عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 12-11-2007, 08:59 PM
سمير السكندرى سمير السكندرى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

تابع الكلام عن النجاسات
قال الشيخ حفظه الله تعالى: (ومما قام الدليل على نجاسته)
أي: والذي قام الدليل عليه من هذه الأشياء.
(2،1- بول الآدمي وغائطه)
البول والغائط معروفان، وقوله (الآدمي) احترازًا من بول وغائط غير الآدمي فليس هذا محل الكلام عليهما فتنبه.
(أما الغائط فلحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا وطيء أحدكم بنعله الأذى فإن التراب له طهور))
والأذى: كل ما تأذيتَ به من النجاسة والقذر والحجر والشوك وغير ذلك، والمراد به في الحديث ... النجاسة كما هو واضح.
النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا وطيء أحدكم بنعله الأذى) ما المقصود بالأذى؟ الغائط، وهو نجس لأنه قال بعد ذلك (فإن التراب له طهور) ومعلوم أن غير النجس لا يقال عنه: (فإن التراب له طهور)؛ لأنه طاهر.
إذن الشاهد من الحديث قوله صلى الله عليه وسلم (فإن التراب له طهور) فدل ذلك على أن الغائط قبل طهارة التراب له كان نجسًا، وهو المطلوب.
(وأما البول فلحديث أنس رضي الله عنه: أن أعرابيًا بال في المسجد فقام إليه بعض القوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعوه ولا تَزْْْرمُوه) قال: فلما فرغ دعا بدلو من ماء فصبه عليه)
قوله صلى الله عليه وسلم (دعوه) أي : اتركوه حتى ينتهي من بوله، وذلك أن الصحابة لو قاموا إليه لكان الأعرابي بين خيارين اثنين، الجري منهم وهو يبول فيؤذي نفسه وسائـر المسجـد بالبـول ولربَّما أذى بعض من في المسجد، أو يمسـك عليه بوله ويُؤذى بذلك.
فقال لهم المبعوث رحمة للعالمين: (دعوه ولا تزرموه) وفي رواية أخرى قال بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم: (إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين)
قوله صلى الله عليه وسلم (لا تزرموه) بمعنى: لا تقطعوا عليه بوله.
قول أنس رضي الله عنه (فلما فرغ) أي الأعرابي من بوله، (دعا) النبي صلى الله عليه وسلم (بدلو من ماء) أي: إناء فيه ماء (فصبه عليه) وانتهت المشكلة وأسلم الرجل وكان يقول بعد ذلك: اللهم اغفر لي ولمحمد صلى الله عليه وسلم ولا تغفر لأحد غيرنا! فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: (لقد حجرتَ واسعًا).
وجه الدلالة من الحديث على نجاسة البول أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا بدلوٍ فيه ماء فصبه على بول الأعرابي، فدل ذلك على نجاسة البول؛ إذ لو كان طاهرًا لكان فعله صلى الله عليه وسلم هدرًا للماء بغير فائدة.
فائدة: الغائط والبول نجسان باتفاق أهل العلم.
ومما يدل على نجاسة البول والغائط كذلك الأحاديث الآمرة بالاستنجاء والإستجمار منهما.
قال الشيخ :
(4،3- المذي والودي:
أما المذي: فهو ماء أبيض رقيق لزج، يخرج عند شهوة، لا بشهوة ولا دفق ولا يعقبه فتور، وربما لا يحس بخروجه، ويكون للرجل والمرأة)
الشيء الثالث من النجاسات المذي، وهو كما نقل الشيخ تعريفه (ماء أبيض رقيق لزج)
ثم ذكر الشيخ وقت نزوله فقال: (يخرج عند شهوة) أي: عند موطن تُثار فيه الشهوة، كأن يرى أو يسمع أو يفكر في ما يثيره.
ثم ذكر الشيخ كيفية خروجه فقال: (لا بشهوة ولا دفق ولا يعقبه فتور) أي لا يشعر صاحبه بلذة وهو يَنزل (ولا دفق) أيولا ينزل بتدافـع وسرعة (ولا يعقبه فتور) أي لا يحدث بعد نزوله تعب وإرهاق.
وقوله (لا بشهوة ولا دفق ولا يعقبه فتور) كل هذا خلافًا للمني الذي ينزل بلذة وسرعة ويعقبه تعب وفتور.
قال: (وهو نجس، لهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بغسل الذكر منه.
عن علي رضي الله عنه قال: كنتُ رجلا مذاء، وكنت أستحيي أن أسأل النبي صلى الله عليه وسلـم لمكان ابنته، فأمرتُ المقداد بن الأسود فسأله فقال: (يغسل ذكره ويتوضأ))
إذن لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بغسل الذكر من المذي دل ذلك على أن المذي نجسٌ، وسيأتينا كذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بنضح الثوب بالماء إذا أصابه المذي.
قال الشيخ: (وأما الودي: فهو ماء أبيض ثخين يخرج بعد البول)
إذن الفرق بين المذي والودي أن المذي رقيق والودي ثخين، وأن المذي يخرج عند شهوة والودي يخرج بعد البول.
(وهو نجس.
عن ابن عباس قال: ( المني والودي والمذي، أما المني فهو الذي منه الغسل وأما الودي والمذي فقال: اغسل ذكرك أو مذاكيرك وتوضأ وضوءك للصلاة)
والشاهد قوله (اغسل ذكرك أو مذاكيرك) فدل ذلك على نجاسته.
فائدة: لا خلاف بين أهل العلم على نجاسة المذي وأما الودي فقد نُقل عن البعض خلافٌ في طهارته ولكنه خلاف ضعيف، والراجح نجاسته.



وللحديث بقية عن سائر النجاسات في الحلقة القادمة..

رد مع اقتباس