عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 05-12-2011, 09:59 AM
أبو مصعب السلفي أبو مصعب السلفي غير متواجد حالياً
الراجي سِتْر وعفو ربه
 




افتراضي

كتب/ عبد الرحمن فرج

يبدو أن ديناميكية التحول الفكرية بدأت تأخذ طابعا ً ذا مسار واحد منذ انطلاق الثورة المصرية وحتى مرور قرابة الأربعة أشهر ، فمنذ تنحى المخلوع مبارك ظهرت على سطح الإعلام بقوة أصوات ما يطلق عليهم إعلاميا ً بــ ( النخبة المثقفة ) مطالبة بتطبيق الحرية والعدالة و تطبيق الفكر الليبرالي كنظام حكم وأطلقوا سيلا كبيرا من التصريحات المتفائلة بمستقبل مصر الباهر وربط هذا التفاؤل بتطبيق مبادئ الليبرالية في شتى مناحي الحياة.

بيد أن المطلع عن بعض المحطات المهمة خلال هذه الفترة يكتشف كما غريبا ً ومتناقضا ً من التصريحات المتضاربة والمواقف المتعارضة لنفس الأشخاص قبل وبعد هذه المحطات ، فعلى سبيل المثال يستطيع القارئ معرفة رأي رمز مثلا ً من الرموز في المادة الثانية من الدستور قبل الاستفتاء ورأيه بعد الاستفتاء . بل ويستطيع كذلك القارئ أن يلاحظ أن التغيرات والتحولات في المواقف أخذت تتسارع بشكل أكبر حتى أصبح من الممكن أن تجد التراجع عن طرح الفكرة في وسائل الإعلام يحدث في أقل من 24 ساعة .

في البداية طالبت الكثير من رموز الليبرالية بحذف المادة الثانية من الدستور ولما صدموا بكم المقاومة والاستنكار الشديدين، أنكروا بشدة طلبهم وقالوا بل يجب تعديلها بما يتناسب مع وجود الأقليات الدينية الأخرى ، ثم أصبح الحديث عن المادة الثانية من الأمور المفخخة التي يخشى أي منهم أن يتطرق إليها الحديث في أي من وسائل الإعلام كي لا يساء فهمه . ويتخدها الناس ذريعة للهجوم وتصيد الإخطاء .

واتخذ المسار طابعا ً جديدا ً فعلى سبيل المثال ، تجد أنشط الداعين إلى تطبيق الليبرالية وهو عمرو حمزاوي حينما يتحدث عن الحريات أو الليبرالية والأخلاق فإنه يضع لها ضوابط لم تكن موجودة من قبل وحينما يتحدث عن علاقة الدين والدولة فإنه ينفي الفصل بينهما ! أو حتى حديثه عن الزواج المدني في حلقة مع المذيع عمرو أديب نجده قد تراجع بسرعة نافيا ً أن تكون هذه الدعوة تدعو إلى ما يخالف الشريعة وجعل الزواج المدني بديلا ً للزواج الشرعي ، بل والأدهى من ذلك حينما أراد أن ينفي عن نفسه هذه التهمة كانت له محاضرة في أحد الجامعات المصرية و تطرق للحديث حول ما ذكره في الزواج المدني فإذا به يقول أنه لا يدعو لأي شيء يخالف الشريعة الإسلامية ، ثم أخذ يكمل محاضرته عن الليبرالية التي ذكر فيها كثيرا لفظة ( بما لا يخالف الشريعة الإسلامية ) أكثر من مرة وبدا كأنه يخشى خشية شديدة إلى تطبيق أي قانون أو فعل أو أي أمر فيه مخالفة للشريعة ، وهذا طبعا ً لا يمكن تخيل سماعه من ليبرالي فضلا ً من أن تسمعه إلى أحد منظري هذا التيار .

لم يكن في مخيلتي صراحة قبل أسابيع أن أرى هذا التحول الديناميكي والانهزامي السريع أمام الحضارة والشريعة الإسلامية من منظري التيارات الليبرالية حتى أصبحت لا أستغرب أن يكون شعارهم في المرحلة القادمة هو ( ليبرالية لا تخالف الشريعة الإسلامية ) أو نرى أحد أحزاب التيار الليبرالي قد غير مبادئه ليكون موافقا ً للشريعة الإسلامية مع استلهام أركان الإسلام الخمسة لتصبح في الحزب أركان الليبرالية الخمسة ( شهادة إلا إله إلا الله وأن محمدا ً رسول الله .. إقام الصلاة ... ) .
التوقيع

قال الشاطبي في "الموافقات":
المقصد الشرعي من وضع الشريعة إخراج المُكَلَّف عن داعية هواه, حتى يكون عبداً لله اختيارًا, كما هو عبد لله اضطراراً .
اللـــه !! .. كلام يعجز اللسان من التعقيب عليه ويُكتفى بنقله وحسب .
===
الذي لا شك فيه: أن محاولة مزاوجة الإسلام بالديموقراطية هى معركة يحارب الغرب من أجلها بلا هوادة، بعد أن تبين له أن النصر على الجهاديين أمر بعيد المنال.
د/ أحمد خضر
===
الطريقان مختلفان بلا شك، إسلام يسمونه بالمعتدل: يرضى عنه الغرب، محوره ديموقراطيته الليبرالية، ويُكتفى فيه بالشعائر التعبدية، والأخلاق الفاضلة،
وإسلام حقيقي: محوره كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأساسه شريعة الله عز وجل، وسنامه الجهاد في سبيل الله.
فأي الطريقين تختاره مصر بعد مبارك؟!
د/أحمد خضر

من مقال
رد مع اقتباس