عرض مشاركة واحدة
  #33  
قديم 05-29-2012, 06:07 PM
نصرة مسلمة نصرة مسلمة غير متواجد حالياً
" مزجت مرارة العذاب بحلاوة الإيمان فطغت حلاوة الإيمان "
 




افتراضي

س و ج على شرح المقدمة الآجرومية (23/ 44)

أسئلة على باب نواصب المضارع

س240: أجِبْ عن كلِّ جملة من الجُمل الآتية بِجُملتين في كلِّ واحدةٍ منهما فعلٌ مضارع؟
أ - ما الذي يؤخِّرُك عن واجبك؟
ب - هل تسافِرُ غدًا؟
ج - كيف تَصْنع إذا أردْتَ المذاكرة؟
د - أيَّ الأطعمةِ تُحِبُّ؟
هـ - أين يَسْكن خليلٌ؟
و - في أيِّ مَتُنـزَّه تقضي يوم العطلة؟
ز - من الذي ينفِق عليك؟
ح - كم ساعةً تَقْضيها في المذاكرة كلَّ يوم؟

الجواب:


أ - ما الذي يؤخِّرك عن واجبك؟
الجواب الأول: يؤخِّرني عن واجبي اللَّعبُ مع زملائي.

الجواب الثانِي: يؤخرني عن واجبي أنَّني لا أجِدُ مَن يعاونني على أدائه.

الفعل المضارع الذي في كلا الجوابين: يؤخِّرني - أجد - يُعاوِنُني.

ب - هل تسافر غدًا؟
الجواب الأول: نعَم، سأُسافر غدًا.

الجواب الثانِي: لا، لَنْ أُسافر إلاَّ بعد أؤدِّي الامتحانات.

الفعل المضارع الذي في كلا الجوابين: سأسافر - أسافر - أُؤدِّي.

جـ - كيف تصنع إذا أردتَ المذاكرة؟
الجواب الأول: إذا أردْتُ المذاكرة أصنع كوبًا من الشاي.

الجواب الثانِي: إذا أردتُ المذاكرة أستعين بالله - عزَّ وجلَّ.

الفعل المضارع الذي في كلا الجوابين: أصنع - أستعين.

د - أيَّ الأطعمة تحب؟
الجواب الأول: أحبُّ الحلوى والعسَل.

الجواب الثانِي: أُحِبُّ ما كان النبِيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُحِبُّه.

الفعل المضارع الذي في كلا الجوابين: أحبُّ - يحبُّه.

هـ - أين يسكن خليل؟
الجواب الأول: يسكن خليلٌ في شارع الجمهورية.

الجواب الثانِي: يسكن خليل حيث يعيش أبوه.

الفعل المضارع الذي في كلا الجوابين: يسكن، يعيش.

و - في أيِّ متنزَّه تقضي يوم العطلة؟
الجواب الأول: أقضي يوم العطلة في حديقة الحيوانات.

الجواب الثانِي: أقضي يوم العطلة في الحديقة الدوليَّة، وألعب مع زملائي.

الفعل المضارع الذي في كلا الجوابين: أقضي، ألعب.

ز - من الذي ينفق عليك؟
الجواب الأول: الذي ينفق عليَّ هو أبي.

الجواب الثانِي: الذي يتكفَّلُني هو أبي.

الفعل المضارع الذي في كلا الجوابين: ينفق، يتكفَّلُني.

ح - كم ساعة تقضيها في المذاكرة كلَّ يوم؟
الجواب الأول: أقضي عشر ساعات يوميًّا في المذاكرة.

الجواب الثانِي: أمْكُث خَمس ساعات كل يوم في المذاكرة.

الفعل المضارع الذي في كلا الجوابين: أقضي، وأمكث.



س241: ضع في كلِّ مكانٍ من الأماكن الخالية فعلاً مضارعًا، ثُم بيِّن موضعه من الإعراب، وعلامة إعرابه؟
(أ) جئْتُ أمْسِ.... فلم أجدك.

(ب) يسرُّني أن.....

(ج) أحببت عَلِيًّا؛ لأنَّه....

(د) لن... عمل اليوم إلى غد.

(هـ) أنتما..... خالدًا.

(و) زرتكما لكي.... معي إلى المتنـزه.

(ز) ها أنتم هؤلاء.... الواجب.

(ح) لا تكونون مُخْلصين حتَّى.... أعمالكم.

(ط) من أراد.... نفسه فلا يقصِّر في واجبه.

(ي) يعز عليَّ أن......

(ك) أسرع السير كي... أول العمل.

(ل) لن.... المسيء من العقاب.

(م) ثابري على عملك كي....

(ن) أدوا واجباتكم كي.... على رضا الله.

(س) اتركوا اللعب حتَّى.....

(ع) لولا أن.... عليكم لكلَّفتُكم إدمان العمل.

الجواب:


الفعل المضارع

موضعه من الإعراب

علامة إعرابه


(أ) أزورُك
الرفع
الضمة
(ب) تزورَنِي
النصب
الفتحة
(ج) يصلِّي
الرفع
الضمة المقدَّرة
(د) أؤخِّرَ
النصب
الفتحة
(هـ) تُحبَّان
الرفع
ثُبوت النُّون
(و) تذهبا
النصب
حذف النون
(ز) تكتبون
الرفع
ثبوت النون
(ح) تؤدُّوا
النصب
حذف النون
(ط) ألاَّ يُهِينَ
النصب
الفتحة
(ي) أَقْتُلَك
النصب
الفتحة
(ك) تُدْرِكَ
النصب
الفتحة
(ل) يَهْرب
النصب
الفتحة
(م) تنجَحِي
النصب
حذف النون
(ن) تَحْصلوا
النصب
حذف النون
(س) تنجحوا
النصب
حذف النون
(ع) أضغَطَ
النصب
الفتحة



س242: ما الأدواتُ التي تَنْصب الْمُضارع بنفسها؟
الجواب: الأدوات التي تنصب بنفسها هي: أنْ، ولنْ، وإِذَن، وكي.



س243: ما معنى "أن"؟ وما معنى "لن"؟ وما معنى "إذنْ"؟ وما معنى "كي"؟


الجواب:
أولاً: معنى "أن":

المصدرية والاستقبال، فهي مصدرية؛ لأنَّها تُسْبَك مع الفعل الذي تَدْخل عليه بِمَصدر، وهي تفيد الاستقبال؛ لأنَّها تُخَلِّص الفعل المضارع للاستقبال.

