عرض مشاركة واحدة
  #31  
قديم 04-21-2012, 09:17 PM
نصرة مسلمة نصرة مسلمة غير متواجد حالياً
" مزجت مرارة العذاب بحلاوة الإيمان فطغت حلاوة الإيمان "
 




افتراضي

س وج على شرح المقدمة الآجرومية (21/44)

أسئلة على باب المعربات



س193: ضع كلَّ كلمة من الكلمات الآتية في جملةٍ مفيدة، بحيث تكون منصوبةً، وبيِّن علامة نصبِها:
الجوُّ، الغبار، الطريق، الحَبل، مشتَعِلة، القُطن، المدرسة، الثَّوبان، المُخْلصون، المسلمات، أبي، العُلا، الراضي.
الجواب:
الكلمة

الجملة

علامة النصب

الجوُّ
رأيتُ الجوَّ مليئًا بالأتربةِ
الفتحة
الغبار
إنَّ الغبارَ يضر جهاز التنفس
الفتحة
الطريق
﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا ﴾ [النساء: 168]
الفتحة
الحبل
﴿ فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ ﴾ [الشعراء: 44]
الفتحة
مشتعلة
ظلت النارُ مشتعلةً في الدار حتى أتى رجال الإطفاء
الفتحة
القطن
إنَّ القطنَ المصري من أفضل أنواع القطن في العالَم.
الفتحة
المدرسة
إنَّ المدرسةَ من أهم حقول التعليم
الفتحة
الثوبان
لبست ثوبَيْن جديدين في العيد
الياء


الكلمة

الجملة

علامة النصب

المخلصون
﴿ فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ * إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ﴾ [الصافات: 127 - 128]
الياء
المسلمات
﴿ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ﴾ [الأحزاب: 35]
الكسرة
أبي
﴿ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ﴾ [القصص: 25]
الفتحة المقدَّرة
العُلا
من طلب العُلا سهر الليالي
الفتحة المقدَّرة
الراضي
إنَّ الراضيَ بقضاء الله يحبُّه الله
الفتحة





س194: ضع كلَّ كلمة من الكلمات الآتية في جملة مفيدة، بحيث تكون مخفوضةً، وبيِّن علامة خفضِها:
أبوك، المهذَّبون، القائمات بواجبهن، المفترس، أحمد، مستديرة، الباب، النَّخلتان، الفأرتان، القاضي، الورى.
الجواب:

الكلمة

الجملة

علامة الخفض

أبوك
﴿ ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ ﴾ [يوسف: 81]
الياء
المهذَّبون
إنَّ على المهذَّبين أن يَحترموا آباءهم
الياء
القائمات بواجبهن
مررت بالقائماتِ بواجبهنَّ
الكسرة
المفترس
نظرت إلى الأسد المفترسِ في القفَص
الكسرة
أحمد
نظرت إلى أحمدَ وهو يُذاكِر دروسَه
الفتحة
مستديرة
جلست على منضدةٍ مستديرةٍ
الكسرة
الباب
﴿ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ ﴾ [يوسف: 25]
الكسرة
النخلتان
نظرت إلى نخلتَيْن طويلتين
الياء
الفأرتان
نظرت إلى الفأرتين في الحجرة
الياء
القاضي
على القاضي أن يراقب ربَّه فيما يصدره من أحكام
الكسرة المقدَّرة
الورى
إن محمدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم - من أفضل الورى[1]
الكسرة المقدرة




س195: ضع كلَّ كلمة من الكلمات الآتية في جملة مفيدة، بحيث تكون مرفوعةً، وبيِّن علامة رفعها.
أبويه، المصلحين، المرشد، الغزاة، الآباء، الأمهات، الباقي، ابني، أخيك.
الجواب:

الكلمة
الجملة
علامة رفعها
أبويه
﴿ وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ ﴾ [الكهف: 80]
الألف
المصلحين
المُصْلِحون هم خيرُ الناس
الواو
المرشد
المرشدُ إلى الخير يُحِبُّه الله - عزَّ وجلَّ -
الضمة
الغزاة
المسلمون الغزاةُ فتحوا مشارق الأرض ومغاربها
الضمة
الآباء
﴿ مَا يَعْبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ ﴾ [هود: 109]
الضمة
الأمهات
﴿ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ ﴾ [المجادلة: 2]
الضمة
الباقي
ليس الباقي من أسماء الله الحسنى
الضمة المقدرة
ابني
يلعب ابني بالكرة في الحجرة
الضمة المقدرة
أخيك
﴿ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [يوسف: 69]
الواو


س196: بيِّن في العبارات الآتية المرفوعَ والمنصوب والمجزوم من الأفعال، والمرفوعَ والمنصوب والمخفوضَ من الأسماء، وبيِّن مع كلِّ واحدٍ علامةَ إعرابه:
استشار عمرُ بن عبدالعزيز في قومٍ يَستعملهم، فقال له بعضُ أصحابه: عليك بأهل العُذْر، قال: ومَن هم؟ قال: الذين إنْ عدَلُوا فهو ما رجوت، وإن قصَّروا قال الناس: قد اجتَهد عُمَر.

أحضر الرَّشيدُ رجلاً لِيُوَلِّيَه القضاء، فقال له: إنِّي لا أُحْسِن القضاء، ولا أنا فقيه، فقال الرشيد: فيك ثلاث خلال: لك شرَفٌ، والشَّرَف يَمنع صاحبه من الدَّناءة، ولك حِلْم يَمنعك من العجلة، ومن لم يَعْجل قلَّ خطؤه، وأنت رجلٌ تُشاوِر في أمرك، ومن شاور كثر صوابه، وأمَّا الفقه، فسيَنضمُّ إليك مَن تتفقَّه به، فوَلِيَ فما وجدوا فيه مَطعنًا.
الجواب:

