عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 06-03-2013, 12:10 AM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متواجد حالياً
كن كالنحلة تقع على الطيب ولا تضع إلا طيب
 




افتراضي

وفي الترمذي وغيره من حديث أبي أمامة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم، إن الله عز وجل وملائكته وأهل السموات والأرض، حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير)) يعني تصور النبي صلى الله عليه وسلم ومكانته عند الله ومكانته في الطاعة والعبادة، وتصوري أدنى الصحابة وأقلهم طاعة وعبادة، تصوري ارتفاع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عليهم شيء عظيم، يقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذا الارتفاع العظيم مثله مثل واحد صلب العلم فأصبح عالماً وواحد يعبد بدون علم، ولهذا وأنت مقبل على المواسم العظيمة لا تظن كل الغاية أن تعبد، هذه النتيجة، لكن الوسيلة العلم، العلم يزيد الإيمان والإيمان يأتي بالطاعة بالعمل.

(حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير) الفرق بين هذه الرواية والرواية السابقة الصلاة عن الاستغفار، والصلاة لفظ قريب جداً من الإيمان. ما معنى أن يصلون؟ يصلون يعني: يقولون يا ربنا صلي على فلان، يعني اثنِ عليه في الملأ الأعلى، ارض عنه، اقبله يا ربنا. فمن النملة إلى الحوت وهم يقولون: يا ربنا اقبله يا ربنا صلي عليه يا ربنا اثني عليه في الملأ الأعلى، تتصور العلم هذا كيف يشعب علاقاتك، وأنا أتصور نفسي وأنا أدرس في غرفة لوحدي أنا والكتاب وربنا معنا صحيح، لكن ها أنت والكتاب أنت والقرآن أنت والعلم أنت وهذا الاجتهاد يشعبوا علاقتك بكل من في الأرض بل حتى إلى أهل السماء، فماذا تريد بركة أكثر من هذه البركة؟ ومن المؤكد أن قوماً يستغفرون وقوماً يثنون هذا كله ماذا سيؤثر في القلب؟ لابد أن يكون سببًا لطهارة القلب ونقائه وزيادة إيمانه. فالعلم كما هو معلوم ليس مقصودًا لذاته وإنما هو مقصود لغيره وهو كما هو معلوم العمل، فكل علم شرعي طلبه إنما يكون حيث يكون وسيلة إلى التعبد إلى الله تعالى. متى يكون العلم مطلوب؟ كل علم وسيلة يوصلك للتعبد إلى الله، علم يأتي بالإيمان والإيمان يأتي بالعمل يأتي بالطاعة.

ندخل الآن في التفاصيل لنحدد أهداف لنا قريبة وأهداف طويلة المدى.
عندنا ثلاثة أهداف:
· قصيرة.
· ومتوسطة.
· وطويلة.


الطويلة هذه تحمل العمر كله، القصيرة تحمل الشهر الذي نحن فيه ليس الذي انتهى بل الذي سيبدأ ـ إن شاء الله ـ والمتوسطة تحمل الثلاثة شهور كلها.
سأتفق معكم على برنامج خلال هذه الشهور بحيث يكون متواصل وليس كلام نسمعه في ثلاثة أيام وبعد ذلك يذهب كما يذهب، لا، نريد أن يكون متواصلاً. نكتب لنفسنا بعد ما نفهم هذا الإجمال الذي هو أبواب العلم التي تسبب زيادة الإيمان، نكتب لأنفسنا خطة نسير عليها قصيرة المدى وخطة متوسطة المدى ثم طويلة المدى اسأل الله أن يفتح علينا فيها.

نبدأ ألآن: أول باب من أبواب العلم وأهمه وهو المصدر وهو ما نتقرب إلى الله به دائمًا، وهو قراءة القرآن الكريم، والقراءة لابد أن يكون قرينها التدبّر. ونحن في خطة قصيرة المدى لمدة شهر، المفروض أن تضعي من أهدافك أن تختمي القرآن في هذا الشهر مع ملاحظة ما سنتفق عليه، يعني كأني أقول في شهر ستة سأتفق أن ألاحظ كذا وأنا اقرأ، وفي شهر سبعة ألاحظ كذا وأنا اقرأ في كتاب. هذا كله مبني على ماذا؟ مبني على اعتقاد ما قال سبحانه وتعالى في سورة الإسراء {إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}[1]، إذاً أنت تفهمين أن ما أخبرك الله به في كتابه ماذا يفعل بك؟ يأخذ بناصيتك إلى الهداية يأخذ بك إلى الهداية. أنا أقرأ القرآن من سنين ولا ألاحظ الهداية، ما ألاحظها مع اعتقادي أنه يهدي لكن أنا لا ألاحظها في نفسي ولا أجد جواباً شافياً لكثير من أسئلتي ؟! ما المشكلة؟ المشكلة فينا أكيد. فهم الخطاب ليس على ما يليق، يعني الله يخاطبني بخطابات أنا لا أنظر لا لأولها ولا لأخرها ولا ألاحظ أن هنا خطاب يقول {يَـأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ} وهنا خطاب {اتَّقُواْ اللَّهَ} وهنا خطاب {كُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ}[2]{وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً}[3] هذه الخطابات كلها لمن؟ فاعتقادك أن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم لازم يبنى عليه أن الخطاب أصلاً لي من أول القرآن لأخره.

وسأتكلم عن مشاعر تلحقنا وتسيء لنا ونحن لا نشعر، تسيء لإيماننا تسيء لعلاقتنا بالقرآن، سنتكلم عن أمرين في هذه المسألة: نحن تمر علينا آيات فيها ذكر للفواحش للزنا للربا لشرب الخمر للقتل للسرقة كل هذا يمر علينا ونحن عندنا حاجز نفسي يقول: أنا لا علاقة لي بها! هذا الذي في قلوبنا، وعلى هذا أي
[1] سورة الإسراء:9.

[2] سورة التوبة: 11

[3] سورة الأحزاب:70
التوقيع


تجميع مواضيع أمنا/ هجرة إلى الله "أم شهاب هالة يحيى" رحمها الله, وألحقنا بها على خير.
www.youtube.com/embed/3u1dFjzMU_U?rel=0

رد مع اقتباس