عرض مشاركة واحدة
  #36  
قديم 06-05-2013, 07:07 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متواجد حالياً
كن كالنحلة تقع على الطيب ولا تضع إلا طيب
 




افتراضي

فأنت تخرج بهذين الأمرين:
1. التوبة وهي أحد أسباب المحافظة على الإيمان
2. بالذل وبالرجاء أن يُختم لنا بخير، نقبل عليه ونحن راجين أن يختم لنا بخير.

ونحن نتكلم عن النقطة الثانية دخلنا إلى النقطة الثالثة، وقلت : وأنت تسير إلى ربك اطرد عنك مرض العجب، أنت تسير إلى ربك وأنت سائر في قلبك أمرين مهمين:
· طيلة الوقت تجدد التوبة والاستغفار وما يلحقها.
· ومن جهة أخرى ينظر الله إلى قلبك وأنت تحمل هم خاتمتك، بماذا ألقى الله؟

فالنقطة الثالثة: حتى نحافظ على أعمالنا نكثر من التوبة، كلما تبت واستغفرت كان هذا سبباً لحفظ العمل. يعني حتى سؤال الله حسن الختام هذا ليس سؤالا باللسان فقط، يعني هذه حال يمر بها القلب لا تنفك عنه، فطيلة الوقت وأنت قلبك يحمل هم اللقاء، كيف سألقاه؟ كيف يكون حالي وقتما ألقاه؟ وهذا هم ليس محزنًا ولا مخيفًا دائمًا، بل تمتزج فيه المشاعر بين الفرح والحزن والخوف، مثلما الخلق يواعدون عظماء، فأحدهم يقال له عندك موعد مع الملك ماذا يحصل في قلبه؟ كله مع بعضه مشاعر مختلطة، فهذه المشاعر المختلطة من فرح وحزن وخوف، هذا ما يجب أن يكون في قلبك لأنك ستلقى العليّ العظيم سبحانه وتعالى الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر، فلمّا تفكر في لقائه، وطيلة الوقت وأنت تفكر كيف تلقاه لما ينظر الله ـ عز وجل ـ إلى قلب اعتنى بالتوبة المتكررة، وأصبح همّه كيف سألقى الله؟ هذا هو طريق السلامة مع الله، وليس طريق السلامة أن تكثر أعمالاً وتظن نفسك قد أصبت، هذا يؤدي بك إلى العجب.

مرة أخرى أقول النقاط الثلاثة:
نحن نناقش الاستعداد لرمضان بالإيمان، وقلنا أن هناك أسباب لزيادة الإيمان، وله أسباب نقص ، فعن اليمين أسباب زيادة الإيمان وعن الشمال أسباب نقص الإيمان، فانتبه وأنت مقبل على هذا الشهر الكريم أن تكون أخذت حظك من أسباب النقص، وإذا أكثرت من أسباب النقص سيأتي رمضان وتجد نفسك هلكت، لابد أن تأخذ أسباب زيادة الإيمان من أجل أن تقبل على هذا الشهر وأنت في أحسن حال.

في الوسط بين أسباب زيادة الإيمان وبين أسباب نقص الإيمان هناك عمل يجب أن تعمله حتى لا تتحول من الزيادة إلى النقص وهو المحافظة على الإيمان. يعني كلما كسبت إيماناً من أعمالك الصالحة التي تقوم بها كلما تراها ثروة تحتاج إلى محافظة، وقلنا هذا الكلام سنقوله في الهامش.

كيف أحافظ على إيماني؟
ذكرنا إلى الآن ثلاثة طرق:
أول طريقة: أنه أول ما تنتهي من العمل الصالح كان دقيقاً أو عظيماً، طرقت باب جارتك وسألت عن حالها وانتهى هذا النقاش وأنت في قلبك أصلاً لم تفعل هذا الفعل إلا ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يُؤْذِي جَارَهُ))[1] هذا نوع من أبواب زيادة الإيمان أن تكرم هذا الجار، انتهينا وكلمت هذا الجار وأحسنت إليها في الكلام هذا العمل يزيد الإيمان ماذا تفعل بعد ما انتهى هذا النقاش البسيط؟ أن تسأل الله أن يقبل لك هذه الخمس دقائق التي فعلت فيها فعلاً يحبه الله.

