الموضوع: مدرسة الصيام
عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 08-07-2011, 12:50 AM
صابر عباس حسن صابر عباس حسن غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم



نستكمل بعون الله تعالى الحديث عن مدرسة الصيام..

شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيۤ أُنْزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ ٱلْهُدَىٰ وَٱلْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ - 185


شهر رمضان هو الشهر التاسع في التقويم الهجري...
كما أن لشهر رمضان مكانة خاصة في التراث والتاريخ الإسلامي ..

حيث أنه بدء الوحي, وأول ما نزل من القرآن على نبينا محمد بن عبد الله ( صلى الله عليه وسلم ) كان في ليلة القدر من هذا الشهر في عام 610 م، حيث كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في غار حراء عندما جاء إليه الملك جبريل ، وقال له " اقرأ باسم ربك الذي خلق " وكانت هذه هي الآية الأولى التي نزلت من القرآن،

والقرآن أنزل من اللوح المحفوظ ليلة القدر جملة واحدة، فوضع في بيت العزة في سماء الدنيا في رمضان ، ثم كان جبريل ينزل به مجزئا في الأوامر والنواهي والأسباب ، وذلك في ثلاث وعشرين عام مدة النبوة .

يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ .

وهذه هي القاعدة الكبرى في تكاليف هذه العقيدة كلها . فهي ميسرة لا عسر فيها . وهي توحي للقلب الذي يتذوقها , بالسهولة واليسر في أخذ الحياة كلها ; وتطبع نفس المسلم بطابع خاص من السماحة التي لا تكلف فيها ولا تعقيد . سماحة تؤدي معها كل التكاليف وكل الفرائض وكل نشاط الحياة الجادة وكأنما هي مسيل الماء الجاري , ونمو الشجرة الصاعدة في طمأنينة وثقة ورضاء . مع الشعور الدائم برحمة الله وإرادته اليسر لا العسر بعباده المؤمنين .

وقد جعل الصوم للمسافر والمريض في أيام أخر , لكي يتمكن المضطر من إكمال عدة أيام الشهر , فلا يضيع عليه أجرها .
وهكذا تبدو منة الله تعالى في هذا التكليف الذي يبدو شاقا على الأبدان والنفوس . وتتجلى الغاية التربوية منه , والإعداد من ورائه للدور العظيم الذي أخرجت هذه الأمة لتؤديه , أداء تحرسه التقوى ورقابة الله وحساسية الضمير .

فهي أمة ذات رسالة مكلفة بتبليغها إلى العالمين , وبدون إدراك هذه الحقيقة تنعدم الرؤية للدور المنوط بنا أن نساهم به في بناء الحضارة على وجه الأرض.

كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ .... – 110 ال عمران

يمدح تعالى هذه الأمة ويخبر أنها خير الأمم التي أخرجها الله للناس، وذلك بتكميلهم لأنفسهم بالإيمان المستلزم للقيام بكل ما أمر الله به، وبتكميلهم لغيرهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المتضمن دعوة الخلق إلى الله تبارك وتعالى .
فبهذا كانوا خير أمة أخرجت للناس،

********

وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى
رد مع اقتباس