عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 06-12-2011, 06:51 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متواجد حالياً
كن كالنحلة تقع على الطيب ولا تضع إلا طيب
 




افتراضي


8
)
(( احذري ما يفسد صلاتك ))



عن أنس قال : كان قرام ( ثوب من صوف ملون ) لعائشة سترت به جانب بيتها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :


" أميطي عنا قرامك هذا ، فإنه لا تزال تصاويره تعرض لي في صلاتي "


أختي المسلمة :

وصف الله ـ تبارك وتعالى ـ أهل الإيمان بالخشوع له في صلاتهم ، وهي من أشرف عباداتهم ، فقال عز وجل :


{ قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون }


والخشوع هو روح الصلاة ، وأصلها العظيم ، وركنها القويم .

انظري ، وتأملي في قول الحق تبارك شأنه :


{ الذين هم في صلاتهم خاشعون }


إنهم خائفون ، ساكنون متواضعون .


فالخشوع هو لين القلب ، ورقته ، وخضوعه لله تعالى ، وهو خفض الصوت ، وسكونه ..

وإذا خشع قلبك لله ، تبعته كل جوارحك ، فيخشع سمعك ، وبصرك ، وعقلك ، وسائر الأعضاء منك تخشع بخشوع القلب .



ولذا رأى بعض السلف رجلا يعبث بيده في الصلاة ، أتدرين ماذا قال ؟!

لقد قال : لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه .


اسمعي أختي المسلمة إلى هذه الحادثة الطيبة :

مر عصام بن يوسف ـ رحمه الله تعالى ـ بحاتم الأصم ، وكان من العابدين ، فقال له : يا حاتم تحسن تصلي ؟

قال : نعم . قال : كيف ؟

قال حاتم : أقوم بالأمر ، وأمشى بالخشية ، وأدخل بالنية ، وأكبر بالعظمة ، وأقرأ بالترتيل والتفكر ، وأركع بالخشوع

وأسجد بالتواضع ، وأجلس للتشهد بالتمام ، وأسلم بالنية ، وأختمها بالإخلاص لله عز وجل ..

وأرجع على نفسي بالخوف ، أخاف أن لا يقبل منى .


فتأملي كيف يكون حاله في صلاته من خشوع ، وخضوع ، ومراقبة ، وذل لله ، وحضور قلب ، وفهم ..

ثم بعد ذلك يقول : أخاف أن لا يقبل منى وما ذاك إلا لعلمه أن الوصول إلى تمام الخشوع مرتبة عليا ومنزلة رفيعة .


لذا أختي المسلمة احرصي كل الحرص على الخشوع في الصلاة ، ومن ثم فابتعدي عن كل ما يذهب عنك الخشوع .

وفي الوصية النبوية التي بين أيدينا يشير لنا النبي صلى الله عليه وسلم بأمر من تلك الأمور التي تبعد الخشوع عن قلوبنا

لقد صلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى جانب من جوانب بيته ، بالتأكيد الذي فيه القبلة ، وكانت أم المؤمنين عائشة

ـ رضي الله عنها ـ سترت هذا الجانب بقرام لها ، أي ثوب فيه تصاوير ، فإذا بتلك التصاوير تعرض على النبي

صلى الله عليه وسلم في صلاته ، فلما انتهى من الصلاة ، قال لها :

" أميطي عنا " أي أزيلي عنا ، انزعي هذا الستر ، من أجل ما ذكر من رؤيته لتصاويره ، حال صلاته .




ومن هنا أختي المؤمنة فليكن الموضع الذي تصلين فيه خاليا من كل ما يبعد عنك الخشـــــــــــوع ..

خاليا من كل ما قد يصرف عنك حضور القلب في الصلاة ، الذي هو ثمرة الصـــــــــلاة المرجوة .



يتبــــــــــع إن شاء الله ...

رد مع اقتباس