الاسم
الفعل
بيان نوع الإعراب
بيان علامة الإعراب
عمر

الرفع
الضمة
ابن

الرفع
الضمة
عبد

الخفض
الكسرة
العزيز

الخفض
الكسرة
قوم

الخفض
الكسرة
بعض

الرفع
الضمة

يَستعملهم
الرفع
الضمة
أصحابه

الخفض
الكسرة
أهل

الخفض
الكسرة
العُذر

الخفض
الكسرة
الناس

الرفع
الضمة
عمر

الرفع
الضمة
الرَّشيد

الرفع
الضمة
رجلاً

النصب
الفتحة

يولِّيَه
النصب
الفتحة
القضاء

النصب
الفتحة

أُحْسِنُ
الرفع
الضمة
القضاء

النصب
الفتحة


الاسم
الفعل
بيان نوع الإعراب
بيان علامة الإعراب
فقيهٌ

الرفع
الضمة
الرَّشيد

الرفع
الضمة
ثلاثُ

الرفع
الضمة
خلالٍ

الخفض
الكسرة
شرف

الرفع
الضمة
الشَّرف

الرفع
الضمة

يمنع
الرفع
الضمة
صاحبه

النصب
الفتحة
الدناءة

الخفض
الكسرة
حلم

الرفع
الضمة

يمنعك
الرفع
الضمة
العجلة

الخفض
الكسرة

يعجَلْ
الجزم
السكون
خطؤه

الرفع
الضمة
رجل

الرفع
الضمة

تشاور
الرفع
الضمة
أمرك

الخفض
الكسرة
صوابه

الرفع
الضمة
الفقه

الرفع
الضمة

فسينضمُّ
الرفع
الضمة

تتفقَّه
الرفع
الضمة
مطعنًا

النصب
الفتحة



س197: ثَنِّ الكلمات الآتية، ثم استعمِل كلَّ مثنًّى في جملتين مفيدتين، بحيث يكون في واحدة من الجملتين مرفوعًا، وفي الثانية مخفوضًا:
الدَّواة، الوالد، الحديقة، القلم، الكتاب، البلد، المعهَد.
الجواب:

الكلمة
تثنيتها
وضعها في جملة تكون فيها مرفوعة
وضعها في جملة تكون فيها مخفوضة
الدواة
الدَّواتان
هاتان الدَّواتان أكتُب بِهما
نظرت إلى الدواتين على المكتب
الوالد
الوالدان
﴿ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ ﴾ [النساء: 7]
﴿ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [البقرة: 83]
الحديقة
الحديقتان
هاتان الحديقتان جَميلتان
مررت بحديقتين جميلتين
القلم
القلمان
هذان القلَمان لك
نظرت إلى قلمين جميلين
الكتاب
الكتابان
هذان الكتابان روحي
قرأت في الكتابين بحثًا جيدًا
البلد
البلدان
كان هذان البلدان مسلمين
أهل هذين البلدين من أفضل الناس
المعهد
المعهدان
هذان المعهدان يعلِّمان العلوم الشرعيَّة
التحقت بالمعهدين؛ حتَّى أحفظ القرآن


س198: اجمع الكلمات الآتية جمْعَ مذكَّرٍ سالمًا، واستعمل كلَّ جمع في جملتين مفيدتين، بشرط أن يكون مرفوعًا في إحداهما، ومنصوبًا في الأخرى:
الصالح، المذاكر، الكسل[2]، المتَّقي، الراضي، محمد.
الجواب:

الكلمة
جمع مذكر سالمًا
وضع هذا الجمع في جملة يكون فيها مرفوعًا
وضع هذا الجمع في جملة يكون فيها منصوبًا
الصالح
الصالحون
﴿ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ﴾ [الأنبياء: 105]
﴿ إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ﴾ [الأعراف: 196]
المذاكر
المذاكرون
هؤلاء المذاكِرون سيَنجحون في الامتحان - إن شاء الله -

رأيت المذاكرين يجتهدون في طلب العلم الشرعي
الكسل
الكَسِلُون
هؤلاء الكَسِلون
لن ينجحوا في الامتحان
إنَّ هؤلاء الكَسِلين عن أداء واجبهم من شرِّ الناس
المتقي
المتقون
﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 177]
﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ * فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴾ [الدخان: 51 - 52]
الراضي
الراضون
الراضون بقضاء الله يحبهم الله
إن الرَّاضين بقضاء الله لهم مقامٌ طيِّب عنده سبحانه
محمد
محمَّدون
جاء المحمدون
رأيت المحمَّدِين يصلون في المسجد


س199: ضع كلَّ فعلٍ من الأفعال المُضارِعة الآتية في ثلاث جملٍ مفيدة؛ بشرطِ أن يكون مرفوعًا في إحداها، ومنصوبًا في الثانية، ومجزومًا في الثالثة: يلعب، يؤدِّي واجبه، يسأمون، تحضرين، يرجو الثواب، يسافران.
الجواب:

الفعل المضارع
وضْعه في جملة يكون فيها مرفوعًا
وضْعه في جملة يكون فيها منصوبًا
وضعه في جملة يكون فيها مجزومًا
يلعب
محمدٌ يلعبُ أمامَ منـزلِه
محمدٌ لن يلعبَ بالشطرنج[3]
محمدٌ لم يلعبْ بالأمس
يؤدي واجبه
إبراهيم يؤدي واجبه جيدًا
الكَسِلُ لن يؤدِّيَ واجبَه
الكسلان لم يؤدِّ واجبه
يسأمون
المسلمون يسأمون الظُّلم
الكفار لن يسأموا الظلم
الكفار لم يسأموا بغض الإسلام وأهله
تحضرين
متى تحضرين إلى المسجد؟
سعاد، لماذا أبيت أن تحضري إلى المسجد؟
أنت لم تحضري الاجتماع
يرجو الثواب
المسلم يرجو الثواب من ربِّه
الكافر لن يرجو الثواب من ربِّه
الكافر لَم يرجُ الجنة في حياته
يسافران
الصديقان يسافران معًا لطلب العلم الشرعي
المسلمان لن يسافرا لارتكاب المعاصي في بلاد الكفر
المسلمان لم يسافرا إلى بلاد الكفر



س200: إلى كم قسمٍ تَنقسم المُعْرَبات؟
الجواب: المعربات قسمان: قسم يُعرَب بالحركات، وقسمٌ يعرَب بالحروف.

س201: ما المعرَبات التي تُعرب بالحركات؟
الجواب: الذي يعرب بالحركات أربعة أنواع: الاسمُ المفرد، وجمع التَّكسير، وجمع المؤنَّثِ السالِمُ، والفعل المضارعُ الذي لم يتَّصِل بآخره شيءٌ.

وكلُّها تُرفَع بالضمة، وتنصب بالفتحة، وتخفض بالكسرة، وتُجزم بالسكون.

وخرج عن ذلك ثلاثةُ أشياء: جمعُ المؤنث السالم، يُنصَب بالكسرة، والاسم الذي لا ينصرف يُخفَض بالفتحة، والفعل المضارع المعتلَّ الآخر يُجزم بحذف آخره.



س202: ما المعربات التي تعرب بالحروف؟
الجواب: المعربات التي تعرب بالحروف أربعة أنواع: التَّثنية، وجمع المذكَّر السالم، والأسماء الخمسة، والأفعال الخمسة، وهي: يَفْعلان، وتفعلان، ويفعلون، وتَفعلون، وتفعَلِين.


س203: مَثِّل للاسم المفرد المنصَرِف في حالة الرَّفع والنصب والخفض، ومَثِّل لجمع التكسير كذلك؟
الجواب:
أوَّلاً: مثال الاسم المفرد المنصَرِف:
1 - في حالة الرَّفع: قال تعالى: ﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ﴾ [آل عمران: 144].
فـ"محمد، ورسول " اسمان مفرَدان منصَرِفان مرفوعان.

