عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 06-03-2013, 06:01 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متواجد حالياً
كن كالنحلة تقع على الطيب ولا تضع إلا طيب
 




افتراضي


فالعلم لا يشترط أن تأخذه بطريقة معينة، فتأتي لأحدهم وتقول له: لماذا لا تتعلم؟ فيقول: والله ليس عندي مواصلات. من قال أن العلم يجب أن تذهب له؟ الأمر يسير والفضل لله، أنت تصوري ما هي الإذاعة؟ الإذاعة عبارة موجات في السماء تطير، فقط أنت أتي بجهاز وألتقطيها، يعني إلى هذه الدرجة اقترب العلم، العلم في بيوتنا يطير فقط بقي أن أتي بجهاز تفتحه من أجل أن تلتقطيه وتسمع الإذاعة التي فيها كلام مبارك عن الله وعن رسوله وعن ماذا يجب أن يكون العبد في حياته، وهذا من فضله سبحانه وتعالى: تكثر الفتن على الخلق وفي المقابل من فضله علينا يسهل العلم، من أجل أن يقال للعبد: نعم الفتن كثيرة، لكن لا تنكر أن في المقابل العلم كثير؟ لا ننكر فضل الله، فلا نندب زماننا كل مرة وتقول: نحن مفتونين والفتن كثيرة ولا نستطيع أن نقاوم، نقول: صحيح الفتن كثيرة لكن في المقابل العلم يسير وسهل ومن مكانك تتعلم، فهذا كله أصبح شواهد علينا. على كل حال ما دام العلم هو رأس وقاعدة زيادة الإيمان لابد أن يكون مبحثًا طويلًا في مناقشته.

ما هو العلم الذي نريده؟
العلم الذي يزيد معرفتك بالله ومعرفتك بحقه.

يعني أنا عندي شقّين للعلم وعليه يدور أي نقاش حول العلم، حول هذه الشقين.
العلم النافع ما هو؟!
· الذي يزيد معرفتك بالله
· ويزيد معرفتك بحق الله.


فلم يصبح عندي إلا مسألتين هما:
· أنا أريد أن أعرف الله.
· وأريد أن أعرف حق الله.

وإذا عرفت الله سيسهل عليك أداء حق الله، وإن عرفت حق الله ستعرف يقيناً كيف تأتي بحقوق الآخرين . فأنت لما تبر والديك، يكون قيامك بالبر سببه ماذا؟ عندما أمرك الله بالبر أصبح لهم حقاً عليك، وحقهم عليك ما أقره حقاً إلا الله ولن يحاسبك عنه إلا الله. هذا المال لله فيه حق وهو الزكاة والصدقة لأن الحق بين واجب ومندوب، إذاً الصدقة صحيح أنت تعطيها للفقراء لكنها أصلاً حق لله، فأصبح الدين في كلمتين: معرفة الله ومعرفة حق الله.

غالباً ونحن نتعلم نجتهد في معرفة حق الله أكثر من اجتهادنا في معرفة الله!
ولذلك نجد ما نجد من برود ومن انقطاع في أداء حق الله، من ردود فعل ما كان يجب أن تكون، يعني بيمينه يتصدق وبيساره يمنّ على الخلق لأنه لا يعرف أن الله هو المنّان، من أجل ذلك وقع منه هذا الأمر، ولذلك بيُسر وبسهولة أبطل عمله.

نريد أن نرتب المسألة ترتيباً منطقياً، ماذا يجب أن تفعل؟
أولاً تتعلم عن الله تعالى تعرف الله، ثم إذا عرفت الله تعالى ماذا تفعل ؟ وأنت حريص على هذا الأمر تعظيماً لله تتعلم حق الله فتؤديه، فجاءني بعد ذلك العمل الصالح.

عبد يعرف الله ويعرف أن من أسماء الله تعالى أنه (توّاب) ماذا سيؤثر عليه؟ لما يفشل لا ييأس، أنا أعرف الله أولًا ثم أعرف حق الله، حق الله أن أتي في هذا الموقف أفعل كذا وكذا ففشلت، لمّا أعرف الله سأعاود الكرة. مثال: (المنظومة القيمة الإسلامية) تطلب منك أن تجتهد وتعمل ويكون كل جهدك وعملك في الحياة تعمله لله حتى حرثك في الأرض تقصد به التقرب إلى الله، لو فشلت في الفعل ماذا يقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؟ (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن) وفي رواية أخرى (لا تعجزنّ) بنون التوكيد.
عندما نأتي في منظومات قيمة دنيوية: واحد تربى على القيمة(الإنتاجية) أهم شيء ينتج وما يعرف أن الإنسان لو فشل في الإنتاج ممكن أن يعيد الكرة، هناك (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن) إذا فشلت تعيد الكرة وتسأل الله وتطلب منه ولا تيأس من روحه وتكرر نتيجة أنك تعرف الله وتعرف أن الله ـ عز وجل ـ يربي عباده وتعرف أنه إذا لم يعطيك اليوم سيعطيك غدًا، (لاتعجزنّ) يعني لا تفشل! حاول اطلب من جديد،جماعة آخرين ليس لديهم هذه القاعدة عندهم قاعدة أن (الإنتاجية تحدد أنت من ؟ ) فشل، ماذا يفعل؟ يفتح النافذة ويلقي نفسه ينتحر انتهى الموضوع، ما عرف ينتج ييأس وبعد ذلك يقتل نفسه ما العلة؟ لا يعرف الله.



المقصود أننا لابد أن نعرف الله قبل أن نقوم بالأعمال لئلا يقطع علينا الشيطان سبيل الوصول إلى الله، كم يأّس الشيطان أهل الإيمان من طريق الله؟ يأّسهم كثيرًا، كثيرًا ما يأتي الشيطان للإنسان ويقول: الآن بعد ما فعلت كل شيء واستجبت لغضبك أو فعلت ما تريد من هواك تريد التوبة. ولأن هذا الإنسان لا يعرف الله لا يعرف أن التوبة فعل من العبد يفرح به الرحمن مهما كُرِّرت، فمعنى هذا أن عدم معرفة الله تسبب للإنسان اليأس والتوقف وهو يعمل الأعمال الصالحة، تسبب له أن يعامل الله العظيم كامل الصفات كما يعامل الخلق يقيس بعقله يقول: لما أخطئ في حق واحد واعتذر له واكرر بعد ذلك ليس لي وجه، نقول: هذا الكلام مع الخلق لكن مع الله أنت تتعامل مع من هو كامل الصفات، لكن عدم معرفة الله جعلت الخلق عندما يقوموا بالأعمال لا تسبب لهم الأعمال زيادة الإيمان أحيانًا تسبب لهم نقص الإيمان لأنهم يريدون عملًا كاملًا، فلما تحصل لهم غفلة ولا يعرفوا ربنا يستولي عليهم الشيطان ييأسهم من نفسهم ويقول لهم: هذا أنت لا يمكن أن تنجح هذا حالك.

من أجل ذلك العلم النافع في كلمتين هما: معرفة الله ومعرفة حق الله. ويجب أن ترتبي المسألة ترتيباً منطقياً أولاً لابد أن نعرف الله ثم نعرف حقه، فإذا عرفت الله أديت حقه كما ينبغي وكلما زاد فهمك لتربية الله كلما زاد جمع قلبك وقت القيام بحقه.
التوقيع


تجميع مواضيع أمنا/ هجرة إلى الله "أم شهاب هالة يحيى" رحمها الله, وألحقنا بها على خير.
www.youtube.com/embed/3u1dFjzMU_U?rel=0

رد مع اقتباس