عرض مشاركة واحدة
  #42  
قديم 04-06-2011, 04:39 PM
أبو مصعب السلفي أبو مصعب السلفي غير متواجد حالياً
الراجي سِتْر وعفو ربه
 




افتراضي

الكلام طيب ولا يختلف عليه اثنان, ولا ينتطح فيه كبشان ..
ولكن ينقصه بعض التبينات, مثل:
- المطلوب أن يكون هناك تعاون فيما لا خلاف فيه, والنُصح والبراءة مما خولِفَ الكتاب والسنة والإجماع فيه -وليس كما يقولون: نجتمع على ما اتفقنا عليه, ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه-.. وهذا ما بينه الفاضل عبد الملك في تفصيله الجيد الذي أقررته ليُقطع الطريق على مثل هذه الزيادات التي تطرقت لها الموضوع .
- ينبغي على الدعوة السلفية التي هي قائمة على إيصال الدين لما هم بعدنا صافيًا, كما جاءنا صافيًا غير مبدلين فيه ولا قيد أنمله.. ويترتب على هذا إنكارنا مثل ما في هذا الموضوع, وغيره من أقوال "الإخوان" من جواز ترشح النصارني والمرأة للرئاسة.. إذ أننا لو وضعنا أيدينا في أيديهم بمثل هذه الأقوال = فقد بدّلنا في الدين وافترينا على الله الكذب -عياذًا بالله- .
فإن قيل: أن مثل هذه الإعتراضات تجعل هناك نفرة كائنة بين الإخوان والسلفين من جهة, وتفتح الباب أمام العلمانيين من جهة أخرى !
نقول: أن الإخوان هم من خالفوا, ودين الله واضح, وما علينا إلا الاتباع, فإن حاد أحد; فعليه تدور دوائر اللوم لا من ثبت!, ولا ينبغي أن نغير المبدأ المتفق عليه " كلمة التوحيد قبل توحيد الكلمة" بمقتضياتها إلى العكس, إذ أن دعوتنا مبنية على الكيف وليس الكم!, وهذا ما تربى عليه سلفنا, وترباه الجيل بعد الآخر حتى وصل إلينا, أفنبدل نحن..؟!
أما عن العلمانيين: فالعداء بيننا وبينهم قائم دون أي مبررات, فلا ينبغي قط أن نظن أنه بتمييعنا في بعض القضايا سوف يقطع على العلمانيين هذا الطريق, فهذا الظن وحده خلل يكفي في تشرذم الصف ونزول النوازل !
الحاصل: أننا لا يسعنا أن نفكر ونسعى إلى ما قلتم في مسألة الإنتخابات لوضع الدستور إلا ما هو مشروع ومباح في شرعنا .. وإن استقر الأمر وليس هناك إلا "إخواننا" والعلمانيين, فقطعًا سوف نختار إخواننا, ولكن مع التوضيح للناس أن هناك مخالفاتٍ في كذا وكذا.. حتى لا يظنّوا أن المخالفات التي ارتكبوها من الدين !!
مثال للتوضيح: إذا ما كنتم أنتم وصاحبة لكم في الصحراء, وهي غير عالمة بأمور دينها جيدًا, وكدتم أن تموتوا عطشًا, ووجدتم لحكم خنزيرٍ وخمرٍ, أسوف تقولون لها: اشربي وكلي ملئ بطنكِ..؟! أم ستبينين لها: أن هذه ضرورة, وهذه المحظورات أبيحت لنا في الضرورات, ومع هذا فليس لنا أن نشرب ونأكل ملئ البطون, ولكن علينا أن نأكل ما يسد حاجة الهلاك من دونه إلى أن نبلغ مرامنا..؟!
هذا هو المطلوب.. أن يكون الكل على بينةٍ من أمره, حتى يعرف من يعطي صوته -مثلا- أنه يعطيه لضرورة مقدرة بقدر معين, لا أن هذا من الدين !, وأنها بهذه الطريقة سوف تكون خلافة على منهاج النبوة .. هذا هو .

ويبقى الأمر كما قلت آنفا:
وفي الفترة المقبلة; كلما اقتربت "الإنتخابات" فسوف تنجلي أقوال مشايخنا أكثر وأكثر إن شاء الله .. فمن قام في هذه الفترة بنقد المواقف المخالفة لصريح الشرع فلا يلام قطعًا .. وإلا نرفع شعار "السياسة" وننفض يدنا من أمر "الدين" !
التوقيع

قال الشاطبي في "الموافقات":
المقصد الشرعي من وضع الشريعة إخراج المُكَلَّف عن داعية هواه, حتى يكون عبداً لله اختيارًا, كما هو عبد لله اضطراراً .
اللـــه !! .. كلام يعجز اللسان من التعقيب عليه ويُكتفى بنقله وحسب .
===
الذي لا شك فيه: أن محاولة مزاوجة الإسلام بالديموقراطية هى معركة يحارب الغرب من أجلها بلا هوادة، بعد أن تبين له أن النصر على الجهاديين أمر بعيد المنال.
د/ أحمد خضر
===
الطريقان مختلفان بلا شك، إسلام يسمونه بالمعتدل: يرضى عنه الغرب، محوره ديموقراطيته الليبرالية، ويُكتفى فيه بالشعائر التعبدية، والأخلاق الفاضلة،
وإسلام حقيقي: محوره كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأساسه شريعة الله عز وجل، وسنامه الجهاد في سبيل الله.
فأي الطريقين تختاره مصر بعد مبارك؟!
د/أحمد خضر

من مقال
رد مع اقتباس