2 - في حالة النَّصب: قال تعالى: ﴿ وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا ﴾ [المعارج: 10].
فـ"حميمًا" اسم مفرد منصرِفٌ منصوب.

3 - في حالة الخفض: قال تعالى: ﴿ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴾ [الرعد: 14].
فـ"ضلال" اسم مفرد منصرف مجرور.

ثانيًا: مثال جمع التكسير المنصرف:
1 - في حالة الرفع قال تعالى: ﴿ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴾ [يوسف: 39].
فـ"أرباب" جمع تكسير منصرف مرفوع.

2 - في حالة النصب: قال تعالى: ﴿ لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا ﴾ [المائدة: 70].
فـ"رسلاً" جمع تكسير منصرف منصوب.

3 - في حالة الخفض: قال تعالى: ﴿ قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ﴾ [الأعراف: 38]
فـ"أمم" جمع تكسير منصرف مجرور.



س204: بِمَاذا ينصب جمع المؤنث السالم؟
الجواب: ينصب جمع المؤنث السالم بالكسرة، نيابةً عن الفتحة.

س205: مَثِّل لجمع المؤنث السالم في حالة النصب والخفض؟
الجواب:
أولاً: مثال جمع المؤنث السالم في حالة النَّصب: قال تعالى: ﴿ فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا ﴾ [فاطر: 27].
فـ"ثمرات" جمع مؤنَّث سالم منصوب بالكسرة، نيابة عن الفتحة.

ثانيًا: مثال جمع المؤنث السالم في حالة الخفض: قال تعالى: ﴿ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الأعراف: 168].
فـ"الحسنات، والسيئات" جمعا مؤنث سالمان مجروران بالكسرة.

س206: بماذا يخفض الاسم الذي لا ينصرف؟ ثم مَثِّل للاسم الذي لا ينصرف في حالة الخفض والرفع والنصب؟
الجواب:
يخفض الاسم الذي لا ينصرف بالفتحة، نيابة عن الكسرة.
أولاً: مثال الاسم الذي لا ينصرف في حالة الرفع: قال تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا ﴾ [البقرة: 126].
فـ"إبراهيم" اسمٌ لا يَنصرف، للعلميَّة والعُجمة، وهو مرفوع على الفاعلية.

ثانيًا: مثال الاسم الذي لا ينصرف في حالة النَّصب: قال تعالى: ﴿ أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ﴾ [البقرة: 140].
فكلٌّ من: "إبراهيم، إسماعيل، وإسحاق، ويعقوب" ممنوع من الصرف؛ للعلمية والعجمة، وهي منصوبة.

ثالثًا: مثال الاسم الذي لا يَنصرف في حالة الخفض: قال تعالى: ﴿ يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ ﴾ [سبأ: 13].
فكلٌّ من: "محاريبَ، وتماثيل" ممنوعٌ من الصرف؛ لأنَّه جاء على صيغة منتهى الجُموع، وهما مَجروران بالفتحة، نيابةً عن الكسرة؛ لأنَّهما مَمنوعان من الصَّرف.


س207: بِماذا يُجزم الفعل المضارع المعتلُّ الآخر؟
الجواب: يجزم الفعل المضارع المعتل الآخر بحذف حرف العلة.


س208: مَثِّل للمضارع المعتَلِّ الآخر في حالة الجزم؟
الجواب: مثال الفعل المضارع المعتل في حالة الجزم: قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ ﴾[المؤمنون: 117].

فالفعل "يَدْعُ" فعلٌ مضارع معتلُّ الآخر؛ فإنَّ أصله "يدعو"، فلمَّا دخلت عليه "مَن" الشرطية الجازمة، جزمَتْه، وعلامة جزمه حذف حرف العلَّة "الواو".


س209: ما هي المعربات التي تُعرب بالحروف؟
الجواب: المعربات التي تعرب بالحروف أربعة أنواع، هي:
1 - التثنية "المثنَّى".
2 - جمع المذكَّر السالم
3 - الأسماء الخَمْسة.
4 - الأفعال الخمسة.


س210: بِماذا يُرفع المثنَّى؟ وبماذا ينصب ويخفض؟
الجواب: حكم المثنَّى: أنَّه يُرفع بالألف، نيابةً عن الضمَّة، وينصب ويُخفض بالياء، المفتوحِ ما قبْلَها، المكسورِ ما بعدَها، نيابةً عن الفتحة أو الكسرة.


س211: بِماذا يُرفع جَمع المذكَّر السالِمُ؟ وبِماذا ينصب ويخفض؟
الجواب: حُكم جمع المذكَّر السالم: أنه يُرفع بالواو، نيابةً عن الضمَّة، وينصب ويُخفض بالياء، المكسور ما قبلها المفتوح ما بعدها، نيابةً عن الفتحة أو الكسرة.


س212: مَثِّل للمثنى في حالة الرَّفع والنَّصب والخفض، ومثِّل لجمع المذكر السَّالم كذلك؟
الجواب:
أولاً: مثال المثنَّى:
1 - في حالة الرفع: قال تعالى: ﴿ قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ ﴾ [المائدة: 23].
فـ"رجلان" مثنى مرفوع، وعلامة رفعه الألف، نيابةً عن الضمة.

2 - في حالة النصب: قال تعالى: ﴿ وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ ﴾ [الكهف: 80].
فـ"مؤمِنَيْن" مثنًّى منصوبٌ، وعلامة نصبه الياء، نيابةً عن الفتحة.

3 - في حالة الخفض: قال تعالى:﴿ قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ ﴾ [آل عمران: 13].
فـ"فئتين" مثنًّى مخفوض، وعلامة خفضه الياء، نيابةً عن الكسرة.

ثانيًا: مثال جمع المذكر السالم:
1 - في حال الرفع: قال تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [المؤمنون: 1].
فـ"المؤمنون" جمع مذكَّر سالِم مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابةً عن الضمة.

2 - في حالة النصب: قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ﴾ [النساء: 145].
فـ"المنافقين" جمع مذكر سالم منصوب، وعلامة نصبه الياء، نيابةً عن الفتحة.

3 - في حالة الخفض: قال تعالى: ﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ﴾ [الأحزاب: 23].
فـ"المؤمنين" جمع مذكر سالِم، مَخفوض، وعلامة خفضه الياء، نيابة عن الكسرة.


س213: بِماذا تُعرب الأسماء الخمسة في حالة الرَّفع والنَّصب؟ وبِماذا تخفض؟
الجواب:
تُرفع الأسماء الخمسة بالواو، نيابةً عن الضمة، وتنصب بالألف، نيابةً عن الفتحة، وتُجَرُّ بالياء، نيابة عن الكسرة.