ثانيًا: معنى "لن":

النَّفي والاستقبال.

فهي حرْفُ نفْي؛ لأنَّها تَنْفي الفعل المضارع.

وهي حرف استقبال؛ لأنَّها تُحوِّل الفعل المضارع للاستقبال، بعد أن كان مُحْتَمِلاً للحال.

ثالثًا: معنى "إذن":

الْجَواب والجزاء.

فهي حرف جواب؛ لأنَّها تأتي في صَدْر الجواب.

وهي حرف جزاء؛ لأنَّها يُؤْتَى بها جزاء الشيء.

رابعًا: معنى "كي":

مذهب جمهور البصريِّين، ومعهم سيبويه: أنَّ "كي" تكون أحيانًا مصدريَّة، فتنصب الفعل المضارع بنفسها، وأحيانًا تكون تعليليَّة، بمعنى لام التعليل، والناصِبُ للمضارع حينئذٍ: "أنْ"، مضْمَرةً وجوبًا بعد "كي".



س244: هل يصحُّ أن تقول: "يُعْجِبني أن تَفْهمُ"، بضم الميم؟
الجواب: لا؛ لأنَّ "أنْ" تنصب الفعل المضارع، فالصواب أن تقول: "يعجبني أن تفهمَ"، بفتح الميم

فإن قيل: فلماذا إذًا صحَّحْتُم قولَنا: "يعجبني أن تفهموا" وهي مضمومة الميم؟
فالجواب: لأنَّك إذا قلت: يعجبني أن تَفْهمُ - وأنت تُخاطِبُ واحدًا - فإنك لا بُدَّ أن تنصب بالفتحة، بِخِلاف ما إذا قلت: "يعجبني أن تفهموا" - وأنت تخاطب جماعةً - فإنك تَنْصِب بِحَذف النُّون.



س245: ما الذي يشترط لِنَصب المضارع بعد "إذن" وبعد "كي"؟
الجواب:
أولاً: يُشترط لنصب الفعل المضارع بعد "إذن" ثلاثةُ شروط:

1- أن تكون "إذن" في صَدْر جملة الجواب.

2- أن تكون مُتَّصلةً بالفعل، بحيث لا يفصل بينها وبين الفعل بفاصل إلاَّ اليمين، أو "لا" النافية.

3- أن يكون الفعل المضارع الواقع بعدها دالاًّ على الاستقبال.

قال ابن مالك - رحمه الله - في "الألفيَّة"، باب إعراب الفعل، البيتين رقم (680، 681):

وَنَصَبُوا بِإِذَنِ الْمُسْتَقْبَلاَ
إِنْ صُدِّرَتْ وَالفِعْلُ بَعْدُ مُوصَلاَ




أَوْ قَبْلَهُ اليَمِينُ....


ثانيًا: يشترط لنصب الفعل المضارع بعد "كي" أن تتقدَّمَها لامُ التعليل لفظًا، نحو قوله تعالى: ﴿ لِكَيْلَا تَأْسَوْا ﴾ [الحديد: 23]، أو تتقدَّمَها هذه اللام تقديرًا، نحو قوله تعالى: ﴿ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً ﴾ [الحشر: 7].

فإذا لَم تتقدَّمْها اللامُ لفظًا ولا تقديرًا، كان النَّصب بـ"أنْ" مُضْمرةً، وكانت "كي" نفْسُها حرْفَ تعليل.



س246: مَثِّل بمثالٍ على "إذن"، تكون فيه مستكمِلَةً لشروط النَّصب، وأعربه؟



الجواب:
مثال "إذن" المستوفية للشُّروط: أن يقول لك أحَدُ إخوانك: "سأجتهد في دروسي"، فتقولَ له: "إِذَنْ تنجحَ".

ففي هذا المثال استوفَتْ "إذن" شروطَ النَّصب: فقد أتت في صدْر جملة الجواب، وكانت متَّصِلةً بالفعل، وكان الفعل المضارعُ الواقع بعدها دالاًّ على الاستقبال.

وإعراب هذا المثال هكذا:
إِذَنْ: حرْفُ نصْبٍ وجوابٍ وجزاءٍ، مبْنِيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب.

تنجَحَ: فعل مضارعٌ منصوب بـ"إذن"، وعلامة نصْبِه الفتحة الظَّاهرة على آخره، والفاعل ضميرٌ مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت.



س247: ما الأشياء التي لا يضرُّ الفَصْل بِها بين "إذن" النَّاصبة، والْمُضارع؟


الجواب: لا يُغْتفَر الفصل بين "إذن" النَّاصبة والفعل المضارع، إلاَّ إذا كان الفاصِلُ القسَمَ، أو "لا" النَّافية، وهذا هو الذي أصرَّ عليه ابنُ هشام - رحمه الله - في جميع كتبه.

لكن بعض العلماء جعل الفصل بين "إذن" والمضارع مغتفرًا في مواضِعَ أخرى غير هذين، فجوَّز ابنُ عصفورٍ الفَصْل بالظَّرف أو الجارِّ والمَجْرور، نَحْوُ قولِك: إِذَن - أمامَ الأستاذ، أو في البيت - أُكْرِمَك.

وجوَّز ابنُ باشاذ الفصْلَ بالنِّداء أو بالدعاء.
فالأول كقولك: إذن - يا مُحمَّد - أكرِمَك.
والثانِي: كقولك: إذن - غفر الله لك - أكرمَك.

وجوز الكسائيُّ وهشامٌ الفصلَ بِمَعمول الفعل المضارع، نَحْو قولك: إذن صديقَك أُكْرِمَ.

ولكن قال الشيخ محمد محيي الدِّين - رحمه الله - في "شرح شذور الذَّهَب" ص 274، حاشية: "والذي ذهب إليه المؤلِّف - رحمه الله - أيِ: ابن هشام - من عدم اغتفار الفصل إلاَّ في الحالتين اللَّتَيْن ذكرَهُما، خيْرٌ مِمَّا ذهب إليه هؤلاء جميعًا؛ إذْ لَم يُسْمَع عن العرب الذين يُحْتَجُّ بكلامهم إعمالُ "إذن" مع الفصل بشيءٍ مِمَّا ذكَروه، زيادةً على ما ذكرَه هو.

