عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 06-12-2011, 06:46 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متواجد حالياً
كن كالنحلة تقع على الطيب ولا تضع إلا طيب
 




افتراضي

( 5 )
(( التحذير من طلب الزوجة للطلاق))



عن ثوبان ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" " أيما امرأة سألت زوجها طلاقا في غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة " .


أختي المسلمة ..:

هذه وصية غالية من الرسول صلى الله عليه وسلم إلى كل امرأة قد آمنت بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد نبيا ورسولا .

يحذر النبي صلى الله عليه وسلم المرأة المسلمة من الوقوع في هذا الإثم العظيم ، فالحياة الزوجية لابد أن تبنى

على المودة الخالصة ، والمحبة الصادقة لأنه متى قامت على هذه المشاعر النبيلة ، كانت كلها خيرا وبركة على

أصحابها ، فالزواج رابطة مقدسة ، تقوم على أسمى المعاني الروحية والعاطفية ..

وهو عبارة عن شركة بين اثنين في كافة شئون الحياة ، وعقد الزواج في الإسلام إنما يعقد للدوام ، وعلى

التأبيد إلا أن يشاء الله أمرا كان مفعولا .

ومن أجل هذا كله كانت الصلة بين الرجل وزوجته من أقدس الصلات ، وأوثقها ، ولم لا ؟ !!

وقد قال ربنا عز وجل :


{ وأخذن منكم ميثاقا غليظا }..

فأي امرأة سألت زوجها أن يطلقها في غير حالة شدة تدعوها ، وتلجئها إلى المفارقة كأن

تخاف أن لا تقيم حدود الله فيما يجب عليها من حسن الصحبة وجميل العشرة لكراهتها له ، أو بأن يضارها لتختلع منه

فحرام عليها ، أي ممنوع عنها رائحة الجنة ، وذلك على نهج الوعيد ، والمبالغة في التهديد ، أو وقوع ذلك متعلق

بوقت دون وقت ، أي لا تجد رائحة الجنة ..وهذا من المبالغة في التهديد .



أختي المسلمة :

الزواج في الإسلام يراد به إنشاء أسرة قوية ، مترابطة ، يسودها الود والمحبة ، إنها مؤسسة اجتماعية مصغرة ، تسعى

لأهداف نبيلة عليا فإذا لم تتحقق الغاية منه ، لقصور في الزوجين ، أو كليهما في القيام بواجباته ، أو تنكر لحقوق الآخر

عليه ، كان لابد من فصم العلاقة بين الزوجين وذلك لأن في استمرارها لا يستقيم معها بناء الأسرة ، وتنهار قواعدها

ومن هنا نشأت الضرورة للأخذ بمبدأ الطلاق كعلاج واق لسلامة بناء الأسرة وتقدير هذه الضرورة يعود للرجل ، باعتباره

رأس الأسرة ، وهو المكلف برعايتها ، والإنفاق عليها .

غير أن الرجل لا يسوغ له بحال من الأحوال أن يمارس حق الطلاق إلا في حدود الضرورة التي تقتضيه ، ويعتبر ظالما

إذا تجاوز هذا الحق فهو عند الله أبغض الحلال ، والمؤمن الصادق في إيمانه ، العامل بإسلامه ، يخشى سخط ربه

ويخشى عقابه .

ولقد أعطى الإسلام المرأة الحق في الطلاق عن طريق الخلع ، وهو أن تدفع بعض الماديات ، أو تتنازل عنها ، نظير أن

يطلقها الزوج لتضررها .


أختي المسلمة :

يطلب الإسلام منك أن تعملي مافي قدرتك لكي تبقى الحياة الزوجية قائمة ، فالمرأة المسلمة تسعى للقضاء على الخلاف

والشقاق ، وتصبر على جفاء زوجها ، وتتحمل ما يكون منه من أخطاء ، فإذا شعرت الزوجة بجفوة من زوجها فعليها

بالسعي في إذهاب تلك الجفوة ، بمعرفة مصدرها ، وأسبابها ..

تجلس مع زوجها ، وتناقشه ، وتسعى في رضا قلبه ، وتصلح ما استطاعت إلى ذلك سبيلا ..

قال الله عز وجل :


{ وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير وأحضرت الأنفس

الشح وإن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا } ..



كذلك الزوج إذا أحس بنفرة من زوجته ، فعليه بالصبر عسى أن تكون هذه النفرة مؤقتة ، عارضة ، كما قال تعالى :

{ فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا } .

ولكن إذا لم ينجح ذلك ، وبدأت أمارات الشقاق ، فليس معناه التسرع ، والوقوع في الطلاق ، ولكن ليكن بينهما من

يقوم بالإصلاح والتوفيق .

قال جل شأنه :.


( وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما

إن الله كان عليما خبيرا ) .


إن عجزت كل تلك الطرق ، وهذه الوسائل عن إيجاد الصلح بينهما ، فليس هناك مناص من حدوث الطلاق بينهما ..

قال تعالى :.


{ وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته وكان الله واسعا حكيما } .



أختي المؤمنة :

هكذا رأينا كيف أن الطلاق لا ينبغي بحال أن يكون في نزوة طيش ، أو في ثورة غضب ، أو سعيا وراء حب جديد .

فليس من المروءة في شيء ، أن تنسى الزوجة كيف أن زوجها تعب من أجلها وسعى لراحتها ، فإن حدثت منه

أخطاء أو هفوات ، تسارعين بطلب الفرقة .


أختي المؤمنة :

إن الإسراع إلى أبواب المحاكم ظنا أنها علاج لك ليس بالأمر المحمود إلا في نهاية المطاف ، ولا يكون إلا في آخر الداء

إن صح أنه دواء .

قفي مع نفسك ، وصارحي قلبك ، لما حدث بينك وبين زوجك الجفوة ، أو لما وقع زوجك في تلك الهفوة

حتما ستجدين سببا .




فهكذا تدوم لك العشرة ، وتحمد سيرتك ، ويرتفع قدرك ..

وتكونين مثالا طيبا لدوام العشرة ، والحياة الزوجية .






يتبع .......

رد مع اقتباس