عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-01-2011, 06:00 PM
عبد ضعيف عبد ضعيف غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي تنبيه الطوائف البدعية إلى خطورة مقالة الباطنية أو نحوها في التفسير.. بقلم/ سيف السماء

 


بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا فمن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
**يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}[آل عمران:102]؛
**يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبا} [النساء:1]؛
**يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} [الأحزاب:70-71] ... أما بعد :
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، ثم أما بعد.. :


من أعجب العجب في هذا الزمان أن تجد موتورين حسدة آكلت العوارض والأمراض قلوبهم، فتجدهم يتصدرون بكل جرأة وتبجح في أبواب عظيمة من أبواب الدين بل هو أعظم أبواب الدين كلها وأصل أصول الدين كلها، وهو باب التلقي للدين.
باب التلقي للدين باب عظيم وأصل نفيس وعروة وثقى وحبل متين، فباب التلقي للدين ينبغي ألا يتصدر أصحاب الثارات أو أصحاب الأهواء أو المرضى أو المترسمين للدين توظفاً من الملوك والأمراء والرؤساء والزعماء...
فباب التلقي هو المدخل للدين بأكمله، وأي فساد في منهج التلقي فسيكون مفسدا لكل ما يأتي بعده من الدين، وإذا كان الحال كذلك علمنا أن التدقيق والتأصيل والتحقيق والصرامة في منهج التلقي يجب أن تكون أدوات لا غنى عنها للمتصدر في ذلك، وباب التلقي للدين يتكلم فيه الكثير وهم حتى لا يدركون اسم الباب ومصنف العلم وأس المنهج الذي يتجاسرون على اقتحامه وهتك أصوله والخوض في غماره وغير ذلك من عوراض تفسد أهم أبواب الديانة مطلقاً.
فباب التلقي هو المدخل للدين وهو منهج متكامل من مجموعة قواعد وأسس حاكمة ومهمينة ومبينة ومفسره لكيفية تلقي الدين وتبيانه وتفسيره وتناوله وتناول الأحكام الشرعية وأسس الموضوعية في الأحاكم والإستنباط والإستدلال الشرعي وغير ذلك من أبواب جليلة عظيمة تمثل بمجموعها الدين كله ومدخل ذلك كله هو أسس التلقي للدين والتي تهيمن وتحكم وتفسر وتؤسس للقواعد الأصولية والشرعية المرعية في التلقي والتفسير والتبيان والأحكام وغير ذلك.
ومن أعظم الفريات أن يتكلم أحدهم ويقتحم هذا الباب بغير بضاعة كافية أو دراسة شافية، فإننا على أعتاب ذلك الباب منذ سنين بعيدة نتناوله ونسعى عليه ونبحث فيه ونؤصل منه ونؤصل له. ومع ذلك كله فوالله الذي لا إله غيره إن التوصل لتسمية هذا الباب بباب التلقي قد احتاج من البحث والتقصي والدراسة ما أنهك العمر وأثقل العقل.

وأما من يكتب ويسطر المقالات والمصنفات التي تذم الظاهرية وتحمل عليها حملاً شديدا، دونما أن يفصل في مواضع الضبط والتأصيل لمنهج التلقي الموضوعي الظاهري، فهو ناقد هادم مشوش مذبذب فلا هو وضح لمراده وأظهر لمنهجه في التلقي للدين ولا منه ترك العلماء على إختلاف طوائفهم على حالهم...
ومما لا شك فيه إن نقد المنهج الظاهري بتلك الطريقة الموتورة تدفع القارئ والمتلقي لنص الكاتب أيما كان على التصور بأن عكس الظاهرية هي المرادة من الدين، وعكس الظاهرية في التفسير هي الباطنية في تلقي الدين، وإذا كان الكاتب من أصحاب المذاهب الباطنية في تلقي الدين فهو متزندق مارق عن أصول الديانة.
فإن الباطنية هي دعوى الطوائف والأديان التي تدعي الإنتساب للإسلام وهي من أشد الكفار والزنادقة والفجار فالباطنية تمثل ديانة الحشاشة والنصيرية والإسماعيلية والأحمدية والبهائية والبهرة والرافضة وحتى الأيزيدة عبدة الشيطان يدعون في القرآن بدعوى الباطنية.
وإن كان المتكلم أو الكاتب ليس من أهل هذه الأديان الكفرية ولكن وجب تعليمه وتعريفه بخطورة دعوى الباطنية التي يرمي كلامه أو مقاله بالزخم إليها وهو لا يشعر أو يشعر فالعلم إلى الله. ولكن خطورة دعوى الباطنية وفسادها في تلقي الدين تمثل خطورة الإنتقال بالدين نفسه من الإسلام إلى ديانة آخرى جديدة تكون من أشد الأديان كفرا ووثنية وإلحادا. لذلك وجب تنبيه المتكلمين والأصوليين والكتبة وغيرهم على خطورة القول العظيم بالحمل والذم للظاهرية دون تفصيل والذي يصب الزخم ويدفع المياه في نهر الباطنية الأسن الزنديق.
ووجب على المتصدر أو المتكلم أو الكاتب التفصيل في أصوله للتلقي للديانة وعدم هدم الأسس الظاهرية التى هى أصل التفسير وأصل التلقي بدون أن يظهر مراده ومنهجه الذي يدعي صاحبه مثاليته بطبيعة الحال. والتلقي والتفسير يكون بتفسير النصوص لبعضها لبعضا وعلى ظاهرها، ولا يؤل من ظاهر النصوص إلا المتشابه والمعارض لظاهر نص آخر يكون من المحكم، ودفع التعارض له أسس وأصول معروفة ليست مقامها الآن.

وعلى ذلك نوجه المتكلمين والكتاب إلى أن الله تعالى لم يترك لنا شيئا وإلا كان في ظاهر النصوص دليلاً عليه ومرشداً له، حتى وإن لم يكن بظاهر النص الحكم، ولكن ظاهر النص قد أسس للأصول والقواعد والأسس الموضوعية في باب التلقي، وهو ما يغلق باب الباطنية بأكمله ويسد جداره ويهدم مادة حياته إبتداءً، فإن منهج التلقي نفسه يجري مجرى ظاهر النصوص فكيف بما دونه من النصوص. فقد حكم الله تعالى لنا ومن ظاهر النصوص على كيفية التلقي السليم الصحيح للنصوص وكيفية التأصيل المنضبط لباب التلقي في الدين وهو أصل الأصول جميعها.
وهذا الحكم الرباني بظاهر نص القرآن وفي ظاهر نص القرآن وعلى ظاهر نصوص القرآن تجده على ظاهر النص في قوله تعالى: [هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7) ]. سورة آل عمران.
فليتدبر الآيات وليتلقاها على أصولها وظاهرها وأسسها فستجدها مرشدة إلى المنهج العلمي الموضوعي الظاهري الصحيح في العلوم الشرعية والعلوم الكونية سواء ... وهي التى تؤصل لباب التلقي الصحيح للديانة..

وفي هذا الصدد يرجى مراجعة مصنفنا الممهور بــ " بفأس الخليل دراسة أصولية ونقدية لمناهج التلقي العلمي والتوصيف الكوني" فهي دراسة نفيسة جليلة في بابها ومن أعظم ما كتب في الألف الأخيرة وهى على حلقات منتشرة على الشبكة...

ونكتفي بهذا القدر والحمد لله رب العلمين.
أخوكم/ المستنصر بالله... سيف السماء ؛؛؛
رد مع اقتباس