06-04-2013, 12:43 PM
|
|
كن كالنحلة تقع على الطيب ولا تضع إلا طيب
|
|
|
|
ننتقل إلى المبحث الرابع (نعتني بالوصوفات).
ورد في كتاب الله ـ عز وجل ـ أوصاف -وهي بحر واسع –
· أوصاف لأهل الإيمان، للإيمان وأهله
· أوصاف وللكفر وأهله أوصاف.
تحت الإيمان:
· ستجدي أوصافاً للذين اتقوا
· أوصاف للذين أحسنوا
· أوصاف للمخبتين.
وتحت الكفر:
ترين كذلك أوصاف لهم.
الآن وأنت سائرة في طريقك في القرآن كلما وصف لك وصف قال لك {إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}[1] في أخر الآية لازم أرجع من البداية، أين هم هؤلاء المحسنين في السياق؟ إذًا الذي يفعل كذا وكذا وكذا اسمه عند الله محسن، ماذا يحصل؟ يحبه الله، {إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ}[2] من هم هؤلاء المعتدين؟ فارجع إلى الوراء من هم المعتدين؟ الذي يفعل ويفعل ويفعل، من أجل ذلك نحن نقول تجلس مع القرآن يقول لك الله يحب المتقين يحب المحسنين، وبعد ذلك تجد فرصة للإحسان ولا تحسن! وتقول أصلاً الناس ما يستاهلوا! أنت الآن قرأت {إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} ما بك؟ ألست تحب أن الله يحبك؟ يكفيه أن يتعرض لمحبة الله. واضح لكم كيف يقوم الإنسان عن القرآن ناقص، يعني تأتي الآية يقول لك ترى الله يحب منك أن تفعل كذا، ولو فعلت كذا يحبك سمعت، وتأتيك الفرصة، أنت لا تتصور أن يقول لك في القرآن ولا تأتيك الفرصة، على طول يأتيك الاختبار، هل تحسن أو ما تحسن؟ ستتعرض لمحبته أو ما تتعرض؟
تحفظ سورة الإنسان وأنت تحفظ تأتيك {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً}[1] هذه وصوفات أهل الجنة الأبرار، إنهم كانوا في الحياة يحسنون ولا يريدون جزاءً ولا شكوراً، ويصير موقف بسرعة أحد تعطيه تحسن إليه وبذلت جهد من أجل أن تُحسن إليه، بسرعة أنت تحفظ ثم خرجت وصار هذا الموقف، حتى شكرًا لم يقل، وأنت راجع بالسيارة تقول حتى بخل علي بشكرًا، طيب الآن كنا نقرأ ماذا؟ {لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً} وما أنساه إلا الله أن يقول لك شكراً، من أجل أن يأتيك الاختبار، من أجل كم مرة نقول والله أنا أحفظ وأتمنى أن أكون من أهل القرآن، إذا كنت من أهل القرآن تعال إلى هذه الآية وانتفع بها.
هذه الوصوفات بالذات أطول مبحث في القرآن، ستجد نفسك تقف عند نصوص تكلّمك عن أوصاف أهل الإيمان، وهي متعددة المتقين المحسنين المخبتين، وكل واحد من هذه لها صفات، وهذا يعتبر أطول مبحث وهذا الذي دائماً نجعله في الأعمال طويلة الأجل، وكلما مشيت في القرآن ووجدت وصفاً أتقن أهله، لكن نحتاج إلى تدريب من أجل أن نتصوره. الآن هذه وصوفات أهل الإيمان وأهل الكفر نضيف عليها وصوفات الإنسان عمومًا، هذا مبحث أخر داخل الوصوفات، وصوفات الإنسان عموماً، يعني أيّ واحد يريد أن يفهم كيف يعلم الناس؟ كيف يدرسهم؟ كيف يعالج مشاكلهم ماذا يفعل؟ يلم ّكل وصف وصفه الله عز وجل للإنسان في القرآن، {خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ}[2]{خُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً}[3] جزوع- منوع- وصف الإنسان بأنه {إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَؤُوساً}[4]كفور، فيتبين لي ترى أنا إنسان من هؤلاء الناس فيتبين لي لماذا أول ما ينزع الله مني نعمة على طول أصيب باليأس أن الله عز وجل يعيدها لي؟ ومعنى إني يئست أنه يعيدها لي إني جمعت بين أمرين: بين يأس وكفر بما مضى، لأن الواحد لو أخذت منه النعمة اختبارًا وامتحاناً ييأس أن الله ـ عز وجل ـ يبدله إياها بخير منها، كأنه كفر بأن الله هو الذي أعطاها، فجمع في وصف هذا بين أمرين: بين أنه يؤوس وأنه كفور، إذًا تعال وابحث ما حالنا وقت ما تنزع منا النعم؟ القرآن وصف لك.
[1] سورة البقرة:195.
[2] سورة البقرة:190.
[1] سورة الإنسان:9.
[2] سورة الأنبياء:37.
[3] سورة النساء:28.
[4] سورة الإسراء:83.
|