وإنَّما زادوا هم هذه الأشياء، قياسًا على ما ذكَره الْمُؤلِّف؛ لأنَّهم وجدوها مِمَّا يكثر الاعتراض به بين العامل والمعمول، نحو قولك: أرأيتَ - يا زيد - ما فعَل مُحمَّد؟ وقولك: أسمعت - غفر الله لك - ما قال خالد؟

فأجازوا الاعتراض بِها بين "إذن" ومعمولها؛ من أجْل ذلك، والاعتماد في اللُّغة على النَّص أقوى من الاعتماد على القياس"؛ اهـ.



س248: هل تنصب الفعل إذا قلتَ مُجيبًا: إنِّي إِذَن أكرمك؟ ولماذا؟
الجواب: لا ينصب الفعل "أكرمك" هنا في هذا المثال، ولا تؤثِّر فيه "إذن" النَّصب؛ لأنَّها لَم تأْتِ في صدر جملة الجواب، ولكنَّها جاءت في أثناء الجملة.


س249: ما الصَّوابُ من هاتَيْن العبارتين: إِذَن أكرمَك الآن، بنصب "أُكرمَك"، أم: إذن أكرمُك الآن، برفع "أكرمُك"؟ لماذا؟
الجواب: الصواب من هاتين العبارتين أن تقول: إذن أكرمُك الآن، برفع "أكرمُك"؛ وذلك لأنَّ من شرط نصب "إذن" للفعل المضارع أن يكون دالاًّ على الاستقبال، وهو هنا دالٌّ على الوقت الحاضر، بدلالة قوله في المثال: "الآن".



س250: متى تَنْصِب "أن" مضمرةً جوازًا؟
الجواب: تنصب "أن" مضمرةً جوازًا بعد حرفٍ واحد، وهو لام "كَي".



س251: متَى تنصب "أن" مضمرة وجوبًا؟
الجواب: تنصب "أن" مضمرة وجوبًا إذا جاءت بعد حرفٍ من حروفٍ خَمسة، هي: لامُ الْجُحود، وحتَّى، وفاء السَّببية، وواو المعيَّة، وأو.


س252: ما ضابط لام الجحود؟
الجواب: لام الجحود ضابِطُها أنَّها هي الَّتي تأتي بعد ما يفيد النَّفْي، لكن في "كان" ومشتقَّاتِها، يعني: هي التي تأتي بعد كونٍ منفيٍّ، يعني: تأتي بَعْد "ما كان"، أو "لَم يكن"، أو "غير كائن"، أو ما أشبه ذلك.

فهذه تُسمَّى لامَ الْجُحود، يعني: لام النَّفي.



س253: ما معنى "حتَّى" الناصبة؟
الجواب: اتَّفقَتْ كلمة العلماء على أنَّ "حتى" التي ينتصب بعدها المضارع تأتي بمعنيَيْن:
1- أن تأتي بمعنى "كي"؛ أيْ: أن تُفِيد التعليل، ومعنى التعليل كونُ ما قبل "حتَّى" علَّةً في حصول ما بعدها، نحو قولنا: "أسْلِم؛ حتَّى تدخل الجنَّة"، فإنَّ الإسلام علَّةٌ لدخول الجنَّة.

ونحو: "سأجتهد؛ حتَّى أتفوقَّ"؛ أيْ: كي أتفوق.

2- أن تأتي بمعنى "إلى"؛ أيْ: أن تكون بِمَعنى الغاية، ومعنى الغاية:

كون ما قبل "حتَّى" غايةُ انقضائه - أيِ: انتهائه - ما بعْدَها.

ومثاله: قوله تعالى: ﴿ قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى ﴾ [طه: 91]، وقوله تعالى:﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ﴾ [البقرة: 187].

فالتقدير فيهما: إلى أن يَرْجع إلينا موسى، وإلى أن يتبيَّن لكم الخيط الأبيض.


س254: ما الأشياء التي يَجِب أن يَسبق واحِدٌ منها فاءَ السَّببية أو واوَ المعية؟ مَثِّل لكلِّ ما تذكره؟
الجواب: الأشياء التي يجب أن يسبق واحد منها فاء السببية أو واو المعية تسعة، وهي مجموعة في قول الناظم:
مُرْ وَادْعُ وَانْهَ وَسَلْ وَاعْرِضْ لِحَضِّهِمُ
تَمَنَّ وَارْجُ كَذَاكَ النَّفْيُ قَدْ كَمَلاَ




أوَّلاً - مُرْ: والمُراد به الأمر، والأمر هو الطَّلَب الصادر من العظيم لِمَن هو دونه.

فإذا وقعَت الفاء أو الواو في جواب الأمر، فإنَّ الفعل يُنْصَب بـ"أنْ" مضمرةً بعدَهُما.

ومثال ذلك في الفاء: قول الشاعر:
يَا نَاقُ سِيرِي عَنَقًا فَسِيحَا
إِلَى سُلَيْمانَ فَنَسْتَرِيحَا[1]




والشَّاهد في هذا البيت: قوله: "فنستريحا" حيث نصب الفعلَ المضارع - الذي هو "نستريح" - بـ"أنْ" مُضْمرةً وجوبًا، بعد فاء السببية في جواب الأمر، وهذا على مذهب البصريين.

ومثال ذلك في الواو: قول الشاعر:
فَقُلْتُ: ادْعِي وَأَدْعُوَ إِنَّ أَنْدَى
لِصَوْتٍ أَنْ يُنادِيَ دَاعِيَانِ [2]




والشاهد في هذا البيت: قوله: "وأدعو"؛ حيث نصب الفعل المضارع - الذي هو "أدعو" - بـ"أن" المضمرةِ وجوبًا بعد واو المعيَّة، في جواب الأمر "ادْعِي"، وهذا أيضًا على مذهب البصريين.

ثانيًا - ادْعُ: والمراد به الدُّعاء، والدعاء هو الطَّلَب المُوجَّه من الصغير إلى العظيم.

فإذا وقعت الفاء أو الواو في جواب الدُّعاء، فإنَّ الفعل يُنصب بـ"أن" مضمرةً بعدَهما.

