عرض مشاركة واحدة
  #37  
قديم 06-05-2013, 07:09 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متواجد حالياً
كن كالنحلة تقع على الطيب ولا تضع إلا طيب
 




افتراضي

واتفقنا أنه في المقدمة سنعتني بكتاب الله، خصوصاً أن قيام رمضان وأوقات رمضان لابد أن تكون عامرة بقراءة كتاب الله، ولا زلنا نقول: تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة،الذي ستجمعه في الرخاء من فهوم ستتبين لك وبسرعة وأنت في وقت الشدة، يعني بدل ما تكون في رمضان تبحث ما معنى هذه الكلمة؟ اجعل هذا العمل في الرخاء، عندما تأتي الشدة ستجد هذا الأمر له أثر عليك.

واتفقنا على آخر كلام نظر وهو كلام قتادة رحمه الله، قال قتادة رحمه الله: ”ما جالس أحد كتاب الله إلا قام عنه إما بزيادة أو نقصان“. متى تأتي الزيادة من كتاب الله؟ عندما تكون شديد الملاحظة، عندما تفهم أن هذا القرآن يخاطبك لا يخاطب الناس، عندما تسمع مثلاً عن بني إسرائيل وما تعتقد أنك تسمع تاريخاً، أنت تسمع عن بني إسرائيل من أجل أن تحذر أن تكون فيك صفة من صفاتهم السيئة، أو تسمع عن بني إسرائيل في أول الأمر وترى كيف أن الله فعل بهم وأعطاهم وإلى أخره.

أنت تسمع عن الأقوام ليس من أجل أن تقرأ تاريخًا مجردًا! أنت تعرف الله هنا، وهذا أهم ما في القرآن من أوله إلى أخره القرآن من أجل أن تعرف الله الذي أنت له عبد، ألا يجب على العبيد أن يعرفوا سيدهم ومالكهم؟! يجب عليهم من أجل أن تستمتع بعبوديتك، ترى أنت في العبودية عبد، لكنك لابد أن تعتز بعبوديتك له، عبودية الخلق للخلق عبودية مصّ دماء يعني لو واحد عبد لواحد يمص دمه، لكن عندما تكون عبد للملك العظيم إنما هي عبودية تستمتع فيها، يقال لك: أي هم ضعه عند بابه، أي حاجة اسأله، أي أمر تريده في نفسك أو في أبنائك اسأل الملك الذي يملك كل شيء ويعطيك، يقال لك: فقط قل: حسبي الله وكفى، يعني هو كافيني وحسبي ومرادي عنده، فهذه عبودية شرفـ أن يقال لك: لا تحمل هم أي شيء، فقط أنت فقط أطعه وسترى آثار طاعته أنه يغنيك ويشرح صدرك وييسر لك أمرك ويبعدك عن الضلال ويوصلك إلى الهداية، بركات تنزل {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ}[1] لماذا هذه الآية بعد هذه الآية ؟لماذا الخبر الذي أتانا أننا خلقنا ليعلم الله أينا أحسن عملاً بعد أن أخبرنا بأنه له ثلاثة صفات:
· أنه تبارك ينزل البركات .
· وأن له ملك كل شيء



· وأنه على كل شيء قدير.
يعني يقال لك: أن هذا الملك العظيم الذي وصفه أنه على كل شيء قدير والذي ينزل البركات اختبرك هل تتعلق به وتطلب البركات منه أم يتشتت قلبك؟ واختبرك بأن هذا الأمر غيب لكنك ترى آثار كمال صفاته.

الإنسان بدون القرآن يرى آثار الكمال في كل شيء لكن لا يعرف يترجمها، بالقرآن سيترجم الإنسان ما يشعر ويرى ويتيقن من آثار الكمال في كل شيء هناك كمال:
· في أفعاله فيّ كشخص
· في أفعاله في الكون
· في خلقه سبحانه تعالى

كل شيء فيه كمال، أنت لا تعرف تترجمه إلا إذا عرفت الله من كلام الله. بمعنى مثلاً: واحد متخصص في التشريح وعندما يشرح جسم الإنسان يرى عجبًا من دقة الصنع، لو لم يكن يعرف ربنا ينظر له ويقول: أكيد الذي صنع هذا الصنع له صفات كاملة أنه كذا وكذا وكذا، هذه الصفات التي رأى أثرها في المصنوع لو فتح كتاب الله سيجدها بينة واضحة وصف الله بها نفسه، فماذا يجب أن نفعل؟ عندنا نقطتين:
· أتعلم العلم النافع أولاً
· ثم أرى في الكون
لماذا؟ لأن كلما أخذت وتعلمت من كتاب الله كلما بدأت أفسر صحيح كل الأفعال وأعرف انسبها إلى الله، وهذه عندنا مشكلة عظيمة في نسبة الأفعال.

ما موقفي أولاً من أجل أن أقوم عن القرآن بزيادة؟
لابد أن أنظر للقرآن على أنه كتاب خوطبت به، وأن المطلوب أن أعرف الله من كتابه، والله عز وجل عرفني بنفسه وهذا أول مبحث وأهمه كما اتفقنا، أن أول مبحث وأهم موضوع نهتم به ما ورد عن الله ـ عز وجل ـ من أسمائه وصفاته سبحانه وتعالى.

من المواضيع المهمة: أن الله عز وجل بعد ما أخبرني عن صفاته أراني آثارها في القوم الذين مضوا، أراني كيف يعامل المؤمن ويعامل من كفر، يعامل من استغاث به ويعامل من أعرض عنه، إذاً ستجدين في قصص



القرآن آثار صفات الله ـ عز وجل ـ. يعني القرآن هذا كتاب تعرف الله به تعرفه بأسمائه وصفاته وأفعاله، تظهر لك في ثنايا القصص كيف أنه يعامل خلقه، يظهر لك أيضاً في ثنايا الأمثال وترى علمًا عظيمًا، ويظهر لك في ثنايا الأوصاف التي وصف بها أهل الإيمان أو وصف بها أهل الكفر أو وصف بها الناس على وجه العموم.

النقطة التي سنهتم بها ما هي؟
· أسماء الله ـ عز وجل ـ وصفاته.
· ثم ثانياً بالقصص في القرآن.


[1] سورة الملك:2،1.
التوقيع


تجميع مواضيع أمنا/ هجرة إلى الله "أم شهاب هالة يحيى" رحمها الله, وألحقنا بها على خير.
www.youtube.com/embed/3u1dFjzMU_U?rel=0

رد مع اقتباس