س214: مَثِّل للأسماء الخمسة في حالة الرفع والنصب، ومَثِّل للأفعال الخمسة في أحوالها الثلاثة؟
الجواب:
أولاً: مثال الأسماء الخمسة:
1 - في حالة الرفع: قال تعالى: ﴿ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ ﴾ [النجم: 5 - 6].
فـ"ذو" من الأسماء الخمسة، وهي مرفوعة بالواو، نيابة عن الضمة.

2 - في حالة النصب: قال تعالى: ﴿ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا ﴾ [الأعراف: 73].
فـ"أخاهم" من الأسماء الخمسة، وهي منصوبة بالألف، نيابة عن الفتحة.

ثانيًا: مثال الأفعال الخمسة:
1 - في حالة الرفع: قال تعالى: ﴿ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ ﴾ [طه: 63].
فـ"يريدان" فعل من الأفعال الخمسة، وهو مرفوع بثبوت النون، نيابة عن الضمة.

2 - في حالة النصب: قال تعالى: ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ﴾ [آل عمران: 92].
فالفعلان "تنالوا، وتنفقوا" منصوبان، وعلامة نصبهما حذف النون، نيابة عن الفتحة.

3 - في حالة الجزم: قال تعالى: ﴿ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ ﴾ [البقرة: 24].
فالفعل "تفعلوا" الأول مَجزوم، وعلامة جزمه حذف النُّون؛ نيابة عن السكون.


س215: في ماذا يشترك المثنَّى وجمع المذكَّر السالم في الإعراب؟
الجواب: يشترك كلٌّ من جمع المذكر السالم والمثنى في حالة الخفض والنَّصب، فكِلاهُما ينصب ويُخفَض بالياء؛ نيابةً عن الفتحة والكسرة.


س216: في ماذا يشترك جمع المذكر السالم والأسماء الخمسة في الإعراب؟
الجواب:
يَشتركان في حالة الرفع والخفض؛ فكلاهما يرفع بالواو، نيابةً عن الضمة، وكلاهما يُخفض بالياء نيابةً عن الكسرة.


س217: في ماذا تشترك الأسماء الخمسة والمثنَّى؟
الجواب: يَشتركان في حالة الخفض فقط، فكلاهما يخفض بالياء، نيابةً عن الكسرة.



[1] الورى: كفَتَى: الخَلْق؛ "القاموس المحيط" (و ر ى).
فائدة: سُئِل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - كما في لقاءات الباب المفتوح 3/ 163 -: هناك أحد الأساتذة يقول: إنَّ قولنا عن النبِيِّ - صلَّى الله عليه وسلم -: "أشرف الخلق" لا يَصِحُّ، وإن هذا من عبارات التصوُّف، واستدلَّ بقوله تعالى: ﴿ وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 8] يقول: إنَّنا لا نُحْصِي خلْقَ الله تعالى حتَّى ندعو نبِيَّنا محمَّدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم - هو من أشرفها؟
فأجاب - رحمه الله -: المشهورُ عند كثيرٍ من العلماء إطلاقُ هذه العبارات أنَّ محمدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم - أفضَلُ الخلق، كما قال الناظم:
وَأَفْضَلُ الْخَلْقِ عَلَى الإِطْلاَقِ
نَبِيُّنَا فَمِلْ عَنِ الشِّقَاقِ



