عرض مشاركة واحدة
  #29  
قديم 06-04-2013, 12:46 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متواجد حالياً
كن كالنحلة تقع على الطيب ولا تضع إلا طيب
 




افتراضي


يأتي أمر غاية في الأهمية المبحث الخامس: وهو وصف الجنة والنار.
وهذا مبحث غاية في الأهمية، لأن في الحديث عن النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ قال: ((مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنَ الْعَمَلِ))[1]فلابد أن تتصور أهمية شهادتك بأن الجنة حق وأن النار حق، تقولين موجود في قلبي أن الجنة حق وأن النار حق، لا زلنا نقول أن القرآن سبب لتعميق الاعتقادات، كلما زاد سمعك وفهمك لكلام الله كلما زاد عمق اعتقادك، وهذه المسألة للأسف مُهْمَلة حتى الكلام عن الجنة والنار لا نجد نفسنا نقف أمامه من أجل أن نفهمه بعمق، لابد أن تتصور بماذا وصفت الجنة؟ لماذا؟ لأن شيئًا من وصوفات الجنة أنت تذوقه في الدنيا، فلما تفهم أن هذا ذوق من شيء من نعيم الآخرة، ماذا يحصل في القلب؟ الشوق، والشوق هذا الذي ينقصنا، نحن نمشي مثل الآلة لا يوجد هذا الطموح والشوق الحقيقي، فلابد أن تشوق نفسك بالمعرفة العميقة وليس السطحية.

مثال: شجرة السدر وُصفت أنها من نعيم الجنة قال سبحانه وتعالى {فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ}[2] نحن نحفظ الآية لكن لا نربط أن هذه شجرة السدر هي المقصود هناك في الجنة، بماذا وصف السّدر؟ أنه مخضود يعني ماذا؟ سؤال استفهام مهم يدل على ماذا؟ لا أريد إجابة الآن، هل شعرت أن هذه الكلمة السدر يعني المقصود بها هذه الشجرة ماذا يكون حالها؟ ولماذا هذا الوصف الذي وصفت به ما معناه؟ المقصود من سؤالي أن يتبيّن لنا أن هناك هجر لمعرفة معاني أشياء محفوظة ولا يوجد ربط، يعني هجر مع عدم ربط، كثيرين حافظين لكن المشكلة الربط والفهم.


على كل حال القصة ليست مجرد إحباط القصة هي أن ننتبه ويصبح عندنا شيء من الربط، بعد ذلك ستجد أن أعرابياً أقبل على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وسأله عن شجرة السدر: كيف يكون في الجنة شجرة تؤذي صاحبها لأن فيها شوك؟ فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم بالآية، وأنها منزوعة الأشواك، فانظر كيف الأعرابي واعي لما سمع في نعيم الجنة أن هناك شجرة سدر وهو يعرف شجرة السدر مملوءة بها الشوارع، لكن الجنة مختلفة، المقصد الأن هذه الشجرة في الدنيا كلها أشواك فالأعرابي سأل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كيف شجرة في الجنة تؤذي صاحبها؟ فكان الجواب في نفس الآية، الشاهد من كلام الأعرابي أن سؤال استفهام أُثير في ذهنه وفكر فيه وسأل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ المشكلة في من يقرأ ولا يخرج معه سؤال استفهام. نكتفي بالخمس مباحث هذه وسنناقش المبحث الأول والثاني ونكتب عليه خطة قصيرة المدى.

موضوعنا الاستعداد لرمضان بالإيمان والإيمان له أسباب نريد أن يزيد قبل أن يأتي رمضان هذا هو الاستعداد، وإجمالاً أسباب زيادة الإيمان تعلم العلم النافع ثم التعبد بعبادة التفكر والأمر الثالث الأعمال الصالحة، واتفقنا أن هذه كلها مبنية على بعضها ابدأ بالعلم النافع ثم انتقل لما بعدها، ورأس العلم النافع العلم بالقرآن، الآن كيف ستنظر للقرآن؟ يجب أن يكون في قلبك كذا وكذا من الاعتقادات، يجب أن تعتقد أن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم، يجب أن تعتقد أن هذا القرآن شفاء لما في صدرك، يجب أن تعتقد أنه كذا وكذا إلى أخر ما ذكرنا.

كيف أتعامل مع القرآن ؟
يمكن التعامل مع القرآن على أنه سور، ويمكن التعامل معه كموضوع.

ما الذي يسبب زيادة الإيمان؟
العلم النافع أعظم أسبابه، مصدر العلم النافع الكتاب والسنة، هذا العلم النافع الذي رأسه القرآن يجب أن تتكون عندك علاقة جيدة مع القرآن. التلاوة طريق ووسيلة، الغاية ما وراء التلاوة.

سأبدأ من أول شهر ستة مثلًا ختمة جديدة،(الخطة التفصيلية) المفروض كأني بدأت المصحف من أوله، سأنظر للقرآن نظرتين معاً: سأنظر له على أنه سور كما هو مقسم، وسأنظر له على أساس أنه مواضيع، قبل



قليل كان النقاش حول نظرتي للقران علىأنه مواضيع، فقلت وأنا اقرأ المفروض ألاحظ وأنا اقرأ أسماء الله وصفاته وأفعاله، ألاحظ القصص القرآني، الأمثال القرآنية ، ألاحظ الصفات:
· سواء صفات أهل الإيمان
· أو صفات أهل الكفر
· أو صفات الإنسان عموما.
ألاحظ أوصاف الجنة والنار، هذا أنظر للقرآن على أساس المواضيع وأنا أسير ألاحظ ماذا يترتب عليّ ألاحظ؟ سأتكلم عنها بالتفصيل، لكن قبل أن أنتقل إلى ماذا سيحصل، يجب أن أشير إشارة أخرى أني أيضًا سأنظر للقرآن على أنه سور كما هو مرتب، فماذا سألاحظ؟ سألاحظ موضوع السورة لأن كل سورة في القرآن وحدة موضوعية واحدة تعالج أمرًا مهما.






[1] "رواه البخاري" (كتاب أحاديث الأنبياء/ باب قَوْلُهُ {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ ...}/ 3435).

[2] سورة الواقعة:28.
التوقيع


تجميع مواضيع أمنا/ هجرة إلى الله "أم شهاب هالة يحيى" رحمها الله, وألحقنا بها على خير.
www.youtube.com/embed/3u1dFjzMU_U?rel=0

رد مع اقتباس