عرض مشاركة واحدة
  #28  
قديم 12-12-2007, 07:42 AM
سمير السكندرى سمير السكندرى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

الدرس السابع والعشرون : مراتب الجهاد في الإسلام
الحكمة في المفهوم الإسلامي قد تكون بالرفق واللين والأساليب الحسنة الرقيقة .. وقد تكون بالجهاد والسيف والسنان. ولكن كل أسلوب يوضع في محله ويعامل به أهله. فالعاقل ذو الفطرة السليمة ينتفع بالبينة والبرهان، ويقبل الحق بدليله. أما الظالم المعاند والمعتدي، فلا يرده إلا السيف ولهذا يكون الجهاد في سبيل الله أعظم حكمة في حق هؤلاء. والجهاد في سبيل الله، من أعظم ما تقرب به العباد بعد الفرائض إلى الله تعالى لما يترتب عليه من نصر المؤمنين، وإعلاء كلمة الدين وقمع الكافرين المعاندين الظالمين والنافقين.
إلا أن مفهوم الجهاد في الإسلام، ليس في صورته الضيقة، القتال فقط كما يفهم بعض الناس ذلك. بل هو مفهوم شامل له مراتبه وله ضوابطه ويوصف بالرحمة والإنسانية .. وحتى في استعمال الجهاد في صورته القتالية يكون أشبه ما يكون بتأديب المربي لتلميذه، والأب لابنه بالضرب لا ليؤذيه، وإنما ليصلح من حاله ويؤدبه. فالضرب في حق الولد حكمة من الأب والمربي، ولهذا قالوا اللين في وقت اللين حكمة، والشدة في وقت الشدة، والشدة في وقت اللين فظاظة.
ولشمول الجهاد وأنواعه قال العلماء :
الجهاد له أربع مراتب: جهاد النفس، والشيطان، والكفار والمنافقين، وأصحاب الظلم والبدع والمنكرات. وتفصيل ذلك:
أولاً: جهاد النفس له أربع مراتب:
1-جهادها على تعلم أمور الدين والهدى.
2-جهادها على العمل به بعد علمه.
3-جهادها على الدعوة إليه ببصيرة.
4-وجهادها على الصبر على مشاق الدعوة إلى الله وأذى الخلق.
لقول الله تعالى : ( وَالعَصرِ "1" إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسرٍ "2" إِلاَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوا بِالحَقِّ وَتَوَاصَوا بِالصَّبرِ "3" ).
ثانياً: جهاد الشيطان وله مرتبتان:
1-جهاده على دفع ما يلقى إلى العبد من الشبهات والشكوك القادحة في الإيمان.
2-جهاده على ما يلقي من الشهوات والإرادات الفاسدة. فالجهاد الأول بعد اليقين والثاني بعد الصبر قال تعالى: ( وَجَعَلنَا مِنهُم أَءِمَّةً يَهدُونَ بِأَمرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِئَايَاتِنَا يُوقِنُونَ "24" )وقال تعالى محذراً من الشيطان الذي يثير الشهوات: ( إِنَّ الشَّيطَانَ لَكُم عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ).
ثالثاً : جهاد الكفار والنافقين وله أربع مراتب:
1-بالقلب
2-باللسان
3-بالمال
4-باليد
وجهاد الكفار أخص باليد وجهاد النافقين أخص باللسان.
رابعاً: جهاد أصحاب الظلم والعدوان والبدع والمنكرات فيكون بالمراحل الثلاثة التي جاءت في الحديث الذي رواه مسلم (( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان )). ولجهاد أعداء الله ضوابط منها إن لم يقدر عليهم وادعهم المسلمون أو صالحوهم، فإن قدروا عليهم عرضوا عليهم الإسلام فإن أبوا دعوا إلى بذل الجزية فإن امتنعوا عن ذلك كله استعان المسلمون عليهم بالله وقاتلوهم.
ومن ضوابط الجهاد في الإسلام ترك ما نهى عنه الشرع من المُثلة والغلول وقتل النساء والصبيان والشيوخ الذين لا رأي له ولا قتال، والرهبان والمرضى والعُمي وأصحاب الصوامع وذلك عملاً بقول الله تعالى: ( وَلاَ تَعتَدُوا، إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ المُعتَدِينَ ).
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم في وصاياه لامراء الجيوش والسرايا فيما يرويه مسلم (( اغزوا بسم الله في سبيل قاتلوا من كفر بالله واغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تُمثلوا لا تقتلوا وليداً وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال ... )).
رد مع اقتباس