لكنَّ الأحوطَ والأسلم أن نقول: إنَّ محمَّدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم - سيِّدُ ولد آدم، وأفضَلُ البشَر، وأفضل الأنبياء، أو ما أشبه ذلك؛ اتِّباعًا لما جاء به النَّص، ولا أعلم إلى ساعتي هذه أنَّه جاء أن النبِيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أفضل الخلق مطلقًا في كلِّ شيء.
وأما الاستدلال بالآية: ﴿ وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 8] ففي غير محلِّه؛ لأنَّ هذه الآية في المركوبات، قال الله تعالى: ﴿ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 8]؛ يعني: مِمَّا تَركبون، وهو أيضًا يَخلق ما لا نعلم من غيْرِ ما نَركب، لكنَّ الاستدلال بِهذه الآية على أنَّه يُمكن أن يَخلق اللهُ تعالى خلقًا خيرًا من محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيه نظَرٌ، الأسلم أنَّ الإنسان في هذه الأمور يتحرَّى ما جاء به النصُّ.
مثلاً لو قال قائل: هل فضَّل الله بني آدم عمومًا على جميع المخلوقات؟ قلنا: لا؛ لأنَّ الله تعالى قال: ﴿ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ﴾ [الإسراء: 70] ما قال: على كلِّ ما خلقنا.
فمِثل هذه الإطلاقات ينبغي على الإنسان أن يتقيَّد فيها بِما جاء به النصُّ فقط، ولا يتعدَّى، والحمد لله نعلم أنَّ محمَّدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم - خاتم النبيِّين، وأشرف الرُّسل، وأفضلهم، وأكرمهم عند الله - عزَّ وجلَّ - وأدلة ذلك من القرآن والسُّنة الصحيحة معروفةٌ مشهورة.
وأمَّا ما لم يَرِدْ به دليلٌ صحيح، فإنَّ الاحتياط أن تتورَّع عنه، أمَّا كون هذه من عبارات الصُّوفية أو غير الصوفية، فلا أدري، لكنَّه مشهورٌ عند كثيرٍ من العلماء، تَجِدُهم يقولون: إنَّ محمدًا أشرف الخَلْق.
[2] يُقال: كَسِلَ عن الشَّيء يَكْسَلُ كسَلاً: تثاقل وفتر عمَّا لا ينبغي أن يتثاقل عنه، فهو كَسِلٌ وكَسْلان؛ "المعجم الوسيط" (ك س ل).
و"كَسِلٌ" على وزن "فَعِل" وفعل من صِيَغ المبالغة، وصِيَغُ المُبالَغة إنَّما يُؤتى بها؛ لإفادة المبالَغة والتكثير؛ أي: إنَّه ذو كسَلٍ شديد.
[3] الشِّطْرَنْجُ، ولا يُفتَح أوَّلُه: لعبةٌ معروفة، والسِّين لغة فيه، من الشطارة، أو من التسْطير، أو معرَّب؛ "القاموس المحيط" (ش ط ر ج)، وانظر: "كف الرَّعاع عن مُحَرَّمات اللَّهو والسَّماع، لابن حجر الهيتمي ص 115.
وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله - كما في "مجموع الفتاوى" 32/ 216 عن اللَّعِب بالشِّطْرنج: أحَرامٌ هو، أم مكروه، أم مباح؟ فإن قُلتم: حرامٌ، فما الدَّليل على تَحريمه؟ وإن قلتم: مكروه، فما الدليل على كراهته؟ أو مباح، فما الدليل على إباحته؟
فأجاب - رحمه الله -: الحمد لله ربِّ العالمين، اللعب بِها منه ما هو مُحرَّمٌ متَّفقٌ على تحريمه، ومنه ما هو محرَّم عند الجمهور، ومكروهٌ عند بعضهم، وليس من اللَّعِب بِها ما هو مباحٌ مستوِي الطَّرَفين عند أحَدٍ من أئمَّة المسلمين، فإن اشتمل اللَّعب بها على العوض، كان حرامًا بالاتِّفاق.
قال أبو عمر بن عبدالبَرِّ إمامُ المَغرب: "أجْمَع العلماءُ على أن اللَّعب بها على عوضٍ قمارٌ، لا يَجوز.
وكذلك لو اشتمل اللعب بها على تَرْكِ واجبٍ أو فِعل محرَّمٍ؛ مثل: أن يتضمَّن تأخيرَ الصلاة عن وقتها، أو تَرْكَ ما يجب فيها من أعمالِها الواجبة باطنًا أو ظاهرًا، فإنَّها حينئذٍ تكون حرامًا باتِّفاق العلماء".
ثُمَّ قال - رحمه الله - ص 218:
والمقصود أنَّ "الشِّطرنج" متَى شغل عمَّا يجب باطنًا أو ظاهرًا حَرُم باتِّفاق العلماء، وشغله عن إكمال الواجبات أوضح من أن يَحتاج إلى بَسْط.
وكذلك لو شغل عن واجبٍ من غير الصَّلاة؛ مِن مصلحة النَّفْس، أو الأهل، أو الأمر بالمعروف، أو النَّهي عن المنكر، أو صِلَة الرَّحِم، أو بِرِّ الوالدين، أو ما يجب فعله، من نظرٍ في ولاية، أو إمامة، أو غير ذلك من الأمور.
وقلَّ عبْدٌ اشتغل بها إلا شغلَتْه عن واجبٍ، فينبغي أن يعرف أنَّ التحريم في مثل هذه الصُّورة متَّفَقٌ عليه، وكذلك إذا اشتملت على مُحَرَّم، أو استلزمت مُحرمًا، فإنها تحرم بالاتِّفاق: مثل اشتمالِها على الكذب، واليمين الفاجرة، أو الخيانة التي يسمُّونَها المُقاضاة، أو على الظُّلم، أو الإعانة عليه؛ فإنَّ ذلك حرامٌ باتِّفاق المسلمين، ولو كان ذلك في المسابقة والمناضلة، فكيف إذا كان بالشِّطرنج، والنَّرد، ونحو ذلك؟!
وكذلك إذا قُدِّر أنَّها مستلزِمَةٌ فسادًا غير ذلك: مثل الاجتماع على مقدِّمات الفواحش، أو التعاون على العُدوان، أو غير ذلك، أو مثل أن يُفْضِيَ اللعب بها إلى الكثرة والظُّهور الذي يشتمل معه على ترك واجبٍ، أو فعل مُحرَّم، فهذه الصورة وأمثالها مما يتفق المسلمون على تحريمها فيها.
وإذا قدِّر خلُوُّها عن ذلك كله، فالمنقول عن الصحابة المَنْعُ من ذلك، وصحَّ عن عليِّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - أنه مرَّ بقوم يلعبون بالشِّطرنج فقال: ﴿ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ﴾ [الأنبياء: 52]؟ شبَّهَهم بالعاكفين على الأصنام، كما في المُسند عن النبِيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنه قال: ((شارِبُ الخَمر كعابد الوثَن))، والخمر والمَيْسِر قرينان في كتاب الله تعالى، وكذلك النَّهي عنها معروفٌ عن ابن عمر، وغيره من الصَّحابة.
ثم قال - رحمه الله - ص 219:
قال ابن عبدالبَرِّ: أجمع مالِكٌ وأصحابه على أنَّه لا يجوز اللعب بالنَّرد، ولا بالشِّطرنج، وقالوا: لا يجوز شهادةُ المُدْمِن المواظب على لعب الشِّطرنج.
وقال يحيَى: سمعتُ مالكًا يقول: "لا خَيْر في الشِّطْرنج وغيرها"، وسمعتُه يكره اللعب بها وبِغَيْرِها من الباطل، ويتلو هذه الآية: ﴿ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ ﴾ [يونس: 32].
ثم قال - رحمه الله - ص 221:
فإنَّ ما في النرد من الصدِّ عن ذِكْر الله، وعن الصَّلاة، ومن إيقاع العداوة والبغضاء، هو في الشِّطرنج أكثر بلا ريب، وهي تفعل في النُّفوس فعل حُميَّا* الكؤوس، فتصدُّ عقولهم وقلوبهم عن ذِكْر الله، وعن الصلاة أكثرَ مِمَّا يفعله بهم كثيرٌ من أنواع الخمور والحشيشة. =
________________________
* "حميا كلِّ شيء: شِدَّتُه وحِدَّته، ومن الخمر: شدَّتُها وسورتها"؛ المعجم الوسيط (ح م ي).
= ثم قال - رحمه الله - ص 227:
"الوجه الثالث" أن يُقال: قول القائل: إن الميسر إنما حُرِّم لِمُجرَّد المقامرة، دعوى مجرَّدة، وظاهر القرآن والسُّنة والاعتبار يدلُّ على فسادها؛ وذلك أنَّ الله تعالى قال: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ﴾ [المائدة: 91].
فنبَّه على علَّة التحريم، وهي ما في ذلك من حصول المفسدة، وزوال المصلحة الواجبة والمستحبَّة؛ فإنَّ وقوع العداوة والبغضاء من أعظم الفساد، وصدود القلب عن ذكر الله وعن الصلاة - اللَّذَين كلٌّ منهما إمَّا واجب، وإما مستحَبٌّ - من أعظم الفساد.
ومِن المعلوم أن هذا يحصل في اللَّعب بالشطرنج والنرد ونحوهما، وإن لم يكن فيه عوض، وهو في الشِّطرنج أقوى؛ فإنَّ أحدهم يستغرقُ قلبه وعقله وفِكره، فيما فعل خَصْمُه، وفيما يريد أن يفعل هو، وفي لوازم ذلك، ولوازم لوازمه؛ حتَّى لا يُحِس بِجُوعه ولا عطَشِه، ولا بمن يُسَلِّم عليه، ولا بحال أهله، ولا بغير ذلك من ضرورات نفسه وماله، فضلاً أن يذكر ربَّه، أو الصلاة.
وهذا كما يحصل لشارب الخمر، بل كثير من الشُّرَّاب يكون عقلُه أصحى من كثيرٍ من أهل الشِّطرنج والنَّرد، واللاعب بها لا تنقضي نهْمَتُه منها إلاَّ بِدَسْتٍ* بعد دَسْت، كما لا تنقضي نهمة شارب الخمر إلاَّ بِقَدَح بعد قدَح.
وتبقى آثارها في النَّفس بعد انقضائها أكثرَ من آثار شارب الخمر، حتَّى تعرض له في الصلاة، والمرَض، وعند ركوب الدابَّة، بل وعند الموت**، وأمثال ذلك من الأوقات التي يطلب فيها ذِكْره لربِّه، وتوجُّهه إليه.
تعرض له تماثيلُها، وذكر الشاه، والرخِّ***، والفرزان****، ونحو ذلك، فصَدُّها للقلب عن ذكر الله قد يكون أعظم من صدِّ الخمر، وهي إلى الشُّرب أقرب.
كما قال أميرُ المؤمنين عليُّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - للاعبيها: ﴿ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ﴾ [الأنبياء: 52] ؟! وقَلَبَ الرُّقْعة. =
________________________
* "الدَّست: اللُّعبة، ويقُال: فلان حسَنُ الدَّست: شطرنجيٌّ ماهر، والغلبة في الشِّطرنج ونحوه"؛ "المعجم الوسيط" (د س ت).
** قال ابن حجر الهيتميُّ - رحمه الله - في كتابه "كف الرَّعاع عن مُحَرَّمات اللَّهو والسماع" ص 104: قال مُجاهِدٌ: ما من ميِّت يموت إلاَّ مُثِّل له جُلَساؤه الذين كان يُجالسهم، فاحتضر بعض لاعبيها، فقيل له: قُل: لا إله إلا الله، فقال: "شاهك"، ثم مات، فكانت تلك الكلمة الخبيثة هي خاتِمةَ نُطقِه، بدل الكلمة الطيِّبة التي هي: لا إله إلا الله التي وعد - صلَّى الله عليه وسلَّم - مَن كانت آخر كلامه بأنَّه يدخل الجنَّة؛ أيْ: مع النَّاجين الفائزين السَّابقين؛ اهـ.
*** "الرُّخُّ - بالضم: من أدوات الشِّطرنج"؛ "القاموس المحيط" (ر خ خ).
**** "الفِرْزَان: مِن لُعَبِ الشِّطرنج، أعجميٌّ معرَّب، وجمعه فرازين"؛ "لسان العرب" (ف ر ز ن).

