعون كل هذا تسمعه في سورة القصص.


كم مرة سمعت كلمة ( خوف ) في القصص في مقابل أنها وردت في طه مرة واحدة؟
فكأنه تصوير للحالة التي كانوا فيها، ويقال لك: مهما كنت مستضعفاً في دينك ركز جيدًا وانظر لموسى وانظر لقومه وانظر لفرعون كيف كان له غاية السلطة وهو في غاية الكِبْر وغاية السلطة ماذا يفعل الله ـ عز وجل ـ به ؟ يخسفه ينزله، كيف دبر الله هذا التدبير؟ بأمر عظيم غاية في اللطف لا يمر على الخاطر، لما يريد الله ـ عز وجل ـ أن يمنَّ على الذين استضعفوا يمنَّ عليهم بأبواب لا تمر على خواطرهم، لكن كل القصة أن تبقى متيقناً أنه سبحانه وتعالى من وقف ببابه لا يخذله ولا يرده، بل كلما زدت ضعفاً وتعلقاً بالله سبحانه وتعالى كلما أنجاك من باب لا تدركه من الأبواب.

المقصد كيف تصلين إلى هذه الملاحظة؟ إلى هنا لا احتاج أبداً التفسير أنا سأرى هذه السورة الآن عندما ورد فيها قصة موسى وردت كلها بتفاصيلها أم ورد جزء منها؟ كيف بدأت؟ بدأت بأول التسلسل التاريخي أو بدون التسلسل التاريخي؟ كل هذا له أثر وعلاقة بنفس السورة.
انظر لطه أولها ماذا يقول الله عز وجل؟ {مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} انظري أخر السورة، قبل الأخير في قصة، قصة ادم انظري هل وردت كلمة تشقى في قصة آدم؟ نعم في آية (117) {إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى}، إذاً بدأت السورة {مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} وأخر السورة قصة آدم حذَّره الله أن يطيع عدوه فيشقى.

نذهب إلى آية ( 123 ) وقع قدر الله وخرج ادم من الجنة وأهبطه إلى الأرض ماذا قال له؟ {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} فمن الأول ما أنزل القران لتشقى ولا أنزل الله ذكر من السماء إلى الأرض واتبعته وستشقى أبداً.

السؤال الآن هنا: قصة آدم ما علاقتها بسورة طه؟
قصة آدم علاقتها بسورة طه كأنها تشير إلى أول الخليقة وكيف حصل الشقاء في عدم طاعة الله وطاعة العدو ثم مع ذلك تداركت بني أدم الرحمة وأنزلهم الله إلى الأرض، وجعل الحبل المتين الذي هو كلامه سبحانه وتعالى سبب بينهم وبينه لحفظهم ومنعهم من الشقاء، فأخر السورة تحكي عن أول السورة {مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} ولا أنزل من السماء إلى الأرض ذكر لتشقى، بل لو تمسكت لا تشقى، هذا من أول

عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} ولا أنزل من السماء إلى الأرض ذكر لتشقى، بل لو تمسكت لا تشقى، هذا من أول السورة لأخره فأنت الآن تتكرر عليك بعض الكلمات في السورة ليس من المنطق أن تقرأ السورة من أولها إلى أخرها ولا تلاحظ أنه (تشقى ، يشقى) وردت ثلاث مرات وخصوصًا لو كنت تحفظيها، أين عقولنا ونحن نحفظ أو ونحن نقرأ؟ أنا لا أقصد الانتقال إلى كتب التفسير فقط أريد علامة استفهام كم مرة جاءت كلمة تشقى؟ لو قرأت بكل سهولة أول السورة يقال لك:{مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} وأخرها {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} ألا تستطيع الربط بينهم؟ القرآن لم ينزل ليشقى العبد وفي الأخير يقال لك: الذكر الذي ينزل من السماء لو اتبعته لا تضل ولا تشقى.

قراءتك بتركيز وعناية للقرآن تأتي بهذه النتيجة، ولا نريد روابط عميقة، وأنا لم أذكر الرابط العميق، أنا فقط ذكرت لك كلام يوضح لك أن هنا يوجد يشقى ويشقى فقط، ولو قرأت في طه ستأتي ليشقى ثلاث مرات واسم (الرحمن ) ثلاث مرات، ولازم يكون هناك علاقة بين الرحمن وبين نفي الشقاء لابد، فالرحمن لا يمكن أن ينزل عليك كتابًا لتشقى.

المقصد الآن أنك المفروض تقرأ في القصص وأنت تقرأ في القصص ماذا يحدث؟ لازم تنتبه، عندما أسأل أحد كم مرة وردت قصة موسى؟ أحسن جواب كثير، كم مرة وردت قصة أدم؟ كثير، فقط هذه الإجابة التي تأتي، لا تنفع هذه الكلمة يجب أن تكون بكل دقة.

نختم كلامنا حول علاقتنا بالقصص القرآني ماذا سنفعل؟ سنحدد قصة واحدة على أننا نقوم بعملية متابعة لها ونتفق كيف تكون المتابعة نبدأ بقصة موسى عليه السلام سنختار قصة موسى ، اخترت القصة بدأت بالموضوع وعلى أساسه ستنفذين على باقي السور.
[1] سورة القصص:5.
التوقيع


تجميع مواضيع أمنا/ هجرة إلى الله "أم شهاب هالة يحيى" رحمها الله, وألحقنا بها على خير.
www.youtube.com/embed/3u1dFjzMU_U?rel=0

رد مع اقتباس