ومثال ذلك في الفاء: قول الشاعر:
رَبِّ وَفِّقْنِي فَلاَ أَعْدِلَ عَنْ
سَنَنِ السَّاعِينَ فِي خَيْرِ سَنَنْ [3]




الشاهد فيه: قوله: "فلا أعدلَ" حيث نصب الفعل المضارع، وهو قوله: "أعدل"، بـ"أن" المضمرة وجوبًا بعد فاء السببيَّة، الواقعة في جواب فعل الدُّعاء، وهو قوله: "وفِّقْ".

ومنه يتبيَّن لك أيضًا أنَّ الفصل بـ"لا" النافية بين الفاء والفعل لا يَمْنع من عمل النصب.

ومثاله في الواو: أن تقول: "ربِّ اهدني، وأعملَ الخير".

ثالثًا - وانْهَ: المراد به النَّهي، والنَّهي هو طلب الكفِّ عن الفعل مِمَّن هو دون الطَّالب، على وجه الاستعلاء.

فإذا وقعَت الفاء أو الواو في جواب الأمر، فإنَّ الفعل ينصب بـ"أن" مضمرةً بعدهما.

ومثال ذلك في الفاء: قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي ﴾ [طه: 81].

ومن أمثلة نصب الفعل المضارع بعد واو المعيَّة في جواب النَّهي: قول أبي الأسود الدُّؤلِي:
لاَ تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ
عَارٌ عَلَيْكَ إِذَا فَعَلْتَ عَظِيمُ [4]




والشاهد فيه: قوله: وتأتيَ، حيث نصب الفعل المضارع الذي هو "تأتي" بـ"أن" المضمرة وجوبًا بعد الواو الدالة على المعية - أيْ: مصاحَبةِ ما بعدها لِما قبلها - في جواب النَّهي المدلول عليه بقوله: "لا تَنْه عن خلُق".

ألسْتَ ترى أنَّ غرض الشاعر أن ينهاك عن أن تنهى أحدًا عن فِعْل أمر قبيح، وأنت تأتي مثل هذا الأمر الذي تنهى عنه؟

رابعًا - سَلْ: والمراد به الاستفهام، فإذا وقعت فاء السببيَّة، أو واو المعية جوابًا لاستفهام فإنَّ الفعل ينصب بـ"أن" مضمرة بعدها.

مثال ذلك في الفاء: قوله تعالى: ﴿ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا ﴾[الأعراف: 53].

ومثاله في الواو: قول الحُطَيْئةِ:
أَلَمْ أَكُ جَارَكُمْ وَيَكُونَ بَيْنِي
وَبَيْنَكمُ الْمَوَدَّةُ وَالإِخَاءُ[5]




الشَّاهد فيه: قوله "ويكونَ" حيث نصب الفعل المضارع، الذي هو قوله "يكون"، بـ"أن" المضمرة وجوبًا بعد واو المعية الواقعة في جواب الاستفهام.

خامسًا وسادسًا - واعْرِضْ لحَضِّهِمُ:
قوله: اعرض، يعني: العَرْض.

وقوله: لِحَضِّهم: يعني: الحث.

والفرق بين التحضيض والعرض: أن التحضيض طلَبٌ بِحَثٍّ وإزعاج وقوة، والعرْض طلب برفق ولين؛ ولِهذا يعرض عليك عرضًا، فيقول: ألاَ تتفضل عندنا فنُكْرِمَك.

أما هذا فيقول: هلاَّ أدبَّتَ ولدك فيستقيم، فبينهما فرق؛ التحضيض حث ٌّبإزعاج وقوة، بعكس العرض.

فإذا وقعت الفاء أو الواو في جواب العرض أو التَّحضيض، فإن الفعل ينصب بـ"أن" مضمرة بعدَهُما.

ومثال نصب الفعل المضارع بعد فاء السببية في جواب العَرْض: قولُ الشاعر:
يَا بْنَ الكِرامِ أَلاَ تَدْنُو فتُبْصِرَ مَا
قَدْ حَدَّثُوكَ فَمَا رَاءٍ كَمَنْ سَمِعَا [6]




الشاهد فيه: قوله: "فتبصرَ"، حيث نصب الفعل المضارع، الذي هو "تُبْصر"، بـ"أن" المضمرة وجوبًا بعد فاء السببية، الواقعة في جواب العَرْض، المدلول عليه بقول: "ألا تدنو".

ومثال نصب الفعل المضارع بعد واو المعية في جواب العرض: أن تقول: "ألا تَنْزل عندنا وتصيبَ خيرًا".

ومثال نصب الفعل المضارع بعد فاء السببية في جواب التحضيض: قولك: "هلاَّ اتَّقيت الله تعالى فيغفرَ لك".

ومثال نصب الفعل المضارع بعد واو المعية في جواب التحضيض: أن تقول: "هلاَّ أكرمت زيدًا ويَشْكرَ".

فالفعلان "يغفرَ، ويشكرَ" فعلان مضارعان منصوبان بـ"أن" المضمرة وجوبًا بعد فاء السببية وواو المعية، الواقعتين في جواب التحضيض، المدلول عليه بقول "هلا اتقيت"، و"هلا أكرمت".

سابعًا - تَمَنَّ: المراد به التمنِّي، والتمنِّي هو طلب ما يتعذَّر، أو يتعسَّر الحصولُ عليه.

فإذا وقعَت الفاء أو الواو في جواب التمنِّي، فإنَّ الفعل يُنصب بـ"أن" مضمرةً بعدَهُما.

ومثال نصب الفعل المضارع بعد فاء السببيَّة في جواب التمنِّي: قوله تعالى: ﴿ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾[النساء: 73].

ومثال نصْب الفعل المضارع بعد واو المعيَّة في جواب التمنِّي: قوله تعالى: ﴿ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنعام: 27].

فالفعلان "أفوزَ، ونكذِّبَ" فعلان مضارعان منصوبان بـ"أن" المضمرة وجوبًا بعد فاء السببية وواو المعيَّة، الواقعتَيْن في جواب التمنِّي، المدلول عليه بقول: "يا ليتني، ويا ليتنا".