أنت الآن تخرج من بيتك إلى هنا وتخرجي من هنا، وأنت قادمة مهم جداً أن تحرر لماذا تأتي؟ وأنت خارجة انتهى الموضوع الآن ماذا ستفعلين؟ تسألي الله أن يقبل منك حبس نفسك ثلاثة أو أربعة ساعات من أجله، حبست نفسك عن محابك وجلست في مجلس تعلمين أنه مجلس يحبه الله، لماذا يحبه الله؟ لأن فيه ذكره، وأنت لم تخرج إلا لأجل أن تذكره، وتحيط بك الملائكة ويذكره الله في من عنده، فتسألي أن يقبل منك هذا العمل فأحفظ إيماني بأني كل ما قمت بعمل اسأل الله القبول، ولا تسأل عن قلب غافل عن هذه المسألة، لأن هذه الغفلة لا دليل على أني لا أحفظ إيماني، أنا أكلمك وأقول لك: لا تجعل الإيمان عمل من المعتاد القيام به أعمال الإيمان فقط عمل ونقوم به وانتهى ونرميه وراءنا لا يصح، لابد أن أشعر أن التوفيق الذي حصل لي أن أقوم بعمل صالح شكره أن أتذلل أن يقبلني الله عز وجل، اعتني بالعمل الصالح في ابتدائه واعتني به في نهايته، وكل مرة اسأل الله القبول بعدما أنتهي من العمل الصالح، وكلما سألت الله القبول كلما فتح لك أبواب وشرح صدرك للأعمال الصالحة كلما قوي ذكرك له سبحانه تعالى.

ممكن مع كثرة الأعمال الصالحة يحصل في النفس العُجب، فنقول: من أسباب المحافظة على الإيمان محاربة أمراض القلب عمومًا وعلى الخصوص مرض العجب، فلو تبرع العبد بمثل جبل أحد ذهبًا وهو يريد

الناس كان هذا عليه عذاب، طيب لو تبرع من أجل الله ثم وجد نفسه فخورًا بما فعل كما يعبرون، ويرى نفسه أنه أنجز إنجازاً ما أنجزه غيره، هذا يسبب أن هذا الجبل الذي مثل جبل أحد يصبح ولا مثل الحصى في ميزانه!! ذهب بل وهو آثم، فانظر كيف يُذهب الإنسان عمله الصالح يُذهب إيمانه بمثل هذا المرض، إذاً تذلل لله واطلب منه القبول، وإذا شرح صدرك للأعمال الصالحة فكن حذراً من العجب، والذي يسهل عليك أن تكون حذر من العجب أنك تنسى الأعمال الصالحة لا تعمل لك قائمة أنا ذكرت أنا سبحت اليوم مئة مرة وذهبت وبنيت مسجد أنا فعلت لا تعمل قائمة لا تحصي على الله، إذا أردت أن تحصي أحصي ذنوبك أما أعمالك الصالحة كن على يقين أنها لا تضيع.

ونسيان العمل الصالح هذا أحد أدلة الذُّل لله، فلما تنسى ما مضى من الأعمال الصالحة أنك فعلت وفعلت ، تنساها نسيان تفاخر يعني كلما نسيت كلما دل على ذُلِّك لله ـ عز وجل ـ . انسي الماضي، لا تحسبي ما شاء الله لي خمس سنين أتصدق على فلانة لا نريد الذي في الوراء انسيه، والذي في الأمام فكري نفسك أني أخر الشهر لا أنسى أني افعل كذا هذا في المستقبل، لكن على الماضي ما تحسبي كم سنة وأنت تتصدقي مثلاً، النسيان المقصود على ما مضى.

الأمر الثالث من طرق الوصول إلى المحافظة على الإيمان: التوبة. أكثِر من التوبة، كل ما تبت وصدقت توبتك حتى سيئاتك تتحول إلى حسنات!! فيزيد إيمانك.

على كل حال تـُعد إلى عشرة أسباب للمحافظة على الإيمان، لكن يكفينا هذه الثلاثة في هذه العجالة. الكتب التي تتكلم عن زيادة الإيمان ستتكلم عن المحافظة على الإيمان، مثل كتاب الشيخ عبد الرزاق البدر الذي يتكلم فيه عن أسباب زيادة الإيمان وفي ضمنه كلام عن المحافظة على الإيمان.
انتهينا من المحافظة على الإيمان.

نعود إلى أصل موضوعنا، ذكرنا أسباب زيادة الإيمان على وجه الإجمال وتوقفنا عند أول سبب وقلنا أنه أهم سبب وهو العلم النافع، وذكرنا أن العلم النافع له رأسان لا ثالث لهما:
· أن تنكب على كتاب الله.
· وأن تعتني بسنة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ



[1] "رواه البخاري" (كتاب النكاح/ باب الوصاة بالنساء/ 5185).



التوقيع


تجميع مواضيع أمنا/ هجرة إلى الله "أم شهاب هالة يحيى" رحمها الله, وألحقنا بها على خير.
www.youtube.com/embed/3u1dFjzMU_U?rel=0

رد مع اقتباس