= وكذلك العداوة والبَغضاء بسبب غلَبةِ أحد الشَّخصين للآخَر، وما يدخل في ذلك من التظلُّم والتكاذُبِ، والخيانة التي هي من أقوى أسباب العداوة والبغضاء، وما يكاد لاعِبُها يَسْلَم عن شيءٍ من ذلك.
والفعل إذا اشتَمل كثيرًا على ذلك، وكانت الطِّباعُ تقتضيه، ولم يكن فيه مصلحةٌ راجحة، حرَّمه الشارع قطعًا، فكيف إذا اشتمل على ذلك غالبًا؟! وهذا أصل مستمِرٌّ في أصول الشريعة، كما قد بسَطْناه في "قاعدة سدِّ الذَّرائع" وغيرها، وبيَّنا أنَّ كل فعلٍ أفضى إلى المُحرَّم كثيرًا كان سببًا للشرِّ والفساد.
فإذا لم يكن فيه مصلحة راجحة شرعيَّة، وكانت مفسدتُه راجحةً، نُهِي عنه، بل كلُّ سببٍ يُفْضِي إلى الفساد نُهِي عنه، إذا لم يكن فيه مصلحةٌ راجحة، فكيف بما كَثُرَ إفضاؤه إلى الفساد؟
ولِهذا نُهِي عن الخلوة بالأجنبيَّة، وأمَّا النظر، فلمَّا كانت الحاجة تدعو إلى بَعضه رُخِّص منه فيما تدعو له الحاجة؛ لأنَّ الحاجة سبب الإباحة، كما أن الفساد والضَّرر سبب التحريم، فإذا اجتمعا رجح أعلاهما، كما رجح عند الضَّرر أكل الميتة؛ لأنَّ مفسدة الموت شرٌّ من مفسدة الاغتِذاء بالخبيث.
والنَّرد والشِّطرنج ونحوهما من المُغالَبات، فيها من المفاسد ما لا يُحصى، وليس فيها مصلحةٌ معتبَرة، فضلاً عن مصلحةٍ مُقاوِمة، غايته أن يُلهي النَّفس ويُريحها، كما يَقصد شارب الخمرِ ذلك.
وفي راحة النَّفس بالمباح الذي لا يَصُدُّ عن المصالح، ولا يَجتلب المفاسد غُنْية، والمؤمن قد أغناه الله بِحَلاله عن حرامه، وبفضله عمَّن سواه: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2 - 3].
وفي "سنن ابن ماجه" وغيره، عن أبي ذرٍّ، أنَّ هذه الآية لما نـزلت قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((يا أبا ذر، لو أنَّ الناس كُلَّهم عملوا بهذه الآية، لوَسِعَتْهم)).
وقد بيَّن سبحانه في هذه الآية أنَّ المتقي يدفع عنه المضرَّة، وهو أن يجعل له مخرجًا مما ضاق على الناس، ويجلب له المنفعة، ويرزقه من حيث لا يَحتسب، وكلُّ ما يتغذَّى به الحيُّ مما تستريح به النُّفوس، وتحتاج إليه في طيبها وانشراحها، فهو من الرِّزق، والله تعالى يرزق ذلك لمن اتَّقاه بفعل المأمور، وترك المَحظور.
ومن طلب ذلك بالنَّرد والشِّطرنج ونحوهما من الميسر، فهو بِمَنـزلةِ مَن طلب ذلك بالخمر، وصاحب الخمر يطلب الرَّاحة، ولا يزيده إلا تعبًا وغمًّا، وإن كانت تفيد مقدارًا من السُّرور، فما يعقبه من المضارِّ ويفوته من المسارِّ أضعافُ ذلك، كما جرَّب ذلك من جربه، وهكذا سائر المحرَّمات.
ثم قال - رحمه الله - ص 238:
بل في الشِّطرنج قد تبيَّن عذرُ بعضِهم، كما كان الشعبِيُّ يلعب به لما طلبه الحجَّاج لتولية القضاء، رأى أن يَلعب به؛ لِيُفسِّق نفسه، ولا يتولَّى القضاء للحجَّاج، ورأى أن يَحتمل مثل هذا؛ لِيَدفع عن نفسه إعانةَ مِثل الحجَّاج على مَظالمِ المسلمين، وكان هذا أعظم محذورًا عنده، ولَم يمكنه الاعتذار إلاَّ بِمثل ذلك.
وقال أيضًا - رحمه الله - في "مجموع الفتاوى" 32/ 245:
وأمَّا ما يُروى عن سعيد بن جُبَير من اللَّعب بِها، فقد بيَّن سبب ذلك: أنَّ الحجَّاج طلبه للقضاء، فلعب بِها؛ ليكون ذلك قادحًا فيه، فلا يولى القضاء؛ وذلك أنَّه رأى ولاية الحجَّاج أشدَّ ضررًا عليه في دينه من ذلك، والأعمال بالنِّيات، وقد يُباح ما هو أعظم تحريمًا من ذلك؛ لأجل الحاجة.
وهذا يبيِّن أن اللَّعب بالشِّطرنج كان عندهم من المُنكرات، كما نُقِل عن عليٍّ وابن عُمر وغيرهما؛ ولِهذا قال أبو حنيفةَ وأحمدُ وغيرهما: إنَّه لا يُسَلَّم على لاعبِ الشِّطرنج؛ لأنَّه مُظْهِرٌ للمعصية، وسُئِل أيضًا - رحمه الله - كما في "مجموع الفتاوى" 32/ 240 عن رجلين اختلفا في "الشِّطرنج" فقال أحدُهُما: هي حرام، وقال الآخر: هي تَرُدُّ عن الغيبة، وعن النَّظر إلى الناس، مع أنَّها حلال، فأيُّهما المصيب؟
فأجاب: الحمد لله ربِّ العالمين، أمَّا إذا كان بِعِوَضٍ، أو يتضمَّن تركَ واجبٍ مثل: تأخير الصلاة عن وقتها، أو تضييع واجباتها، أو ترك ما يجب من مصالح العيال، وغير ذلك مما أوجب على المسلمين، فإنَّه حرام بإجماع المسلمين.
وكذلك إذا تضمن كذبًا، أو ظلمًا، وغير ذلك من المحرَّمات، فإنَّه حرامٌ بالإجماع، وإذا خلا عن ذلك، فجُمهور العلماء، كمالكٍ وأصحابه، وأبي حنيفة وأصحابه، وأحمدَ بن حنبل وأصحابِه، وكثيرٍ من أصحاب الشافعي: أنَّه حرامٌ، وقال هؤلاء: إن الشافعيَّ لَم يقطع بأنَّه حلالٌ، بل كَرِهَه.
وقيل: إنه قال: لم يتبيَّن إليَّ تَحريمه.
والبيهقيُّ أعلم أصحاب الشافعيِّ بالحديث، وأنصَرُهم للشافعيِّ، ذكَر إجماعَ الصَّحابة على المنع منه: عن عليِّ بن أبي طالب، وأبي سعيد، وابن عمر، وابن عبَّاس، وأبي موسى، وعائشة - رضي الله عنهم - ولم يَحْكِ عن الصَّحابة في ذلك نـزاعًا، ومن نقل عن أحد من الصحابة أنه رخَّص فيه، فهو غالِط.
والبيهقيُّ وغيره من أهل الحديث أعلم بأقوال الصحابة مِمَّن ينقل أقوالاً بلا إسناد، قال البيهقيُّ: جعل الشافعيُّ اللعِبَ بالشِّطرنج من المسائل المختلَفِ فيها، في أنَّه لا يوجب ردَّ الشهادة.
فأمَّا كراهيته اللَّعب بِها، فقد صرَّح بها فيما قدَّمنا ذِكْرَه، وهو الأشبه والأولى بِمَذهبه.
فالذين كرهوا أكثر، ومعهم من يحتجُّ بقوله.
وروى بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن عليِّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - أنه كان يقول: الشِّطرنج مَيْسِرُ العجَم.
وروى بإسناده عن عليٍّ: أنَّه مرَّ بقوم يلعبون بالشِّطرنج، وقال: ﴿ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ﴾ [الأنبياء: 52]؟! لأَنْ يَمسَّ أحَدُكم جمرًا حتَّى يطفأ خيْرٌ له من أن يَمسَّها.
وعن عليٍّ - رضي الله عنه - أنه مرَّ بِمَجلس من مجالس تيم الله، وهم يلعبون بالشِّطرنج، فقال: أما والله لِغَيْرِ هذا خُلِقتم، أما والله لولا أن يكون سُنَّةً لضرَبْتُ بِها وجوهَكم*. =
________________________
* ورَوى الآجُرَّيُّ - رحمه الله - في كتابه "تحريم النرد والشِّطرنج والملاهي" (22)، باب ذكر تحريم الشطرنج وفساد أهلها عن عليٍّ أيضًا أنه قال: صاحب الشطرنج أكثر الناس كذبًا، يقول أحدهم: قتَلْتُ وما قتل، ومات وما مات.