فائدةٌ: نَصْب الفعل "نكذِّبَ" في الآية السابقة يدلُّ على أنَّ الفصل بين الواو والفعل لا يَمْنع من عمل النَّصب.


ثامنًا - وارْجُ: المراد به الرجاء، والرجاء هو طلب ما يَقْرب حصوله وهو مرغوب فيه ومَحبوب.

فإذا وقعت الفاء أو الواو في جواب الترجِّي، فإن الفعل ينصب بـ"أن" مضمرة بعدهما.

والفرق بين التمني والترجِّي: أنه إذا كان التعلُّق بأمر مستحيل أو متعسِّر، فهذا تَمنٍّ، وإذا كان بأمر قريب، فهذا ترَجٍّ.

وقد يكون الترجي في الشيء المستحيل، حسب السياق، مثل قوله تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا ﴾ [المؤمنون: 99 - 100]، وهذا غير ممكن.

ومثال نصب الفعل المضارع بعد فاء السببية في جواب الترجي: أن تقول: "لعلَّ الله يشفيني فأزوركَ".

ومثال نصب الفعل المضارع بعد واو المعية في جواب الترجي: أن تقول: "لعلي أراجع الشيخ، ويفهِّمَني المسألة".

فالفعلان "أزورك، ويفهمني" فعلان مضارعان منصوبان بـ"أن" المضمرة وجوبًا بعد فاء السببية وواو المعية، الواقعتين في جواب الترجِّي، المدلول عليه بقول: "لعل الله، ولعلِّي".

تاسعًا - النفي: فإذا وقعَت الفاء أو الواو في جواب النَّفي، فإنَّ الفعل يُنصب بـ"أنْ" مضمرة وجوبًا بعدهما.

ومثال نصب الفعل المضارع بعد فاء السَّببية في جواب النَّفي: قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا ﴾[فاطر: 36].

ومثال نصب الفعل المضارع بعد واو المعية بعد النفي: قوله تعالى: ﴿ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ﴾[آل عمران: 142].

فالفعلان "فيموتوا، ويعلم": فعلان مضارعان منصوبان بـ"أن" المضمرة وجوبًا بعد فاء السببية وواو المعية، الواقعتَيْن في جواب النَّفي، المدلول عليه بقول: "لا يُقضى، ولَمَّا يَعلم".

وبِهذا ينتهي الكلام على الأمور التسعة التي يُنصب الفعلُ المضارع بـ"أن" مضمرة وجوبًا، إذا وقع جوابًا لواحد منها، بعد فاء السببيَّة، أو واو المعية.


س255: أعرب ما يلي:
1- أحبُّ أن تكتبَ.

2- لن تنالَ المَجد حتَّى تلعق الصَّبِر[7].

3- أسلمتُ كي أدخلَ الجنة.

4- جئتُ المسجد لأدرسَ.

5- قال الله تعالى: ﴿ مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ﴾ [آل عمران: 179].

6- قال الله تعالى:﴿ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى ﴾ [طه: 91].

7- ربِّ وفِّقني فأعملَ صالحًا.

8- هل تأتي إلى البيت فأُعلِّمَكَ؟

9- ألا تزورني فأُكْرمَك.

10- هلاَّ أدَّبْت ولدَك فيحترمَك.

11- ليت لي مالاً فأنفقَ منه في سبيل الله.

12- لعل البضائعَ تكثرُ فأشتريَ.

13- قال تعالى: ﴿ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا ﴾ [فاطر: 36].

14- قال تعالى: ﴿ قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ ﴾ [القصص: 17].

15- لا تأكلِ السمكَ وتشربَ اللبنَ.

16- راجع دروسك فتنجحَ.

الجواب:
المثال الأول: أحبُّ أن تكتبَ:

أحبُّ: فعل مضارع مرفوع؛ لتجرُّده من الناصب والجازم، وعلامة رفْعِه الضمَّة الظَّاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: أنا.

أنْ: حرف نصب ومصدَرٍ واستقبال.

تكتب: فعل مضارع منصوب بـ"أن" وعلامة نصبه الفتحة الظَّاهرة، والفاعل ضمير مستترٌ وجوبًا، تقديره: أنت.

و "أن" والفعل بعدها في تأويل مصدرٍ، في محلِّ نصب، مفعولٌ به، والتقدير: أحبُّ كتابتَك.

المثال الثانِي: لن تنالَ المجد حتى تلعق الصبِر:

لن: حرف نصب ونفي واستقبال.

تنالَ: فعل مضارع منصوب بـ"لن" وعلامة نصْبِه الفتحة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: أنت.

المَجدَ: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

حتَّى: حرف غاية وجر، بمعنى "إلى".

تلعقَ: فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة وجوبًا، بعد "حتى" وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: أنت.

و "أن" وما دخلت عليه في تأويل مصدرٍ مجرور بـ"حتَّى"، والتقدير: حتى لَعْقِه الصبِرَ.

الصبِرَ: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.

المثال الثالث: أسلمت كي أدخلَ الجنة:

أسلمتُ: أسلم: فعل ماضٍ مبنِيٌّ على السُّكون؛ لاتِّصاله بتاء الفاعل، والتاء ضمير مبني على الضم في محل رفع فاعل.
كي: حرف مصدر ونصب.

أدخلَ: فعل مضارع منصوب بـ"كي" وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: أنا.

الجنةَ: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.

المثال الرابع: جئت المسجد لأدرسَ:

جئتُ: جاء: فعل ماض مبني على السكون، والتاء تاء الفاعل ضمير مبني على الضم في محل رفعٍ، فاعل.

المسجدَ: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.

لأدرس: اللام لام "كي"، وأدرسَ: فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة - أو مقدرة - جوازًا، بعد لام "كي" وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: أنا.

المثال الخامس: قال الله تعالى: { مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ } [آل عمران: 179]


ما: حرف نفْيٍ، مبنِيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب.

[COLOR=window****]كان: فعل ماض مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب، وهو يَرفع الاسم، وينصب الخبَر.[/COLOR]

[COLOR=window****][/COLOR]
[COLOR=window****][/COLOR]

الله: لفظ الجلالة، اسم "كان" مرفوعٌ بِها، وعلامة رفعه الضَّمة الظاهرة في آخره.

ليذرَ: اللاَّم لام الجحود، وهي حرف جرٍّ مبنيٌّ على الكسر، لا محلَّ له من الإعراب.

