عرض مشاركة واحدة
  #34  
قديم 06-05-2013, 07:02 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متواجد حالياً
كن كالنحلة تقع على الطيب ولا تضع إلا طيب
 




افتراضي

اللقاء الثالث

على قدر رعايتك لهذا الشهر وكل من أحب شيئاً وتعلق به استعد له واستبشر بقدومه، فلا بد أن يكون هناك استعداد حقيقي، ولا يُستعد لرمضان إلا بالإيمان، وللإيمان عوامل لزيادته وأيضًا هناك عوامل لنقصانه، لكن نحن في هذا اللقاء فقط تكلمنا عن عوامل الزيادة، لكن لابدّ أن نشير باختصار لعوامل النقصان للإيمان في هذا اللقاء وبين عوامل زيادة الإيمان وعوامل نقصان الإيمان هناك عمل مهم لابدّ أن نقوم به ونكون في غاية الدقة وهو المحافظة على ما حصّلنا من إيمان.

يعني نستعد لرمضان بالإيمان وهو يزيد وينقص هناك أسباب لزيادة الإيمان هناك أسباب لنقصان الإيمان لئلا تنتقل من أسباب الزيادة إلى أسباب النقصان أو تتعرض للنقصان يجب عليك المحافظة على الإيمان لا تضيعوا إيمانكم معناه أن الإيمان ممكن أن يضيع بل تنبه جيداً إنك أنت أول ما تحصل ذرة من إيمان عدوك ينهض. سأضرب لك مثالاً من أجل أن تتصور: نذهب إلى العمرة في هذه الأيام، نطوف ونسعى، والعمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، غالبًا كثير من الناس يشتكوا أنه بعد أن تنتهي العمرة يجدوا أنفسهم دخلوا باباً من أبواب الذنوب ما كانت تخطر على خاطرهم أن يدخلونها بعد العمرة. مثلاً: يصبح الشخص عصبياً وبعد ما يطوف ويسعى ثم يجلس في مكان فيتخاصم مع الناس حوله في بيت الله أو تروح بيتها وتنام عن الصلاة من التعب، بماذا تفسر هذه الأحداث؟ أن العدو بمجرد أن رأى زيادة الإيمان وأسباب الغفران هجم على قلبك من أجل أن تقع فيما يضيّع الإيمان،فكلما قمت بعمل صالح صارت عندك مسؤولية عظيمة وهي المحافظة على الإيمان الذي أتاك من وراء العمل الصالح.

العمل الصالح يكون ناتج أسباب زيادة الإيمان، واتفقنا أنها مجملاً ثلاثة أسباب:
1. نتعلم العلم النافع
2. ونتدبر
3. ثم نعمل العمل الصالح، عملاً صالحاً
مبني على واحد تعلم وتفكر وتدبر أكيد يكون عمل يزيد إيمانه قوي، لكن العدو لا يتركك، وقتما يراك ازددت إيمانا ولو بمقدار ذرة يهيّأ لك يهيّجك لفعل يكون سبباً لنقص الإيمان، ولاحظ نفسك بعد الطاعة. فأنا الآن جمعت قلبي وبذلت جهدي أن أجمع قلبي في صلاة الظهر، ثم في صلاة العصر يقول لك الشيطان: يكفيك الظهر أنك أتقنته وبذلت جهدك وكنت جيّدة فيه فلا تتعب نفسك في العصر، فيوسوس لك بمشاعر تزهدك في الإحسان بالعمل الصالح، فعدوك يقطع عليك الطريق، ثم بالتدريج تتحول من أسباب زيادة الإيمان إلى أسباب نقص الإيمان.

