عرض مشاركة واحدة
  #27  
قديم 12-12-2007, 07:42 AM
سمير السكندرى سمير السكندرى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

الدرس السادس والعشرون : مواقف في نجاح الدعوة
بالصبر الجميل، والأخلاق الحسنة، والاستمرار في التذكير والتبليغ، وحسن التعامل مع الأفراد والجماعات والأحداث والمتغيرات. استطاعت الدعوة الإسلامية في عصرها الأول أن تشق طريقها إلى النجاح والانتصار، رغم العقبات الكثيرة التي واجهتها.
فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم الداعية الأول يأتيه عمه أبو طالب ليراجعه في أمر الدعوة الإسلامية، بعد أن واجه الضغط الشديد من قريش. جاء في السيرة النبوية الصحيحة للدكتور أكرم العمري: (( قال عقيل بن أبي طالب وهو شاهد عيان مشارك في الحرب: (( جاءت قريش إلى أبي طالب، فقالوا: إن ابن أخيك هذا قد آذانا في نادينا ومسجدنا فانهه عنا. فقال: يا عقيل، انطلق فائتني بمحمد صلى الله عليه وسلم فانطلقت إليه، فاستخرجته من كبسي – بيت صغير – فجاء به في الظهيرة في شدة الحر فجعل يطلب الفيء يمشي فيه من شدة الحر الرحض. فلما أتاهم قال أبو طالب: إن بني عمك هؤلاء قد زعموا أنك تؤذيهم في ناديهم ومسجدهم فانته عن أذاهم. فحلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ببصره إلى السماء فقال: أترون هذه الشمس؟ قالوا: نعم. قال: فما أنا بأقدر على أن أدع ذلك منكم على أن تستشعلوا منها شعلة.
فقال أبو طالب: (( والله ما كذبنا ابن أخي فارجعوا )) سلسة الأحاديث الصحيحة للألباني، فما كان عمه بعد أن وجد منه الإصرار والثبات إلا أن وعده بالتأييد والإسناد والنصرة حتى الممات.
وهذا عمر بن الخطاب رغم شدته وقسوته، وخوف الناس منه ويأسهم في إسلامه، إلا أن معاملة المسلمين له أتت به مسلماً تائباً. قال ابن إسحاق: (( خرج عمر يوماً متوشحاً بسيفه يريد رسول الله عليه وسلم ورهطاً من أصحابة ... فلقيه نعيم بن عبدالله فقال له: من تريد يا عمر؟ فقال: أريد محمداً هذا الصابىء الذي فرق أمر قريش، وسفه أحلامها، وعاب دينها، وسب آلهتها فأقتله. فقال نعيم: والله لقد غرتك نفسك يا عمر .. أترى بني عبد مناف تاركيك تمشي على الأرض وقد قتلت محمداً؟ أفلا ترجع إلى أهل بيتك فتقيم أمرهم؟. فقال وأي أهل بيتي؟ قال: ختنك وابن عمك سعيد بن زيد عمرو وأختك فاطمة بنت الخطاب فقد والله أسلما وتابعا محمداً على دينه فعليك بهما. فرجع عمر إلى أخته وختنه فبطش بهما بعد أن تحقق من أمرهم، وقد تحدته أخته وصارحته بإسلامها وقالت له: قد أسلمنا وآمنا بالله ورسوله فاصنع ما بدا لك. فلما رأى منهما الجد ندم على ما صنع بهما من الضرب وطلب منها صحيفة القرآن ليقرأها فأبت عليه أخته حتى يتطهر، وفعل ثم ذهب إلى رسول الله بعد ذلك ليعلن إسلامه )) .. وكان من رحمة الرسول صلى الله عليه وسلم به وشفقته عليه (( يدعو الله أن ينصر دينه به ))رواه الترمذي، فكان إسلام عمر فتحاً للمسلمين.
- وهذا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أبت عليه أمه أن يسلم وبقيت ثلاث أيام لا تأكل ولا تشرب فلما رأى سعد ذلك منها قال لها: يا أمه تعلمين والله لو كان لك مائة نفس فخرجت نفساً نفساً ما تركت ديني، إن شئت فكلي أو لا تأكلي، فلما رأت ذلك أكلت.
رد مع اقتباس