ويذَر: فعل مضارعٌ منصوب بـ"أنْ" مضمرة وجوبًا بعد لام الجحود، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.

والفاعل ضمير مستتر جوازًا، تقديره: هو، يعود على الله.

و"أن" المحذوفة مع مدخولها في تأويل مصدر، مجرور باللام.

والجار والمجرور متعلِّق بمحذوف، خبر "كان".

وتقدير الكلام عندهم: ما كان الله مريدًا لِتَرك المؤمنين[8].

المؤمنين: مفعول به منصوبٌ، وعلامة نصبه الياء؛ لأنَّه جمعُ مذكَّرٍ سالِم.

المثال السادس: قال الله تعالى: ﴿ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى ﴾ [طه: 91]
[COLOR=window****]حتَّى: حرف غاية وجر، بمعنى "إلى".[/COLOR]

[COLOR=window****][/COLOR]
[COLOR=window****][/COLOR]
يرجع: فعل مضارع منصوبٌ بـ"أن" مضمرة وجوبًا، بعد "حتَّى"، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، و"أن" وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بـ"حتَّى" والتقدير: حتَّى رجوعِه، والجار والمجرور متعلِّق بـ"نَبْرحَ".

إلينا: إلى: حرف جر، مبنيٌّ على السكون، لا محل له من الإعراب، و "نا" ضمير مبنيٌّ على السكون، في محلِّ جر، اسم مجرور، والجارُّ والمجرور متعلِّقان بالفعل "يرجع".

موسى: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمَّة المقدرة على الألف، منع من ظهورها التعذُّر.

المثال السابع: ربِّ وفقني فأعملَ صالحًا:
ربِّ: منادى حُذِف منه ياء النِّداء، والأصل: "يا ربِّ" وهو منصوبٌ بفتحة مقدَّرة على ما قبْلَ ياء المتكلِّم المَحذوفة؛ اكتفاءً بكسر ما قبلها، منع من ظهورها اشتغالُ المَحلِّ بِحَركة المُناسَبة.

و"ربِّ" مضاف، وياء المتكلم المحذوفة مضافٌ إليه، ضمير مبنيٌّ على السكون في محل جر؛ لأنَّه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب، والأصل: يا ربِّي.

وفِّقني: فعل دعاء[9]، مبنيٌّ على السكون، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: "أنت"، والنون حرف مبنيٌّ على الكسر، وهي نون الوقاية، وياء المتكلم ضمير مبنيٌّ على السكون في محل نصب، مفعول به.

فأعملَ: الفاء فاء السببيَّة.

وأعمل: فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة وجوبًا، بعد فاء السببية، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: أنا.

صالِحًا: مفعولٌ به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

المثال الثامن: هل تأتي إلى البيت فأعلِّمكَ؟
هل: حرف استفهام مبنيٌّ على السكون، لا محل له من الإعراب.

تأتي: فعل مضارع مرفوع؛ لأنَّه لَم يُسبق بناصبٍ، ولا جازم، علامة رفعه الضمَّة المقدَّرة على الياء للثقل، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: "أنت".

إلى: حرف جر، مبنيٌّ على السكون، لا محل له من الإعراب.

البيت: اسم مجرور بـ"إلى"، وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره.

فأعلِّمَك: الفاء فاء السببيَّة، حرف مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.

وأُعَلِّمَ: فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة وجوبًا، بعد فاء السببية، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: أنا.

والكاف ضمير مبنيٌّ على الفتح، في محل نصب، مفعول به.

المثال التاسع: ألا تزورني فأكرمَك:
ألاَ: حرف دالٌّ على العَرْض، مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له منه الإعراب.

تزورني: تزور: فعل مضارع مرفوع؛ لأنه لم يُسبق بناصب، ولا جازم، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، وتقديره: أنت.

والنون حرف مبنيٌّ على الكسر، وهي نون الوقاية.

وياء المتكلم ضمير مبنيٌّ على السكون، في محل نصب، مفعول به.

فأُكْرمَك: الفاء فاء السببية، حرف مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.

وأكرمَ: فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة وجوبًا، بعد فاء السببية، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.

والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: أنا.

والكاف ضمير مبنيٌّ على الفتح، في محل نصب، مفعول به.

المثال العاشر: هلاَّ أدَّبتَ ولدك فيحترمَك:
هلا: أداة تَحضيض.

أدبتَ: أدَّب: فعل ماضٍ مبنيٌّ على السكون؛ لاتِّصاله بضمير الرفع المتحرِّك "التاء".

والتاء تاء الفاعل ضمير مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.

ولدك: ولدَ: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، وهو مضافٌ، والكاف ضمير مبنيٌّ على الفتح في محل جرٍّ، مضافٌ إليه.

فيحترمَك: الفاء فاء السببيَّة، حرف مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.

ويحترمَ: فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة وجوبًا، بعد فاء السببية، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.

والفاعل ضمير مستتر جوازًا، تقديره: هو.

والكاف ضمير مبنيٌّ على الفتح، في محل نصب، مفعول به.

المثال الحادي عشر: ليت لي مالاً فأنفق منه في سبيل الله:
ليت: حرف تَمنٍّ ونَصْب، ينصب الاسم، ويرفع الخبَر.

لي: اللام حرف جر مبنيٌّ على الكسر، لا محلَّ له من الإعراب.

والياء ياء المتكلم ضمير مبنيٌّ على السكون في محل جر، اسم مجرور باللام.

والجار والمجرور متعلقان بمحذوف، في محل رفع، خبر "ليت" مقدَّم.

مالاً: اسم "ليت" مؤخَّرٌ، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

فأنفقَ: الفاء فاء السببيَّة، حرف مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.

وأُنفقَ: فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة وجوبًا، بعد فاء السببية، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: أنا.

منه: من: حرف جر مبني على السكون، لا محلَّ له من الإعراب.

والْهَاء: ضمير مبنيٌّ على الضم، في محل جر، اسم مجرور.

والجار والمجرور متعلقان بالفعل "أنفق".

في: حرف جر، مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب.

سبيل: اسم مجرور بـ"في" وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره، وهو مضاف.

والله: لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره.

