عرض مشاركة واحدة
  #25  
قديم 12-12-2007, 07:41 AM
سمير السكندرى سمير السكندرى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

الدرس الرابع والعشرون : علاج الأخطاء والعثرات
يقع بعض الناس في أخطاء ومخالفات تضر بأنفسهم وبغيرهم، ونقصد بأصحاب هذه الأخطاء من عندهم أصل الإيمان.
بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ولكنهم لا يقومون بحقوق هذه الشهادة كاملة فهم بخالفون بعض أوامر الشرع، ويرتكبون بعض نواهيه ومنهم المكثر من المعاصي، ومنهم المقل، ومنهم بين ذلك على درجات كثيرة.
يتعامل المسلم الصادق مع أصحاب هذه المخالفات، بروح المشفق الرحيم بهم. فهو يراهم كالواقفين على حافة واد عميق سحيق في ليلة ظلماء يخاف عليهم من السقوط، ويعمل جهده لتخليصهم من الهلاك، وهو في سبيل هذه الغاية يتجاوز عن إساءتهم إليه إن كانت معصيتهم في حقه، ولا يعيرهم ولا يشمت بهم ولا يحتقرهم افتخاراً بنفسه عليهم، وإدلالاً بطاعته. ولكن له أن يستصغرهم لمعصيتهم وتجاوزهم حدود الشرع، وأن يغضب لهذا التجاوز لا لنفسه. جاء في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قال : (( وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شيء قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم بها لله )).
ويسلك المسلم في معاملته مع هؤلاء سلوكاً إسلامياً يبتغي من ورائه عودتهم إلى رشدهم وصوابهم. من ذلك :
- تذكيرهم برحمة الله الواسعة ومغفرته الكثيرة لقول الله تعالى : ( قُل يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِم لاَ تَقنَطُوا مِن رَّحمَةِ اللَّهِ ، إِنَّ اللَّهَ يَغفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً ). وقوله عز وجل : ( وَ إِنّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثّمَّ اهتَدَى "82" ).
- تذكيرهم بالتوبة عن الأخطاء الظاهرة والباطنة والمعلوم منها والمجهول لقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم (( اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله خطأه وعمده سره وعلانيته أوله وآخره )).
- تذكيرهم بأن التوبة من الذنوب سبيل النجاة والفلاح، وهي مطلوبة في كل الأوقات. وسواء علم العبد ذنبه أو لم يعلمه قال الله سبحانه وتعالى : ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ المُؤمِنُونَ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ ) فإذا أصر العبد على معصيته ولم يتب، فقد ظلم نفسه. قال الله تعالى : ( وَمَن لَّم يَتُب فَأُولآءِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أتقى الناس وأخشاهم لله يقول : (( فوالله إني لأتوب في اليوم أكثر من سبعين مرة )) كما روى ذلك مسلم .
- ومن لوازم التوبة التي ينبغي أن يذكر بها أهل الخطيئة، الاعتراف بالذنب والندم عليه، وعدم العودة إليه ورد المظالم إلى أصحابها.
- و أن يذكروا أن للتوبة علامات، ومن علاماتها أن يكون العبد بعد التوبة خيراً مما كان عليه قبلها وأن يكون خوفه من الذنب وندمه عليه مستمراً.
نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي

يتبع بإذن الله
رد مع اقتباس