عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 12-12-2007, 07:39 AM
سمير السكندرى سمير السكندرى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

الدرس الثامن عشر : من آداب جيل الصحابة

جيل الصحابة رضي الله عنهم هو الجيل المثالي الذي يقتدي به المسلمون على مر الأيام والسنين، ذلك لأنه الجيل الذي تربى على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي وصفه الله تعالى :( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ "4" )فكانوا خير جيل أخرجته البشرية.
وهذه طائفة من آداب ذلم الجيل.
1- برهم للوالدين : جاء طبقات ابن سعد الكبرى عن مناقب أبي هريرة رضي الله عنه أنه ما كان يحج حتى ماتت أمه لصحبتها. وكان أحسن البر بها اجتهاده في إسلامها جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : [bخي]كنت أدعو أمي إلى أمر الإسلام وهي مشركة فدعوتها يوماً فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي، قلت : يا رسول الله! إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي، فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( اللهم اهد أم أبي هريرة )).. الحديث .. فهداها الله إلى الإسلام ببركة دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم واجتهاد ابنها لها.
2- أدبهم مع العلماء : أخرج ابن سعد في الطبقات الكبرى عن ابن عباس رضي الله عنه قوله : (( إن كان ليبلغني الحديث عن الرجل فآتيه وهو قاتل فأتوسدردائي على بابه فتسفي الريح عليّ التراب فيخرج فيراني، فيقول : يا بن عم رسول الله ألا أرسلت إليّ فآتيك، فأقول أنا أحق أن آتيك فأسألك )).
3- معاملتهم مع عامة الناس : أخرج البخاري عن وصف أبي هريرة رضي الله عنه لكرم جعفر بن أبي طالب الذي يقول عنه (( كان خير الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب كان بنقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته حتى إنه ليخرج إلينا العكة التي ليس فيها شيء فيشقها فنعلق ما فيها )).
- وأخرج أبو نعيم في حلية الأولياء عن نافع قال : إن كان ابن عمر ليفرق في المجلس ثلاثين ألفاً ثم يأتي عليه شهر ما يأكل مزعة لحم.
- وأخرج أبو نعيم عن أبي وائل الراسبي قال : (( أتى ابن عمر بعشرة آلاف ففرقها وأصبح يطلب لراحلته علفاً بدرهم نسيئة )).
- ومن حسن عشرة ابن عمر رضي الله عنهما لأصحابه في السفر ما جاء في طبقات ابن سعد عن مجاهد قوله : (( كنت أسافر مع عبدالله بن عمر فلم يكن يطيق شيئاً من العمل إلا عمله ولا يكله إلينا ولقد رأيته يطأ على ذراع ناقتي حتى أركبها )).
كما كان رضي الله عنهما يشترط على من يصحبه في السفر الفطر والأذان والذبيحة يشتريها للقوم .
ولقد شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك الجيل بحسن الأخلاق، فقال عن جعفر : (( أشهبت خَلقي وخُلقي )) رواه البخاري .



رد مع اقتباس