المثال الثاني عشر: لعل البضائع تكثر فأشتريَ:
لعل: حرف ترجٍّ ونَصْب، يَرفع الخبَر، وينصب الاسم.

البضائع: اسم "لعل" منصوب بها، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.

تكثر: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضَّمة الظاهرة في آخره، والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره: هي، يعود على البضائع.

والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع، خبر "لعل".

فأشتريَ: الفاء فاء السببية، حرف مبني على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.

وأشتريَ: فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة وجوبًا، بعد فاء السببية، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره[10].

والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: أنا.

المثال الثالث عشر: قال الله تعالى: ﴿ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا ﴾:
لا: حرف نفي مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب.

يقضى: فعل مضارع مبني لما لَم يُسَمَّ فاعله، مرفوعٌ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة، منع من ظهورها التعذُّر.

عليهم: جارٌّ ومجرور، في محل رفع، نائب فاعل "يقضى"، والميم علامة الجمع.

فيموتوا: الفاء فاء السببية.

ويموتوا: فعل مضارع منصوب، بـ"أن" مضمرة وجوبًا، بعد فاء السببية، وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنَّه من الأفعال الخمسة.

والواو ضمير مبنيٌّ على السكون، في محل رفع فاعل.

المثال الرابع عشر: قال الله تعالى: ﴿ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ ﴾ [القصص: 17]
لن: حرف نفي ونصب واستقبال.

أكونَ: فعل مضارع منصوب بـ"لن" وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو يرفع الاسم، وينصب الخبر.

واسمها ضميرٌ مستتر وجوبًا، تقديره: أنا.

ظهيرًا: خبر "كان" منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

للمجرمين: اللاَّم حرف جر.

والمجرمين: اسم مجرور باللام، وعلامة جره الياء؛ لأنَّه جمع مذكر سالم، والجار والمجرور متعلقان بقوله سبحانه: "ظهيرًا".

المثال الخامس عشر: لا تأكلِ السمكَ وتشربَ اللَّبَن:
لا: حرف نَهي، مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب، وهو يَجزم الفعلَ المُضارع.

تأكلِ: فعل مضارع مجزومٌ بـ"لا"، وعلامة جزمه السكون، وإنما حُرِّك بالكسر؛ لالتِقاء الساكنَيْن.

والفاعل ضمير مستتر وجوبًا؛ تقديره: أنت.

السمكَ: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.

و: واو المعية، حرف مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.

تشربَ: فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة وجوبًا، بعد واو المعية، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: أنت.

اللبنَ: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.

وهذا المثال يأتي على ثلاثة أوجه، ويختلف المعنى في كل وجه:
أولاً: إذا قلتُ لك: لا تأكلِ السمك وتشربَ اللبنَ:
فأكلت السَّمك في الصَّباح، وشربت اللَّبن في المساء، فأنت لست عاصيًا؛ لأنِّي إنَّما نَهيتُك عن الجمع بينهما، لأنَّ الواو هنا واو المعيَّة، يعني: لا تأكل هذا مع هذا؛ لا تأكل السَّمك مع شرب اللبن.

ثانيًا: إذا قلتُ لك: لا تأكلِ السمكَ وتشربِ اللبنَ:
فأكلتَ وشربت، فأنت عاصٍ، سواءٌ أكلتَ وشربت في الحال، أو أكلت وشربت بعد مدَّة؛ لأنَّ الواو هنا عاطفة، فالفعلان منهيٌّ عنهما.

ثالثًا: إذا قلتُ لك: لا تأكلِ السمكَ وتشربُ اللبنَ:
فأكلت وشربتَ فأنت عاصٍ في الأول، وهو أكل السمك، ولست عاصيًا في الثاني، وهو شرب اللبن؛ لأنك إذا قلت: لا تأكلِ السمكَ وتشربُ اللبنَ، صارت الواو استئنافية، وتشرب: فعل مضارع مستأنف مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره.

وعليه؛ فإنك لو قلت لولدك: يا ولد، لا تأكلِ السمك، وتشربِ اللبن، فأكَل السمك اليوم، وشَرِب اللبن غدًا، فإنك تعاقبه.

ولو قلت له: لا تأكلِ السمكَ وتشربَ اللبنَ، فأكل السمك اليوم، وشرب اللبن غدًا، فليس عاصيًا؛ لأنَّ النهي إنَّما هو عن الجمع بينهما.

المثال السادس عشر: راجع دروسك فتنجحَ:
راجِع: فعل أمر مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: أنت.

دروسَك: دروس: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

ودروس مضاف، والكاف: ضمير مبنيٌّ على الفتح، في محل جر، مضاف إليه.

فتنجحَ: الفاء فاء السببية، حرف مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.

تنجحَ: فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة وجوبًا، بعد فاء السببية، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: أنت.

س256: ما الفرق بين قولك: "لا تذهب إلى البيت فتنامَ"، بالنَّصب، وبين قولك: "لا تذهب إلى البيت فتنمْ"، بالجزم - في الإعراب والمعنى؟
الجواب:
أولاً: الفرق من جهة المعنى:
الفاء في قولك: "فتنامَ" للسببيَّة، وعليه فالمعنى أنَّك منهِيٌّ عن الذهاب؛ لأنه سبب النوم.

أما معناها في قولك: "فتنَمْ" فهو العطف، فتكون أنت منهيًّا عن الذهاب والنوم، فليس الذهاب هنا سببًا للنوم؛ لأنه قد يذهب إلى البيت ويأكل ويشرب، ثُم ينام.

ثانيًا: من جهة الإعراب:
فقولك: فتنام: فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة وجوبًا، بعد فاء السببية.

وقولك: فتنم: فعل مضارع مجزوم، وعلامة جزمه السكون؛ لأنَّه معطوفٌ على "تذهب"، والمعطوف على المَجزوم مجزوم.

س257: ما معنى "أو" في هذين المثالين:
المثال الأول: لأقتلنَّ الكافرَ أو يُسْلِمَ.

المثال الثانِي: لألْزمنَّك أو تَقْضِيَني حقِّي.

وما ضابِطُ ما ذكَرْت؟


الجواب:
"أو" في المثال الأوَّل بِمعنى "إلاَّ".