ما المرحلة التي في الوسط؟
الذي يجعلني أتحول من تحصيل أسباب زيادة الإيمان إلى تحصيل أسباب نقص الإيمان هو أني وقت ما قمت بعمل المفروض يكون سبباً لزيادة الإيمان بعد أن انتهيت منه لم أبذل جهدي في حفظ إيماني وهذا أمر من الله ـ عز وجل ـ أن أحفظ إيماني، وسيمر علينا إن شاء الله نصله في الأمثال التي سنختارها في القراءة، ويأتينا أمره سبحانه وتعالى بأن نحفظ إيماننا،

ماذا يعني أن نحفظ إيماننا؟
يعني كل عمل صالح قمت به لن يتركك الشيطان تتمتع بأثره، ما أثر العمل الصالح في الدنيا؟ زيادة الإيمان والشيطان لن يتركك تتمتع بأثره وأثره زيادة الإيمان.

ما المطلوب منا؟
المطلوب منا أن نركز بعد أن نقوم بالأعمال الصالحة على المحافظة على الإيمان.

في هذه الدورة لن نتكلم عن أسباب نقص الإيمان، سنتكلم فقط عن أسباب زيادة الإيمان بكلام مجمل وقد مضى معنا ، وفي الهامش نتكلم عن كيف أحفظ إيماني؟قمت بعمل صالح كيف أحفظه؟ أهم شيء في حفظ الإيمان، الذل لله والتوسل له أن يقبل العمل الصالح ، كم أغفلنا الشيطان عن التذلل للرحمن أن يقبل منا ضعيف العمل الذي نقوم به. نحن نقوم بعمل ضعيف، وهذا العمل الضعيف لن ينفعنا إلا إذا قبله الله، و لك أن تتصور إبراهيم ـ عليه السلام ـ يبني الكعبة مأموراً من الله، ويبذل الجهد هو وابنه فقط، ولا آلات ولا شيء، يأتون بالصخور من الجبال، ويتحركون مسافة طويلة من أجل الإتيان بصخرة مناسبة، ثم بعد الجهد
هذا كله، يتوسلان لربهما أن يقبله، طيب هم عملوا أمرا أمروا به، وأحسنوا فيه ،لماذا يتوسلون أن يقبل منهم؟ لأن هذه الحقيقية لأنه ليس كل من عمل قـُبل، فمن التوفيق للمحافظة على الإيمان أن يقع في قلبك العناية بسؤال الله القبول. و(تقبل الله) هذه التي نقولها بعد المواسم كلمة أتت في مكانها لكنها تحتاج إلى قلب، فنحن عندما نرى بعضنا في العيد نقول لبعض تقبل الله، وهذه ليست كلمة تهنئة، هذه كلمة يجب أن يكون لها عمق في المشاعر أنني حقا ذليلة أمد الله في عمري وابلغني الشهر وعشتُ أيامه ولياليه ووفقت أن أصومه في مكان عظيم، وبعد هذا كله هل لي من هذا الجهد نصيب أم أنني أخذت نصيبي هنا ولم يُقبل عملي؟ هل دخل إلي الرياء وأنا لا أشعر، لو دخل الرياء ماذا أفعل؟ كل هذه التفاصيل التي أنا في غفلة عنها يجبرها كلها كلمة واحدة وهي أن تكون حريصاً على أن تتوسل إلى الله أن يقبل عملك و من ثم يبقى إيمانك.

إذاً من أجل أن نحافظ على إيماننا الذي أتانا من العمل الصالح لابد أن نطلب من الله أن يقبلنا، وهنا لا يصلح فقط اللسان، لابد من وجدان ذليل، لابد من مشاعر أن النعم التي أعيشها من أعظمها أني وفقت للعمل الصالح أن يشرح صدرك للعمل الصالح، وإلا الناس في ظلمة ومن يعرف ربه في نور ولا الناس في ضياع والذي استقام في سيره إلى ربه هو الذي نجا، لكن من نجّاك أولاً وآخراً؟ ما نجاك إلا الله ما شرح صدرك للإيمان إلا الله، فوجب أن يبقى قلبك ذليلاً له سبحانه وتعالى وهو يستحق أن تكون بين يديه ذليلاً، تطلب منه القبول.
التوقيع


تجميع مواضيع أمنا/ هجرة إلى الله "أم شهاب هالة يحيى" رحمها الله, وألحقنا بها على خير.
www.youtube.com/embed/3u1dFjzMU_U?rel=0

رد مع اقتباس