عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 12-12-2007, 07:37 AM
سمير السكندرى سمير السكندرى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

الدرس الرابع عشر : منهج التعامل مع العلماء

للعلماء مكانة متميزة في الإسلام، فدرجاتهم من أعلى الدرجات لقول الله تعالى : ( يَرفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنكُم وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلمَ دَرَجَاتٍ ) ومقامهم يأتي بعد مقام النبوة، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( العلماء ورثة الأنبياء )).

والإسلام يدعو إلى احترام العلماء والاستفادة منهم والاجتهاد في طلب العلم بين يديهم وإنزالهم المنزلة اللائقة بهم.

من صور التعامل مع العلماء :

- النفرة إليهم لطلب العلم وسؤالهم في حالة الجهل لقوله الله تعالى : ( فَلَولاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرقَةٍ مِّنهُم طَآءِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا في الِّدينِ ) ولقوله عزوجل : ( فَسئَلُوا أَهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لاَ تَعلَمُونَ ).

- محبتهم وتوقيرهم، لأنهم أكثر الناس خشية لله لقوله تعالى : ( إِنَّمَا يَخشَى اللَّهَ مِن عِبَادِهِ العُلَمَآؤُا ). قال طاووس بن كيسان : (( من السنة أن يوقر العالم وذلك لرفع درجاتهم عند الله )).

- ومن ذلك طاعتهم والاقتداء بهم ، قال الله تعالى : ( وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِى الأَمرِ مِنكُم ) قال أهل العلم : (( وأولي الأمر هم العلماء والأمراء، والعلماء هم ورثة الأنبياء )) كما قال عليه الصلاة والسلام يبلغون عن الله ويدعون الناس إلى الخير والهدى وقد أمرنا الله بالاقتداء بهم .
فقال تعالى : ( أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقتَدِة ).

- ومن ذلك عدم معاداة العلماء، أو إيذائهم لقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يرويه عن ربه (( مَن عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب )) وقد قال الإمام أبو حنيفة والشافعي رحمهما الله : (( إن لم يكن الفقهاء أولياء الله فليس لله ولي )).

وفي ترك معاداة العلماء يقول ابن عسكر رحمة الله : (( إن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة وإن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب بلاه الله قبل موته بموت القلب ( فَليَحذَرِ الَّذِينَ يُخَالفُونَ عَن أَمرِهِ أَن تُصِيبَهُم فِتنَةٌ أَو يُصِيبَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ ) والذي يطلق لسانه على العلماء إنما يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم وينتقص من الإسلام. قال ابن عباس رضي الله عنها (( من آذى فقيهاً فقد آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد أذى الله عزوجل )) والمتأمل في طعون الناس للعلماء ودعاة الحق يجد أنها لا تخرج عن واحدة من هذه الأسباب :

إما حسداً لما يتمتع به العلماء من الفضل والعلم والهدي، كما قال الإمام الذهبي : (( كلام الأقران بعضهم في بعض لا يعبأ به لا سيما إذا كان لحسد أو مذهب أو هوى )).

وإما تعصباً أو انحيازاً، وقد قال الإمام أبو حامد الغزالي في ذم التعصب : (( وهذه عادة ضعفاء العقول يعرفون الحق بالرجل لا الرجل بالحق )). وإما انفاقاً وانسياقاً وراء أعداء الإسلام الذين يحاربون الإسلام في علمائه ودعاته ليشوهوا صورة الإسلام وقد قال الله تعالى موضحاً فعل إخوانهم النافقين ( وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ ءَامَنُوا قَالُوا ءَامَنَّا وَإِذا خَلَوا إِلى شَيَاطِينِهِم قَالُوا إِنَّا مَعَكُم إِنَّمَا نَحنُ مُستَهزِءُونَ ).
رد مع اقتباس