وأما في المثال الثاني، فقد ذكر النُّحاة أنَّ "أو" في هذا المثال يصلح أن تكون بمعنى "كي"، وبمعنى "إلاَّ"، وبمعنى "إلَى".

فتكون: بمعنى "كي"؛ لأنَّ ما بعد "أو" في هذا المثال يصح أن يكون علَّةً لِما قبلها، بدليل أنه يصح أن تقول: لألزمنك كي تقضيني حقِّي.

وتكون بمعنى "إلى"؛ لأنه يصح أن يكون ما بعد "أو" غايةً ينتهي إليها ما قبلها؛ بدليل أنه يجوز لك أن تقول: لألزمنك إلى أن تقضيني حقِّي.

وتكون بمعنى "إلاَّ"؛ لأنَّه يصحُّ أن يكون ما بعد "أو" مستثنًى من استمرار ما قبلها في الأزمنة المستقبليَّة، بدليل أنَّه يصح لك أن تقول: لألْزمنك إلاَّ أن تقضيني حقِّي؛ أيْ: ليكوننَّ لزومي إيَّاك مستمِرًّا في جميع أوقات المستقبل، وينقطع في الزمن الذي تقضيني فيه حقِّي.

وقد وضع العلماءُ ضابطًا للفرق بين "أو" التي بِمَعنى "إلى"، و "أو" التي بمعنى "إلاَّ"، وحاصله أنَّ ما قبل "أو" إن كان ينقضي شيئًا فشيئًا، كانت "أو" بِمعنى "إلى"، وإن كان ما قبل "أو" ينقضي دفعة واحدة، كانت "أو" بمعنى "إلاَّ".

فقولك: "لأقتلن الكافر أو يسلم"، "أو" هنا - كما سبق - بِمعنى "إلاَّ"؛ لأنَّ القتل ينقضي دفعة واحدة.

وقولك: "لألزمنك أو تقضيني حقِّي"، قد سبق توجيهُه، مما يُغني عن إعادته مرَّة ثانية.

ومن أمثلة "أو" التي بمعنى "إلى" أن تقول: "لأسيرَنَّ أو أدخل البلد"، فالمعنى: إلى أن أدخل البلد، "لأقيمن عندك أو تطلع الشمسُ"، فالمعنى: إلى أن تَطْلع الشمس.

ومثال "أو" التي بمعنى "إلا" أن تقول: "لأوبخنَّك أو تَصْدقني القول".

فالمعنى: إلا أن تصدقني القول؛ لأنه يتكلَّم مرة واحدة، أما لو كان يتكلم مرارًا، فإنَّ التوبيخ يكون في كلِّ مرة، فيكون مُمتدًّا، وتكون "أو" بمعنى "إلى".

[1] البيت لأبي النجم العجلي، واسمه الفَضْل بن قُدَامة، وقد استَشْهد بِهذا البيتِ ابنُ هشامٍ في "أوضح الْمَسالك"، 4/ 165، والشاهد رقم (501)، والأشموني في شرحه على الألفيَّة 3/ 208، الشاهد رقم (1031)، وابن عقيل في شرحه على الألفيَّة 2/ 4/ 12، الشاهد رقم (324)، والبيت موجود في الرجز لأبي النَّجم في "الدُّرر" 3/ 52، 4، 79، و"الكتاب" 3/ 35، و"المقتضب" 4/ 14.

[2] البيت للأعشى في "الدُّرر" 4/ 85، و"الرد على النُّحاة" ص 128، و"الكتاب" 3/ 45، وليس في ديوانه، وللفرزدق في "أمالي الغالي" 2/ 90، وليس في ديوانه، ولدثار بن شيبان النمري في "الأغاني" 2/ 159، و"سمْط اللآلئ" ص 726، انظر تخريجه بأكثر من هذا في "شرح الأشموني" 3/ 216.

[3] البيت بلا نسبة في "الدُّرر" 4/ 80، و"شرح ابن عقيل" 2/ 4/ 12، و"شرح قطر النَّدى" ص 69، و"المقاصد النحوية" 4/ 338، و"همع الهوامع" 2/ 11.

[4] في "ديوانه" ص 404، والبيت الرابع، وهو موضع الشاهد لأبي الأسود في "الأزهية" ص 234، و"شرح التصريح" 2/ 283، و"هَمْع الهوامع" 2/ 13 وانظر "شرح الأشموني" 3/ 216.

[5] في ديوانه ص 54، و"الدرر" 4/ 88، و"الرد على النحاة" ص 128، و"شرح أبيات سيبويه" 2/ 73، وانظر "شرح الأشموني" 3/ 218.

[6] البيت بلا نسبة في "الدرر" 4/ 82 و"شرح التصريح" 2/ 239 و"شرح ابن عقيل" 2/ 4/ 13 و"شرح قطر الندى" ص72 و"المقاصد النحوية" 4/ 389 و"همع الهوامع" 2/ 12 .

[7] الصَّبِر - بكسر الباء -: الدَّواء الْمُرُّ، ولا يُسَكَّن إلا في ضرورة الشِّعر؛ "مختار الصّحاح" (ص ب ر).

[8] ولا يُقال: لوَذر المؤمنين.
قال ابن الأثير - رحمه الله - في "النهاية" مادة (وذر): "وحكم "يذَر" في التصرُّف حكم "يدَعُ" وأصْلُه: وَذِرَهُ يذَرُه كوَسِعَه يسَعُه، وقد أُمِيتَ ماضيه ومصْدَرُه، فلا يقال: وذِرَه، ولا وذْرًا، ولا واذِرًا، ولكنْ ترَكَه تركًا، وهو تارِك"؛ اهـ.

[9] ولا يُقال: فِعْل أمر؛ لأنَّ الأمر لا يوجَّه إلى الْخَالق، فالخالق آمِرٌ، وليس بِمَأمور.

[10] ظهرَت الفتحة هنا على الياء؛ لِخِفَّتِها.




رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Literature_Language/0/41226/#ixzz1wGdlYgne
التوقيع

ياليتني سحابة تمر فوق بيتك أمطرك بالورود والرياحين
ياليتني كنت يمامة تحلق حولك ولاتتركك أبدا

هجرة








التعديل الأخير تم بواسطة نصرة مسلمة ; 06-09-2012 الساعة 12:11 AM
رد مع اقتباس