عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 12-12-2007, 07:34 AM
سمير السكندرى سمير السكندرى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

الدرس الثامن : الأخوة حقوق وواجبات

- ومن حقوق المسلم على أخيه المسلم: أن يتقي مواضع التهم، صيانة لقلوب الناس عن سوء الظن، ولألسنتهم عن الغيبة. روى مسلم عن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله كلم إحدى زوجاته فمر به رجل فدعاه رسول صلى الله عليه وسلم وقال: (( يا فلان هذه زوجتي صفية )) فقال يا رسول الله! من كنت أظن فيه فإني لم أكن أظن فيك، فقال: (( إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم )).

- ومنها إذا بُلي بالسفهاء وبذي شر، فليصبر على معاملتهم، وليدفعهم بالتي هي أحسن. لقول الله تعالى: ( ادفَع بِالَّتِي هِيَ أَحسَنُ ) وقوله: ( وَيَدرَءُونَ بِالحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ ).

- وقد جاء في الحديث المتفق عليه عن عائشة رضي الله عنها قالت: استأذن رجل على رسول الله صلى الله عليه سلم فقالل: (( ائذنوا له فبئس رجل العشيرة هو )) فلما دخل ألان له القول حتى إن له عنده منزلة، فلما خرج قلت له: لما دخل قلت الذي قلت ثم ألنت له فقال: (( يا عائشة، إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من تركه الناس اتقاء فحشه )).

- ومنها النصيحة لكل مسلم، والجهد في إدخال السرور على قلبه. لما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )) رواه البخاري.

- ومن حقوق الأخوّة: الإعانة بالمال. قال العلماء: والمواساة بالمال مع الأصحاب على ثلاث مراتب: المرتبة الأولى أن تنزله منزلة من تعولهم وهي أدناها، والمرتبة الثانية أن تنزله منزلة نفسك وترضى بمشاركته إياك في مالك، قال الحسن: كان أحدهم يشق إزاره بينه وبين أخيه، والمرتبة الثالثة وهي العليا أن تؤثره على نفسك قال الله تعالى : ( وَيُؤثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِم وَلَو كَانَ بِهِم خَصَاصَةٌ ) ..

- ومن هذه الحقوق الإعانة بالنفس فس قضاء الحاجات والقيام بها قبل السؤال مع البشاشة وإظهار الرح.

قال الحسن رضي الله عنه: (( إخواننا أحب إلينا من أهلنا وأولادنا، لأن أهلنا يذكروننا بالدنيا وإخواننا يذكروننا بالآخرة )). وقال عطاء: (( تفقدوا إخوانكم بعد ثلاث، فإن كانوا مرضى فعودوهم، أو مشاغيل فأعينوهم، أو كانوا نسوا فذكروهم )).

- ومن هذه الحقوق إحسان الظن بالمسلمين وعدم تبع عوراتهم. لقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه (( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث )) وسوء الظن يدعو إلى التجسس والتحسس. وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه (( لا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تقاطعوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخواناً )) والتجسس في تطلع الأخبار والتحسس بالمراقبة بالعين، فستر العيوب والتجاهل والتغافل عنها، شيمة أهل الدين. وفي الحديث الذي رواه أبو داود (( المجالس بالأمة إلا ثلاث مجالس: مجلس يسفك فيه دم حرام ومجلس يستحل فيه فرج حرام ومجلس يستحل فيه مال من غير حلة )).
رد مع اقتباس