= وعن مالكٍ قال: بلغَنا أنَّ ابن عباس وَلِيَ مال يتيم، فأحرقها*.
وعن ابن عمر أنه سُئِل عن الشِّطرنج، فقال: هو شرٌّ من النرد**.
وعن أبي موسى الأشعريِّ قال: لا يلعب بالشِّطرنج إلا خاطئ.
وعن عائشة: أنَّها كانت تكره الكيل، وإن لم يُقامر عليها، وأبو سعيد الخدري كان يكره اللَّعِب بها.
فهذه أقوال الصحابة - رضي الله عنهم - ولم يثبت عن صحابِيٍّ خِلافُ ذلك.
ثُمَّ روى البيهقيُّ أيضًا عن أبي جعفر محمد بن علي المعروف بالباقِر: أنه سُئِل عن الشِّطرنج، فقال: دعونا من هذه المَجوسيَّة.
قال البيهقيُّ: رُوِّينا في كراهية اللَّعب بها، عن يزيد بن أبي حبيب، ومحمد بن سيرين، وإبراهيم، ومالك بن أنس.
قلتُ: "والكراهية" في كلام السَّلَف كثيرًا وغالبًا يراد بها التَّحريم، وقد صرَّح هؤلاء بأنَّها كراهَةُ تَحريم، بل صرَّحوا بأنَّها شرٌّ من النَّرد، والنرد حرامٌ، وإن لم يكن فيها عِوَض.
وروى بإسناده عن جامع بن وهب، عن أبي سلمة، قال: قلت للقاسم بن محمد: ما "الميسر"؟ قال: كلُّ ما ألهى عن ذكر الله وعن الصَّلاة، فهو مَيْسِر.
قال يحيَى بن أيُّوب: حدَّثَني عبدالله بن عمر، أنه سمع عمر بن عبدالله يقول: قلتُ للقاسم بن محمد: هذا النرد ميسر، أرأيت الشطرنج، ميسِرٌ هي؟ قال القاسم: كلُّ ما ألهى عن ذكر الله وعن الصلاة، فهو ميسر.
وقال ابن وهب: حدثني يحيى بن أيوب، حدَّثَنا أبو قيس، عن عقبة بن عامر، قال: لأَنْ أعبُدَ صنمًا يُعبد في الجاهلية أحَبُّ إلَيَّ من أن ألعب بهذا الميسر ***.
قال القيسيُّ: وهي عيدان كان يلعب بها في الأرض.
وبإسناده عن فَضالة بن عبيد، قال: ما أبالي ألعبت بالكيل، أو توضَّأتُ بِدَمِ خنـزير ثُمَّ قمت إلى الصلاة. =
______________________
* أي: إنَّه - رضي الله عنه - وجد الشِّطرنج في تَرِكَة اليتيم، قال ابن حجر الهيتمي في كتابه "كف الرَّعاع" ص 104: ولو كان اللَّعب بها حلالاً، لما جاز إحراقها؛ لكونِها مالَ يتيمٍ، لكن لما كان اللعب بها حرامًا أحرقها، فتكون مثل الخمر إذا وجدت في مال اليتيم يجب إراقتها، هذا مذهب حَبْرِ الأُمَّة ابن عباس، لكن قال الحُفَّاظ: هذا منقَطِع، بل معضل؛ اهـ.
** قال ابن حجر الهيتميُّ في كتابه: "كف الرعاع" ص 104: وهو الصحيح عنه.
*** قال الهيتميُّ - رحمه الله - في "كف الرعاع" ص 105: وهذا كذبٌ صُرَاحٌ عليه؛ لأنَّ مثل هذه العبارة لا تَصْدُر من مُسلم؛ اهـ.

