عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 12-12-2007, 07:38 AM
سمير السكندرى سمير السكندرى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

الدرس السابع عشر : التعامل مع الشباب
مرحلة الشباب من أدق مراحل العمر فيها قوة الطموح، وقوة في التعليم، وقوة في الاكتشاف، وقوة في النشاط، وقوة في التحول والتغير. من أجل ذلك كان الأسلوب التربوي الرفيع، والمعاملة الحسنة الراقية، والتدرج في التربية هو المناسب لهذه المرحلة. وقد ضرب لنا الرسول صلى الله عليه وسلم المثل الرفيع في التعامل مع هذه الشريحة من المجتمع.. وجعل من أخلاقه الكريمة صلى الله عليه وسلم ما يحبب إليه دعوته وسيرته حتى قالوا فيه : (( كان عليه الصلاة والسلام أحسن الناس خلقاً، لم يكن فاحشاً ولا متفحشاً ولا صخاباً في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة مثلها، ولكن يعفو ويصفح ولا يكاد يواجه أحداً في وجهه بشيء يكرهه وما ضرب شيئاً قط بيده ولا امرأة ولا خادماً إلا أن يجاهد في سبيل الله. وإذا استلف سلفاً قضى خيراً منه وما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم قط فقال : لا وما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً )).
ومن معاملة الرسول صلى الله عليه وسلم والتي تدل على حسن خلقه معهم ما يلي :
1- الرفق بهم، والشفقة عليهم. جاء في صحيح البخاري عن أبي سليمان مالك بن الحويرث رضي الله عنه قال : أتينا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن شببة متقاربون، فأقمنا عنده عشرين ليلة، فظن انًّا اشتقنا أهلنا، وسألنا عمن تركنا في أهلنا، فأخبرناه، وكان رفيقاً رحيماً فقال : (( ارجعوا إلى أهليكم، فعلموهم، ومروهم، وصلوا كما رأيتموني أصلي، وإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم ثم ليؤمكم أكبركر )).

2- الابتسام لهم والترحيب بهم : عن جرير بن عبدالله قال : ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت ولا رآني إلا تبسم في وجهي - أخرجه مسلم.
3- تقديرهم واحترام حقوقهم جاء في الحديث المتفق عليه عن سهل بن سعد رضي الله عنهأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بشراب فشرِبَ منه - وعن يمينه غلام وعن يساره الأشياخ - فقال للغلام : (( أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟ )) فقال الغلام : والله يا سول الله لا أ}ثر بنصيبي منك أحداً. قال فتله - أي وضعه - رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده )).
4- دعاؤهم بأحب الأسماء إليهم : وقد كان رسول الله عليه وسلم يدعو علياً بأبي تراب جاء في صحيح مسلم عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : ما كان لعلي اسم أحب إليه من أبي تراب، وإنه كان ليفرح إذا دعى به )).
5- عيادة مرضاهم : جاء في صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان غلام يهودي يخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فمرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقعد عند رأسه فقال له : (( أسلم فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال يا بني : أطع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم فأسلم فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول : (( الحمد لله الذي أنقذه من النار )).
رد مع اقتباس