وإذا نظرنا إلى المدة الزمنية التي تحدد العامل الزمني في إطلاق مصطلح السلف على من أدركها ، نجدها تنتهي بتغيير العقيدة المعتمدة على مستوى الخلافة الإسلامية من الطريقة السلفية إلى الطريقة الاعتزالية ، وذلك إلى حدود العشرين ومائتين ،
كما أشار إلى ذلك ابن حجر بقوله : ( واتفقوا أن آخر من كان من أتباع التابعين ـ ممن يقبل قوله ـ من عاش إلى حدود العشرين ومائتين ، وفي هذا الوقت ظهرت البدع ظهورا فاشيا ، وأطلقت المعتزلة ألسنتها ، ورفعت الفلاسفة رؤوسها ، وامتحن أهل العلم ليقولوا بخلق القران ، وتغيرت الأحوال تغيرا شديدا ، ولم يزل الأمر في نقص إلى الآن ، وظهر قوله - صلى الله عليه وسلم - : ثم يفشو الكذب ظهورا بينا حتى يشمل الأقوال والأفعال والمعتقدات ، والله المستعان ) (1) .
الزمني فهذه الفترة الزمنية فترة العصر الذهبي ، الذي يمثل نقاء الفهم والتطبيق لكل ما ورد في الكتاب والسنة ، وذلك قبل ظهور المذاهب التي وفدت بعد الفتوحات ، وأدخلت مختلف الفلسفات غير الإسلامية .
فعصر السلف الصالح يمتد من زمن النبوة إلى زمن المحنة ، عندما تولى أهل الاعتزال إدارة الخلافة الإسلامية في عهد الخليفة المأمون ، من خلفاء بنى العباس ، حيث فرض على الناس مذهبهم بقوة الدولة ، وامتحن علماء السلف في قضية خلق القرآن ، وتعطيل الصفات الإلهية .
__________
(1) بن حجر 7/6 .
|