= وما ذُكِر عن عليِّ بن أبي طالب: أنه مرَّ بقوم يلعبون بالشطرنج، فقال: ﴿ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ﴾* [الأنبياء: 52] - ثابتٌ عنه؛ يشبِّههم بعباد الأصنام، وذلك كقوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾ [المائدة: 90 - 91].
و"الميسر" يَدخل فيه "النَّرْدَشِيرُ" ونحوه، وقد ثبت في الصَّحيح عن النبِيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنه قال: ((مَن لعب بالنَّردشيرِ، فقد صبَغَ يده في لحم خنـزيرٍ ودَمِه))، وفي "السُّنن" أنَّه قال: ((من لعب بالنردشيرِ فقد عصى الله ورسوله)).
ومذهب الأئمَّة الأربعة أن اللعب بالنرد حرام، وإن لم يكن بعوض، وقد قال ابن عمر ومالك بن أنس وغيرهما: إن الشطرنج شرٌّ من النرد، وقال أبو حنيفة وأحمد بن حنبل والشافعيُّ وغيرهم: النردشيرُ شرٌّ من الشطرنج.
وكِلاَ القولين صحيحٌ باعتبارٍ؛ فإنَّ النرد إذا كان بعوض، والشِّطرنج بغير عوض، فالنَّرد شرٌّ منه، وهو حرامٌ حينئذٍ بالإجماع.
وأمُّا إن كان كلاهما بعوض أو كلاهما بلا عوض، فالشِّطرنج شرٌّ من النرد؛ لأنَّ الشطرنج يشغل القلب، ويصدُّ عن ذكر الله، وعن الصلاة أكثرَ من النرد.
ولِهذا قيل: الشِّطرنج مبنِيٌّ على مذهب القدَر، والنَّرد مبني على مذهب الجَبْر؛ فإنَّ صاحب النرد يومي ويَحسب بعد ذلك، وأمَّا صاحب الشِّطرنج فإنه يقدِّر ويفكِّر، ويحسب حساب النقلات قبل النَّقل. =
_______________________
* وقد أورد الهيتميُّ - رحمه الله - في "كف الرَّعاع" جملةً أخرى من الآثار عن السَّلف، فقال - رحمه الله - ص 104: وقيل لإسحاق بن راهَوَيْهِ: ألا ترى في اللَّعب بالشطرنج بأسًا؟ فقال: البأس كلُّه قيل فيه، قيل له: أهل الثُّغور يلعبون بِها لأجل الحرب؟ فقال: هو فُجور.
وسُئِل محمد بن كعب القُرَظيُّ عن اللعب بها، فقال: أدنى ما يكون فيه أنَّ اللاعب بها يُعْرَض - أو قال: يُحْشَر - يوم القيامة مع أصحاب الباطل.
وقيل لإبراهيم النَّخَعيِّ: ما تقول في اللَّعب بِها؟ فقال: إنَّه ملعون.
وقال وكيعٌ وسفيان في قوله تعالى: ﴿ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ﴾ [المائدة: 3]: هي الشطرنج؛ اهـ.
ونقل ابن حجر - رحمه الله - في "كف الرَّعاع" أيضًا ص 108 عن ابن العربِيِّ - رحمه الله - أنه قال: انتهى مقالُ بعض الشافعية إلى أن يقول: هو مندوبٌ إليه؛ لأنَّ جَمعًا من الصَّحابة والتابعين فعَلوه، وهو يَشحذ الذِّهن، حتَّى اتَّخَذوه في المدارس؛ لِيَلعبوا به عند الأعياد! تالله ما مسَّها يَدُ تقيٍّ، ولا لعب بها صحابِيٌّ ولا غيره، ولا يتمهَّر فيها رجلٌ قَطُّ له ذهن؛ اهـ.

= فإفساد الشِّطرنج للقلب أعظمُ من إفساد النَّرد، ولكن كان معروفًا عند العرب، والشِّطرنج لَم يُعرف إلاَّ بعد أن فُتِحَت البلاد؛ فإنَّ أصله من الهند، وانتقل منهم إلى الفرس؛ فلهذا جاء ذِكْرُ النَّرد في الحديث*، وإلاَّ فالشِّطرنج شرٌّ منه إذا استَوَيا في العوض أو عدمه؛ اهـ.
_______________________
* وأما الشطرنج فلم يُذكر في الحديث، وما ذُكِر من أحاديثَ فيه، فهي باطلةٌ مردودة.
قال ابن حجر الهيتميُّ - رحمه الله - في "كف الرعاع" ص 105 : قال الحُفَّاظ: إن جميع تلك الأحاديث ليس فيها حديث صحيحٌ، ولا حسن، بل أقَلُّها ضعيف، وأكثرها منكَرٌ ساقط، ومن ثَمَّ قال الحافظ المنذريُّ - وقد ورد ذِكْرُ الشِّطرنج في أحاديث -: لا أعلم لشيءٍ منها إسنادًا صحيحًا، ولا حسنًا.
وقال شيخُ الإسلام أبو الفضل العسقلانِيُّ: لا يَثبت في الشِّطرنج عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - شيءٌ.
وقال تلميذه الحافظ السخاويُّ بعد ذكره لتلك الأحاديث: والكلامُ على كلِّ واحد منها بما يعلم منه أنَّه منكَرٌ ساقط، وهو الأكثر فيها، أو ضعيف، وليس في هذا الباب حديث صحيحٌ، بل ولا حسن.


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Literature_Language/0/40232/#ixzz1sgz8su87
التوقيع

ياليتني سحابة تمر فوق بيتك أمطرك بالورود والرياحين
ياليتني كنت يمامة تحلق حولك ولاتتركك أبدا

هجرة







رد مع اقتباس